الخميس 21 مارس 1974م كان الموعد المناسب لافتتاح نادي وزارة الموصلات الرياضي بجبل رأس مربط بالتواهي.. وفي هذا الحفل الكبير الذي حضره عدد من المسئولين في الدولة والرياضة وعلى رأسهم الأستاذ القدير أنيس حسن يحيى وزير المواصلات في ذلك الوقت وجميع غفير من الرياضي والعاملين في وزارة آنذاك.. كما وزعت في هذا الحفل الجوائز التقديرية للأمهات المثاليات في مختلف مرافق وزارة المواصلات، وذلك بمناسبة عيد الأم، كما وزعت الجوائز على لاعبي فرق أندية المؤسسات لكرة القدم المشارك في دوري أندية المؤسسات في عدن، وكذا الفائزين في المسابقات الرياضية. وقدم لاعبو فريق وزارة المواصلات هدية تذكارية للأستاذ القدير حسن يحيى وزير الموصلات، وهي عبارة عن كرة قدم وقع عليها اللاعبين جميعا.. وشارك في إحياء هذا الحفل الرياضي الفنان الكبير والمبدع الراحل محمد عبده زيدي.. ووسط هذا الاحتفالية البهيجة الرائدة وبينما الجميع وضع نشوة وانسجام. البيان الرياضي ********* فجأة دون مقدمات وقف الرياضي المعروف الأخ أحمد محمد قعطبي مسئول النشاط لنادي المواصلات بعدن رئس اللجنة الرياضية، وقف يتلو البيان الرياضي الصادر عن إدارة نادي وزارة المواصلات الذي نزل على الحاضرين وخاصة الرياضيين منهم نزولا صاعقا مفاجئا.. هذا البيان اعتبره الرياضيين بمثابة انقلاب أبيض في بلاط المستديرة، وعرف في الأوساط الرياضية (بيان 21 مارس الشهير)، وكانت له آثار بعيدة المدى بالمسبة لنوعية العلاقات التي تربط بين اللاعبين والأندية الرياضية، وبشكل مغاير عما كان عليه الأمر قبل البيان. وجاء في مقدمة بيان انقلاب 21 مارس الكروي استعراض المبررات والدافع التي أدت لإصدار البيان الرياضي الانقلابي كما يلي: "إن جهود اللاعبين في كافة الأندية أصحبت موزعة ومبعثرة بين أكثر من نادٍ واحد، وإن مثل هذا التبعثر لا يخدم الرياضيين أنفسهم، ولا الحركة الرياضية بمجملها، حيث إنه أصبح لازما عليهم أن يمارسوا تدريباتهم مع أكثر من نادٍ واحد، ولا يستطيعون رفض أحدهما.. كما أن على اللاعبين أن يشتركوا في المباريات مع أكثر من نادٍ واحد، ويعاقبوا إن رفضوا اللعب مع أحدهما، وهذا يعتبر إنهاكا تسببه لهم هذه الالتزامات في أكثر من موقع واحد.. إلى جانب أن مثل هذا الأمر لم يتح لعناصر كثيرة الاشتراك في التدريبات والمباريات التي تنظمها الأندية، وتتكرر الصور نفسها والأسماء نفسها في الأندية الأهلية وأندية المؤسسات، وظلت كثيرا من العناصر محرومة من ممارسة هواياتها بالشكل الذي ترغب إلى جانب أن مثل هذا التبعثر في الجهود يسبب إرهاقا كبيرا للاعبين، مما يعني قصر حياتهم في الملاعب، وقلة الفترة التي يمكن أن يخدم المبرزين منهم وطنهم. وانطلاقا من فهمنا لهذه الأمور مجتمعه وخدمة للحركة الرياضية.. فإن لاعبي كرة القدم في نادي المواصلات بعدن يقررون ما يلي: 1. اعتبار نادي وزارة المواصلات هو النادي الوحيد الذي يضم عضويتهم العاملة والنادي الوحيد الذي يلتزمون له في كل ما يتعلق بشئونهم الرياضية. 