رفض القادة العسكريون في مصراتة إجراء أي تشريح لجثة العقيد معمر القذافي التي ما زالت معروضة إلى جانب جثة ابنه المعتصم في غرفة مبردة بمصراتة، وذلك عشية الإعلان الرسمي عن تحرير ليبيا تماماً، فيما أكد زعيم رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل أن تحقيقاً جارياً في ملابسات مقتل الزعيم الراحل، فيما بدا استجابة للتساؤلات والشكوك الدولية المتصاعدة بشأن الغموض حول ما جرى في سرت الخميس الماضي. تزامن ذلك مع مطالبة قبيلة القذاذفة وعائلة العقيد بتسليمهما جثامين القذافي وأولاده ليتم دفنهم في سرت، أعلن أعضاء في المجلس العسكري بمصراتة أن جثة القذافي ستدفن في مكان سري تفادياً لتحويل ضريحه إلى محج لأنصاره في المستقبل، بينما أكد رئيس السلطة التنفيذية محمود جبريل أمس، أن ذلك سيتم خلال 48 ساعة. وفيما شهدت بنغازي انخراط القادة الجدد في صياغة الإعلان الرسمي عن تحرير كامل لأراضي ليبيا والذي سيصدر اليوم بما يؤذن ببدء العد التنازلي لتشكيل حكومة انتقالية وصياغة دستور وإقامة حكم ديمقراطي كامل في 2013، بدأ مجلس الأمن الدولي مناقشات الليلة قبل الماضية، مشاورات بشأن إلغاء منطقة حظر الطيران فوق ليبيا، وقال دبلوماسيون إنهم يتوقعون أن يفعل المجلس ذلك بعد التشاور مع السلطات الليبية الجديدة. في غضون ذلك، أعلن مصدر حكومي نيجري أمس، أن الرئيس السابق للمخابرات صهر القذافي عبدالله السنوسي الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في حقه مذكرة توقيف، “رصد” في أقصى شمال النيجر المتاخم للحدود الليبية، بينما لا يزال الغموض يلف مصير سيف الإسلام الذي كان خليفة محتمل للدكتاتور الراحل. وكانت معلومات تسربت بشأن تشريح جثة القذافي أمس في ضوء الضغوط الدولية المتصاعدة لكشف ملابسات مقتله بعد أسره حياً ووفاته بيد الثوار. قال المتحدث باسم المجلس العسكري في مصراتة فتحي باش آغا “لن يجري تشريح اليوم (السبت)، ولا أي يوم آخر. لن يفتح أحد جثة القذافي”. وأكد ذلك عضوان آخران في المجلس العسكري بمصراتة. وذكر باش آغا أنه يتوقع وصول عبدالحكيم بلحاج قائد المجلس العسكري في طرابلس إلى مصراتة (السبت) لمعاينة جثة القذافي، لكنه لم يعلن عن مجيئ رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل. وفي بيان بثته “قناة” الرأي القريبة من النظام السابق والتي تبث من سوريا، دعت أرملة القذافي الأممالمتحدة والمنظمات الدولية إلى إرغام المجلس الانتقالي على تسليم الجثامين لقبائلها كي تدفن حسب التقاليد الإسلامية. وما زال قائد الاستخبارات الليبية السابق عبدالله السنوسي (62 سنة) وابن الزعيم السابق سيف الإسلام (39 سنة) والملاحقين من قبل المحكمة الجنائية الدولية، في حال الفرار.