طالب عدد كبير من الأطباء والكوادر الفنية والإدارية العاملة بمستشفى السبعين العام للأمومة والطفولة بأمانة العاصمة بتغيير إدارة المستشفى الحالية التابعة لجامعة صنعاء بإدارة جديدة من داخل المستشفى, معبرين عن رفضهم للوصاية التي تفرض عليهم من قبل جامعة صنعاء أو من أمانة العاصمة من ذوي التبعية الحزبية والتي تكون مهمتهم الرئيسية التفيد من الدعم الشعبي داخل المستشفى لهم ولعصابات متعددة داخل وخارج المستشفى , دون الالتفات إلى المصلحة العامة التي يقدمها والتقصير في تحسين أوضاع المستشفى وتأصيل الفساد في جميع مفاصله حتى أوشك على الانهيار . وأشاروا في اجتماع طارئ لهم يوم أمس الاثنين إلى أن سياسة الإدارة التي تأتي من خارج المستشفى هي سياسة تطفيش للكادر المؤهل وان اغلب الاستشاريين الذين كانوا متواجدين داخل المستشفى أو تخرجوا خلال الفترة الماضية تم إقصائهم واستبعادهم من المستشفى وهم اليوم إما في دول الخليج أو قابعين في البيوت . وكشف الأطباء والعاملون عن استحواذ مديرة المستشفى الدكتورة جميلة المؤيد لأكثر من خمس وظائف عامة إلى جانب إدارة المستشفى والتي تتمثل في كونها أستاذة بجامعة صنعاء ومنسقة بورد النساء والولادة في المجلس الأعلى للتخصصات بوزارة الصحة ورئيسة الوحدة، بالإضافة إلى عملها في عيادة خاصة بها . وأكدوا أنها منذ تولت إدارة المستشفى لم تجتمع قط مع الأطباء أو زارت قسماً أو سألت طبيباً عن الأوضاع وأنها مشغولة فقط بالسفريات والمؤتمرات الخارجية . منوهين إلى انه خلال فترة تحملها إدارة المستشفى أقيل أكثر من موظف داخل المستشفى وتم تعرض العديد للإهانات دون أن يكون هناك أي ردع لمثل هذه التصرفات من قبل الإدارة . واستنكروا تصريحات الإدارة بوجود عجز في موازنة المستشفى في الوقت الذي ضاعفت فيه أسعارها ووصل قيمة ملف المريض من ألف ومائتين إلى ستة ألف ريال دون تقديم أي خدمة للمريض أو تحسين في وضع الكادر . وأشاروا في اجتماعهم إلى أن مجموعة من الفاسدين تدير المستشفى وان 95% من الكادر الموجود في المستشفى يتعرضون للظلم والإهانة والإقصاء وتم استقطاع أكثر من ثلثي رواتب كثير من الموظفين خلال الأشهر الماضية بسبب عدم استطاعتهم الحضور إلى المستشفى نتيجة الأحداث والمواجهات التي نشبت بالأمانة خلالها وانقطعت المواصلات حينها منوهين إلى أن اغلب مستشفيات العاصمة أغلقت أو عملت بأقل من نصف كوادرها في ظل تلك الأحداث إلا مستشفى السبعين الذي أصرت إدارته على عدم اتخاذ أي تدابير خلالها وتحميل الكادر الطبي فقط مسئولية الوصول إلى المستشفى مهما كان الثمن دون أي مراعاة لأي ظروف أمنية . منوهين إلى أن كثير من الأقسام لم يتحصلوا على مستحقاتهم منذ أكثر من ستة اشهر . هذا وقد حمل الجميع وزارة الصحة وجميع المعنيين تبعات ما يحدث داخل المستشفى وما سيترتب عليه من إشكاليات في حال تفاقم الوضع، مؤكدين أنهم سيقومون بالتصعيد خلال الأسبوع القادم إذا لم يتم استبعاد الإدارة الحالية واستبدالها بإدارة من الكفاءات الداخلية في المستشفى قبل يوم السبت المقبل . من جانبها وجهت الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد أمس بإيقاف قيادات في مستشفى السبعين للأمومة والطفولة تمهيداً لإحالتهم إلى التحقيق بتهم ارتكاب جرائم فساد وفقاً لنتائج التحريات التي أجراها فريق من الهيئة طبقاً للائحة التنفيذية لقانون مكافحة الفساد. هذا ويشهد المستشفى حالياً أوضاعاً مأساوية ومزرية، بالإضافة إلى توقف اغلب كوادر النظافة عن العمل بسبب توقف مستحقاتهم لأكثر من خمسة اشهر مما ينذر بكارثة صحية وشيكة وإغلاق محتمل للمستشفى بعد انهيار اغلب أقسامه وأجهزته وتدهور إمكانياته في ظل تقاعس الجهات المراقبة والمسئولة عن ذلك.