استقبلت اليمن صباح أمس الاثنين المولود رقم سبعة مليار في تعداد سكان العالم, والذي استقبله عند الولادة وفد من صندوق الأممالمتحدة للسكان في اليمن، ضمن احتفاله بوصول عدد سكان العالم إلى سبعة مليار نسمة . حيث تم تسجيل ولادة طفلتين توأم، هما ابنتا المواطن/ حسين أحمد محمد - القادم من منطقة بني إسحاق بخولان - وذلك في مستشفى الثورة العام بصنعاء، لتصبح إحدى المولودتين تمام السبعة مليار نسمة حول العالم فيما تكون الأخرى بداية المليار الثامن كما نظم صندوق الأممالمتحدة مؤتمراً صحفياً بمناسبة وصول عدد سكان العالم إلى سبعة مليار والذي دشن - من خلاله - تقريره السنوي عن حالة سكان العالم تحت عنوان (الناس والإمكانيات في عالم سبعة مليار). وقد أكد السيد/ مارك فاندنبرغي، أن الطفل الذي رفع سكان العالم إلى سبعة مليار فرد ولد في صنعاء، مشيراً إلى أن الصندوق يملك الإثباتات حول هذا وأن العالم كله اليوم يحتفل بهذه المناسبة منوهاً أيضاً إلى أن التعداد العام للسكان العالم كان ملياراً فقط قبل مائتي عام. وفيما يخص اليمن أشار إلى أن اليمن من الدول ذات الخصوبة المرتفعة وإذا ما استمر النمو السريع في السكان فإن عدد سكانها سيتضاعف بعد سبعة عشر عاماً وسيواجه مشكلة في مكافحة الفقر وسوء التغذية. ودعا مارك، إلى ضرورة استثمار النساء في التعليم وتمكينهن في الجوانب الإيجابية، فهذا من شأنه إعطاء صحة أكثر لهن، وهذا أيضاً من شأنه تجنيب الفتيات الزواج المبكر أو الحمل المتكرر, منوهاً إلى أن الشباب في اليمن يعد فرصة كبيرة للاستثمار. التقرير الذي أصدره الصندوق يحوي على قصص مختلفة من تسع دول تتحدث عن الهجرة للبحث عن فرص عمل والخصوبة المرتفعة والزواج المبكر وغيرها من المعوقات التي تقف أمام الشباب، وأكد التقرير أن اليمن من ضمن أكبر عشر دول يعتبر معدل الهجرة فيها عالياً للغاية.. وتقول الإحصائيات: إنه في الثانية الواحد يولد خمسة أطفال ويموت اثنان، وهذا ما قد يجعل العالم في العام 2045 يصل لتعداد يقدر بتسعة مليار نسمة بعد أن كان قبل مائتي عام يصل سكانه إلى مليار شخص فقط.. وتقول الدراسات: إن المشكلة هنا لا تتعلق بالمساحة، ولكنها تتعلق بدرجة رئيسية بالتوازن على سطح الأرض، ولحل إشكاليات النمو يجب على الشباب أن يقرر مصير أسرته بنفسه وبدراية تامة ولا يكون موضوعاً تحت أي ضغط خارجي ناتج عن الأسرة، وهذه النظرية تم تطبيقها بشكل جيد في بنجلادش فانخفضت معدل الخصوبة لأدنى المستويات.. بالمقابل يجب أن يتفهم الشباب كل المواضيع المتعلقة بقضايا الصحة الإنجابية ووسائل تنظيم الأسرة، ويكونوا قادرين على تحمل مسؤولياتهم المختلفة.. فيما أشارت الدكتورة/ جميلة الراعبي - وكيل وزارة الصحة لقطاع السكان - بأن التحدي الأكبر الذي يواجه اليمن هو التحدي السكاني؛ فهو السبب الرئيس في كل ما تشهده البلاد من سوء أحوال المعيشة, مؤكدة بأن القضية السكانية في اليمن ليست مسؤولية جهة معينة بل مسؤولية كل شخص . وأوضحت الراعبي أن رقم سبعة مليار لا يجلب السعادة ولكنه يجلب الفقر لأنه يجب أن تتوفر في مقابله سبعة مليار فرصة عمل، منوهة إلى أن نسبة الأمية العالية في أوساط النساء هي التي تعطي الخصوبة العالية، حيث تصل نسبتها إلى 8.2% بالنسبة للمرأة الجاهلة فيما هي لا تتعدى 2.8% للمتعلمة في اليمن ودعت إلى ضرورة تمكين المرأة واعتمادها ذاتياً على نفسها وإلزامية التعليم وتحسين المدارس للفتيات بالإضافة إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عن تنظيم الأسرة. وأضافت (لم نستطع حتى استصدار قانون لمنع الزواج المبكر والذي سيساعدنا في تفادي المخاطر في ثلث الحالات على الأقل)، مؤكدة على أهمية الدور الذي يلعبه خطباء المساجد وعلماء الدين في ذلك الجانب .