في ظل استمرار الحصار الحوثي المفروض على أهالي منطقة دماج بصعدة والطلاب الدارسين في دار الحديث بالمنطقة دعت منظمتا الكرامة و"هود" إلى الإسراع في فك هذا الحصار الحوثي الظالم. وأشارت المنظمتان في نداء عاجل لهما إلى تصاعد حدة المعاناة لهؤلاء الضحايا يوماً إثر آخر نتيجة انعدام الدواء والغذاء، بما في ذلك المستلزمات الضرورية للجرحى وغذاء الأطفال، حيث يمنع المسلحون الحوثيون وصول أي إمدادات غذائية أو دوائية إلى المنطقة، بالتزامن مع فرض حظر تجول على محيط المنطقة ومنع الدخول والخروج منها وإليها، كما يقوم مسلحو الحوثي بعمليات قنص مستمرة وهجمات ليلية بالأسلحة المتوسطة والخفيفة على منازل الطلاب الدارسين وأهالي المنطقة. وتشير المعلومات إلى وجود مجموعة من الأطفال مهددين بالموت وحالتهم المرضية حرجة جداً نظراً لانعدام الدواء، حيث تزداد معاناة الأطفال, بل أن هذه الشريحة التي لا حول لها ولا قوة، أكثر تضرراً من الحصار الظالم المفروض على دماج من قبل مليشيات الحوثيين بصعدة. وأكدت مصادر ل "أخبار اليوم" أن أبناء دماج رفضوا أية وساطة قبل رفع الحصار على المنطقة وقاموا الخميس الفائت بطرد الوساطة التي يقودها الشيخ فارس مناع من المنطقة وحذروها من العودة مرة أخرى في حصار دماج. من جانبهما وجهتا منظمتا الكرامة و"هود" نداءً عاجلاً من أجل السماح للمعونات الغذائية والطبية في الوصول إلى آلاف الأشخاص المحاصرين في مركز "دار الحديث". وقالت المنظمتان في ندائها ان"أكثر من ثلاثة آلاف أسرة يمنية ومقيمين أجانب يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء، بينهم أطفال ونساء ومرضى وكبار في السنّ، يواجهون ظروفاً معيشية وصحية وإنسانية غاية في الصعوبة، جراء الحصار الخانق المفروض عليهم منذ قرابة شهر". ومنع مسلحو الحوثي وصول قافلة إغاثة تحمل مواد غذائية جمعت من عدة محافظات يمنية، وانطلقت قبل أسبوعين، لكنها توقفت في منطقة البقع، بسبب رفض الحوثيين تقدمها لإنقاذ المتضررين، برغم الوساطة القبلية التي بذلها رجال قبائل وائلة. ووفقاً لشهادات أهالي الضحايا الواقعين تحت الحصار, فإنه منذ الجولة السادسة من حرب صعدة بين الدولة والحوثيين، التي توقفت في فبراير 2010، بدأ مسلحو جماعة الحوثي باستهداف الطلاب الدارسين في مركز دار الحديث بدماج بالقتل والتضييق والاعتقالات والتحقيق معهم ومصادرة ممتلكاتهم، قبل أن ينتهي المطاف إلى الزحف المسلح عليهم وحصارهم في مساحة لا تتجاوز 2 كيلو متر مربع تحيط بها العديد من الجبال التي يتمركز فيها الحوثيون ويشنون قصفهم على المنطقة. مدير مركز دار الحديث بدماج الشيخ يحيى الحجوري، أطلق في بيان صوتي بث على موقعه الاثنين 14/11/2011، نداء استغاثة من أجل السعي لإنهاء ما وصفه ب"العدوان والحصار"، المفروض عليهم، مطالباً كل من يسمعه القيام بواجبه الإنساني تجاه الأطفال والنساء والمرضى الذين باتت حياتهم مهددة بالخطر جراء الحصار. ووفقاً لنداء الاستغاثة، فقد تعرضوا للعديد من الاعتداءات طيلة الأشهر والأسابيع الماضية، من بينها: مصادرة كتب الطلاب والدارسين في مركز "دار الحديث"، وحجز سيارات نقل ركاب خاصة بالطلاب (الباصات) ومصادرة سيارتين حتى الآن، والتعدي على من فيها بالضرب ومصادرة ممتلكاتهم، والقيام بممارسات تعسفية أثناء عملية التفتيش في نقطة الخانق التابعة للحوثيين وغيرها من نقاط التفتيش والقيام بتصوير الأشخاص القادمين والمغادرين ومضايقتهم وحجز عوائلهم لمدة تصل إلى ست ساعات أحياناً. وجاء في البيان الصوتي لجماعة دار الحديث بأن "نقاط التفتيش التابعة للحوثيين صادرت مواد غذائية خاصة بالأطفال كالحليب والبسكويت بحجة أنها أميركية، ثم قامت ببيعها في بعض محلات الجملة في صعدة، بالإضافة إلى مصادرة أجهزة الهواتف المحمولة والكمبيوترات ومبالغ نقدية وغيرها".