2. إنه ابتداء من اليوم 21 مارس فإن للاعبين يلتزمون بأن تقتصر تدريباتهم والاشتراك في المباريات والمسابقات الودية والرسمية على نادي وزارة المواصلات وحده. 3. إن وضعيتهم كلاعبين ضمن أنديتهم الأهلية تعتبر لاغية ابتداء من هذا اليوم. 4. إن اللاعبون يتقدمون إلى المجلس الأعلى للرياضة والاتحاد اليمني لكرة القدم فرع المحافظة الأولى (عدن) بتحياتهم ويودون الإشارة إلى ضرورة دعم هذه الخطوة ويرون أن المبرر الوحيد لفصل المسابقات الخاصة بالأندية الأهلية وأندية المؤسسات الذي كان يتطلب من اللاعب أن يمل أكثر من ناد واحد قد سقط !!. ولذا فهم ينظرون بأمل إلى أن المجلس الأعلى للرياضة الاتحاد العام لكرة القدم فرع المحافظة الأولى (عدن)، ويقدرون هذه الخطوة، وسيشاركون فريق نادي وزارة المواصلات في أية مسابقة قادمة للأندية الأهلية وأندية المؤسسات.. كما أنهم سيتيحون لفريق نادي المواصلات الحصول على حقه من توزيع الملاعب خلال أيام الأسبوع".. عند هذا الحد انتهت كلمات بيان انقلاب 21 مارس الكروي الأول في تاريخه. وللحقيقة كان لهذا الانقلاب الكروي الأول والأبيض والفريد من نوعه أصداء واسعة في الأوساط الرياضية في عدن في ذلك الوقت، كما قوبل هذا الانقلاب الكروي الأول نوعه بردود أفعال صاخبة وغاضبة من قبل أندية عدن وجماهيرها الواسعة الوفية، ولكن مع المفارقات الغربية أن نادي وزارة المواصلات الذي قام بهذا الانقلاب الكروي لم ستفد على الإطلاق من ثمار هذا الانقلاب الذي قام به، وذلك نظرا لانهيار تجربة دوري المؤسسات، بعد فترة قصيرة من قيام هذا الانقلاب. بينما حصد فريقا القوات المسلحة والشرطة الشعبية من ثمار هذا الانقلاب الذي فشل فشلا ذريعا بعد ذلك بوقت قصير من خلال قيام هذين الفريقين باعتقال واحتواء لاعبي أندية عدن وبكل الطرق والوسائل المتاحة الممكنة، حيث استغلا قانون التجنيد الإجباري لجلب لاعبي أندية عدن، بل جراء التوسع إلى بقية المحافظات مثل محافظة لحج ومحافظة أبين ومحافظة حضرموت، وأخذ اللاعبين الجاهزين لهذه الأندية، وكان من أكثر الأندية المتضررة من ذلك الاستحواذ القسري لاعبين فريق وحدة عدن والتلال، حيث فقد الفريقان الكبيران نخبة ممتازة ومميزة من نجومهما الذين كانوا يشكلون العمود الفقري لفريقي وحدة عدن والتلال.. وعلى سبيل المثال فإن اللاعبين الذي فقدهم نادي وحدة عدن دفعة واحدة بانتقالهم إلى فريق القوات المسلحة، وهم عبدالله الهرر، وعثمان خلب، ونبيل سعدان، ومحمد جعبل، ومنير مدهش وغيرهم.. ومن لاعبي فريق التلال الذين فقدهم هو الآخر دفعة واحدة بانتقالهم إلى فريق الشرطة الشعبية، محمد شرف، وعزيز عبدالرحمن، وعلي نشطان ونور الدين عبدالغني وغيرهم. ومن الطريف حقا إنه بعد مرور سنوات استفاد فريقا وحدة عدن والتلال من أفضل لاعبي فريق القوات المسلحة والشرطة الشعبية، وذلك عبر انتقال الكابتن وجدان شاذلي لاعب فريق الشرطة الشعبية إلى صفوف فريق وحدة عدن.. كما انتقال الكابتن عمر البارك لاعب فريق القوات المسلحة بعد إلغاء الفريق في بداية الوحدة اليمنية ليلعب في صفوف فريق التلال.. وللمستديرة في دورانها شئون!!.