بعد ما يقارب أسبوعين من حالة التوتر والرعب التي عاشتها مدينة رداع منذ 13 يناير, تنفست المدينة الصعداء وبدأت الحياة تعود لطبيعتها, وفتحت بعض المحلات, واكتظت الشوارع بالمئات من أبناء المدينة الذين استبشروا خيراً بخروج مسلحي أنصار الشريعة من المدينة ليلة أمس الأول. وقد تم تسليم المواقع التي كان يسيطر عليها أنصار الشريعة للجنة الوساطة, والتي ستسلمها بدورها للجنة المحلية التي تم تشكيلها من المديريات السبع لقضاء رداع والمكونة من خمسة وثلاثين عضواً يمثلون مديريات "ولد ربيع – محن يزيد – مدينة رداع – العرش – صباح – الرياشيه- ال غنيم".. وقال ل "أخبار اليوم" احمد قرموش السلالي – عضو اللجنة عن مديرية ال غنيم – إن اللجنة اجتمعت يوم أمس ووقعت محضراً يقضي بتسليم المواقع للجيش المتواجد في مدينة رداع, إلى أن يتم اختيار مدراء للمكاتب الخدمية والأمنية في المدينة من الناس المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة, واستبعاد الذين ثبت تواطئهم مع العناصر المسلحة لدخول المدينة, إضافة إلى أن أي شخص تلطخت يده بدماء الشباب أو ثبتت ضده تهمة الفساد سيتم استبعاده.. وأوضح قرموش أن هذا الأمر سيتم التشاور فيه مع الرئيس بالانابة عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني, وقد تم اختيار الشيخ علي الطيري رئيساً للجنة و احمد عبدالولي الطشي مقرراً. وجاء مسلحو أنصار الشريعة من المدينة بعد مشاورات مع جهود الوساطة وتم تسليم عدد من المراكز والمقار الحكومية التي كانوا يسيطرون عليها, وهي البنك اليمني للإنشاء والتعمير وقلعة العامرية وجامع العامرية ومسجد البغدادية ومبنى الأمن السياسي والأمن العام ومدرسة الثورة للبنات ومدرسة الرشيد وبعض المرافق الأخرى. وعقب استلام المواقع من المسلحين ومغادرة المسلحين إلى منطقة – المناسح قيفه- تم تسليم المواقع من قبل لجنة الوساطة لبعض قبائل رداع, وبدورها قامت القبائل بتسليم قلعة العامرية وجامع العامرية ومبنى الأمن العام للحرس الجمهوري, فيما لازالت باقي المرافق الأخرى مثل السجن المركزي والمستشفى المركزي والمجمع الحكومي ومبنى المواصلات في المدينة بأيدي القبائل ومن المحتمل أن يتم تسليمها للجيش اليوم. وستقوم اللجنة المكونة من خمسة وثلاثين شخصاً بوضع خطة لإعادة الأمن والاستقرار في المدينة وعدم تعرضها لمثل هكذا حادثة، والتشاور مع الرئيس بالإنابة عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني لتعيين مدراء للإدارات الحكومية من الأشخاص الأكفاء الذين لم تتلطخ أيديهم بالفساد. من جهة أخرى شهدت مدينة رداع مسيرة جماهيرية شارك فيها أبناء مديريات رداع السبع مرددين هتافات "من رداع الف تحية,,, ياعفاش انهينا المسرحية " وهتافات أخرى تشيد بموقف المشائخ الذين رفضوا الإنجرار لمخططات بقايا النظام لإدخال رداع في حرب أهلية، وبالتالي تأخير الانتخابات الرئاسية القادمة, منددين بموقف بعض المتواطئين الذين سلموا مدينة رداع على طبق من ذهب للمسلحين, مؤكدين في الوقت ذاته مواصلتهم على استكمال أهداف الثورة. إلى ذلك قال بيان صادر عن المسلحين المنسحبين من مدينة رداع أنهم يحتجزون الشيخ حاشد فضل القوسي ومن معه حتى يتم الإفراج عن بقية عناصرهم ال 13 التي تم الاتفاق على الإفراج عنهم مقابل انسحابهم من المدينة, وقال البيان إنه إذا حصل أي إخلال بشرط من الشروط فإنهم سيتصرفون بطريقتهم.