شهدت مدينة رداع أمس اشتباكات بين جنود الأمن المركزي وبعض عناصر مسلحي أنصار الشريعة وسقط في المواجهات جريحين احدهما من عناصر الأمن والآخر امرأة من أهالي حي الصافية. وقد جاءت المواجهات أثناء إطلاق احد جنود الأمن المركزي الرصاص باتجاه طقم لمسلحي أنصار الشريعة, وقد رد احد أنصار الشريعة على مصدر النار متسبباً في جرح احد الجنود, ثم لاذ بعد ذلك بالفرار, وقد قام بعض القبائل المتواجدة في منطقة المصلى بإطلاق الرصاص عشوائياً مما تسبب في جرح امرأة من أهالي منطقة الصافية، مما حذا بالبعض تفسير ماحصل محاولة من الأمن المركزي لإفشال جهود الوساطة القبلية في المدينة.
حيث تعيش رداع هذه الأيام على وقع وساطات قبليه متتالية واجتماعات متكررة لمشايخ مديريات رداع, وانتشار كثيف للمسلحين من أنصار الشريعة ومسلحي القبائل, وتتجه الأمور في المدينة نحو التهدئة وإيجاد حلول آمنه تجنب المدينة ويلات الحرب والدمار التي شهدتها مدن يمنية كمدينة زنجبار. يوم أمس توصلت قبائل رداع بقيادة الشيخ ماجد الذهب ومشايخ مديريات رداع السبع إلى إيجاد صيغة توافقيه لإخراج مسلحي أنصار الشريعة من مدينة رداع, وتم بموجبها تشكيل لجنة مكونة من جميع قبائل المديريات السبع المحيطة بمدينة رداع, وقوام اللجنة خمسة وثلاثين شخصية تقوم بالتفاوض مع مسلحي أنصار الشريعة لتسليم المواقع للجنة, ويتم بحث مسائل إطلاق السجناء الآخرين مع لجنة الوساطة التي يقودها الشيخ حاشد القوسي والشيخ عبدالكريم المقدشي. وقد اتهم بعض مشائخ رداع قائد الحرس الجمهوري ناصر طريق والوكيل المساعد لشؤون مديريات رداع ومحافظ المحافظة وبعض المشائخ والجهات الأمنية بالتواطىء مع المسلحين, وصرف ملايين الريالات وعشرات الصناديق من الذخيرة للقبائل الموالية لبقايا النظام بهدف افشال الانتخابات التوافقيه التي ستجري في 21 فبراير. وتم يوم أمس الإفراج عن ثلاثة من المعتقلين الذين يطالب طارق الذهب بالإفراج عنهم من ضمنهم ناصر الظفري ونبيل الذهب وشخص أخر لم يتسنى لنا معرفة اسمه, بحسب مصادر محلية. وتحدث إلينا ناصر الظفري احد السجناء المفرج عنهم عن أساليب التعذيب التي تعرض لها في سجون الأمن السياسي وخاصة في صنعاء, وقال انه قضى خمس سنوات في السجن, بينما كان الحكم عليه بالسجن لثلاث سنوات فقط. وقد قبل طارق الذهب أسماء ممثلي المديريات باستثناء الأسماء الممثلة لمديرية ولد ربيع التي ينتمي إليها الشيخ الذهب, وقد وافق الشيخ ماجد الذهب على مقترح عمه درءاً للفتنة واتقاء لشر مستطير قد تتعرض له مدينة رداع. وصرح الشيخ ماجد الذهب ل"أنصار الثورة" انه لن يألوا جهداً في تجنيب رداع صراعات الحرب والدمار, وأضاف الذهب أن رداع تهم الجميع, وانه حرصاً منه على سلامة رداع وأبنائها ترك أعماله بصنعاء, واجتمع بمشائخ رداع وتوصل معهم إلى تشكيل لجنة من جميع مديريات رداع السبع لتفاوض مع مسلحي أنصار الشريعة, مشيراً إلى أن بقايا النظام هي من سهلت دخول المسلحين إلى مدينة رداع, وان فكرة تكوين إنشاء مجلس " لأهل الحل والعقد " واشتراط انصار الشريعة تغيير مدراء المديريات ومدراء المكاتب الخدمية في مدينة رداع هو شرعنة لحكم تنظيم القاعدة من خلال إقامة إمارة إسلامية في رداع, وان بقايا النظام تسعى إلى جعل رداع إمارة إسلامية حيث قاموا بإطلاق سجناء مطلوبين دولياً من سجون الأمن السياسي, وان هذه هي الأيدي الأمينة التي وعد بها " صالح " , مشيراً إلى أن تعيين مدراء بعيداً عن حكومة الوفاق الوطني هو مقصد الهدف من ورائه عرقلة الانتخابات وعدم تنفيذ توجيهات حكومة الوفاق الوطني. وعن مسلحي أنصار الشريعة قال الشيخ ماجد الذهب" أن هؤلاء لايمثلون قضاء رداع حيث أنهم من داخل المحافظة ومن خارجها, وفيهم شخصيات من داخل اليمن وخارجه , مؤكداً في ذات السياق أن موقف أبناء رداع موقف موحد يرفض العنف والفوضى من أي جهة كانت, ولن يسمح لاي احد بالعبث بامن واستقرار الوطن.