في وقت متأخر من مساء أمس اندلعت اشتباكات مسلحة تمثلت بتبادل القصف بين قوات الحرس المتمركزة في جبل "احرم" و المسلحين المفترضين بصلتهم للقاعدة المتمركزين في قلعة العامرية.. حيث قصفت العناصر المسلحة على نقطة "لمسان" التي يتواجد فيها قوات الحرس ومجاميع قبلية.. ولم يتسن للصحيفة معرفة حصيلة ذلك نظراً لاستمرار القصف المتبادل .. وأثار إقدام قوات الحرس على قصف نقطة دار النجد استغراب أبناء رداع؛ حيث لا تواجد للمسلحين في هذه النقطة التي استهدفتها قوات الحرس بجميع أنواع الأسلحة في وقت متأخر من مساء أمس. وفي هذا السياق أكد عدد من أبناء رداع لدى حديثهم للصحيفة مساء أمس أنه إذا ما كانت قوات الحرس جادة في إخراج هؤلاء المسلحين فما عليهم إلا محاصرة المسلحين داخل قاعة العامرية والمسجد وقطع خطوط الإمداد عليهم دون الحاجة للقصف العشوائي الذي سيدمر المدينة على ساكنيها حسب تعبيرهم. اليوم هو الحادي عشر يحل ومدينة رداع تعيش حالة من الترقب لما ستؤول إليه الأمور, إحدى عشر يوماً ولم تحرك السلطات الأمنية والعسكرية ساكناً, والوضع يزداد سوءاً منذ اليوم الأول, وساطة تتبعها وساطة, واجتماع يتلوه اجتماع, وصور مسلحي القبائل وأنصار الشريعة تتصدر عناوين الصحف كما لو أن ثمة فيلماً يجري على الطريقة "الهوليوديه" الجميع يترقب أحداثه وينتظر النهاية, زعيم المسلحين المفترضين بصلتهم لالقاعدة، طارق الذهب يطالب بتحكيم الشريعة الإسلامية وإطلاق السجناء الخمسة عشر, والقبائل تصتدم بخيارين ظاهرهما الرحمة ولكن لا يعلم أحد ما تخبئه صدور الرجال, تحليلات تذهب بك هنا وهناك, مفادها أن أنصار الشريعة هنا ماكثون. يوم أمس الاثنين عقد اجتماع موسع في منطقة "الجيف" لقبائل مديريات رداع بحضور شيخ مشائخ قيفه الشيخ ماجد علي احمد الذهب- نجل شقيق طارق الذهب – وتم في اللقاء رفض فكرة تكوين مجلس لأهل الحل والعقد كانت القبائل قد أجمعت ضمناً على إنشائه اتقاء لشر فتنة قد يكتوي بنارها الصغير والكبير, ويقف الشيخ ماجد الذهب خلف رفض فكرة إنشاء مجلس الحل والعقد, مطالباً من الجميع باتخاذ خيارات أخرى, توحي للجميع بان قبائل رداع ستحمي مدينتها, وان خياراتها القادمة قد تبدوا اشد قسوة. وعصر أمس تم عقد لقاء آخر حضره الشيخ ماجد الذهب والشيخ سنان جرعون والشيخ علي الطيري والشيخ محمد ناصر الطهيف والشيخ توفيق اللهبي والشيخ عبدالله الواقدي والشيخ احمد عبدالولي الطشي والشيخ احمد قرموش السلالي وعدد من مشائخ ووجهاء مديريات رداع السبع, وفي اللقاء تم مناقشة شروط جديدة توصل إليها الشيخ حاشد فضل القوسي من قبائل الحدا والشيخ فضل المقدشي, وتم رفضها من قبل مشائخ مديريات رداع. تتمثل هذه الشروط بحسب تصريح الشيخ "حاشد القوسي" ل "أخبار اليوم" في أن يقوم طارق الذهب بسحب أنصاره من المواقع التي يتمترس فيها ويسلمها لأبناء رداع, مقابل أن يبقى في جامع العامرية حتى يتم تسليمه السجناء المطالب بالإفراج عنهم, وفور الإفراج عن السجناء سينسحب من جامع العامرية, بشرط أن لا يتعرض الدعاة لأي أذى أو مطاردات أو للاعتقال في مقابل أن لا يعتدي على أحد ولا يحملوا سلاحاً ضد الدولة. وفي المساء أيضاً تم عقد لقاء ثالث تم الاتفاق فيه على تشكيل لجان من كل المديريات للتفاوض مع طارق الذهب مرة أخرى, بهدف الوصول إلى مخارج تجنب المدينة وأهلها ويلات الحرب والدمار التي تلوح معالمها في الأفق, وتأتي هذه الاجتماعات تزامناً مع وصول تعزيزات عسكرية من صنعاء إلى جبل احرم, حيث وصلت 16 دبابة و16 طقماً عسكرياً وست ناقلات جند في تمام الساعة الحادية عشر من ظهر يوم أمس. وفي سياق متصل شهدت مدينة البيضاء خروج مسيرة حاشدة تبارك للثورة والثوار تحقيق الهدف الأول المتمثل بخروج علي عبدالله صالح من اليمن, وقد طافت المسيرة أحياء مدينة البيضاء، مؤكدة مواصلة الثورة حتى بناء الدولة المدنية وتحقيق كامل أهدافها, وهتف المتظاهرون " حققنا الهدف الأول والباقي حسب الجدول"، كما أعلن ثوار البيضاء تضامنهم مع رداع، مؤكدين انكشاف المخطط المفضوح فيها، متهمين الجهات المسئولة في المحافظة بالتواطىء مع المسلحين.