هنالك في ركن شديد الظلام والضبابية والانطواء في غياب الاهتمام المطلوب ولو في أبسط درجاته، وكذا التجاهل الإعلامي الذي بلغ مراحل التعتيم الصريع، في ظل هذه الأجواء الحزينة كيانات رياضية نالت الاعتراف الرسمي من وزارة الشباب والرياضة والذي تحول إلى مجرد ورقة صفراء باهتة اللون والمعنى الدلالة لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به، ولا قيمة المواصلات وأجرة التوصيل. هذا الكيانات الرياضية المعترف بها اسما فقط وتتواجد في سجلات وزارة الشباب والرياضة التي تتفضل عليها بالفتات والقليل القليل الذي لا يسد الرمق ولا يفي بالاحتياطات في أقصى حدود.. ولا يسمن ولا يغني من جوع. هذا الكيانات الرياضية المتعارف عليها في عالم الرياضة اليمنية تحت تسمية ولافتة رياضية أندية الدرجة الثالثة في بلادنا، وكما يقول المثل الشهير (إن الثالثة ثابتة).. فالويل كل الويل لمن أوقعه حظه العاثر ضمن هذه الدرجة، وهي في الأصل درجة المظاليم من هي في الواقع درجة البؤساء الذين كتب عليهم أن يظلوا في الدرك الأسفل من سلم درجات الممارسة الرياضية.. ولا يستطيعون من الفكاك والانعتاق والانطلاق إلى رحاب الدرجات العليا التي هي مليء السمع والبصر، وتنال نصيب الأسد بل النصيب الأوفر من الاهتمام الكبير ورزم الزلط. ولأن أندية الدرجة الثالثة تعاملها الوزارة والاتحادات العامة وفروع الاتحادات في المحافظات معاملة عيال الجارية واعتبارهم رياضيين من ورعايا من الدرجة العاشرة، لذا تلجأ الاتحاد العامة وفروعها إلى اعتماد أسلوب سلق البيض والكلفتة والارتجال والعشوائية عندما تتفضل هذه الاتحادات وفروعها، وتذكر أن هنالك مجموعة منسية ممن هم يستظلون بظل رعاياها الذين هم جزء من مسئولياتها.. فماذا تفعل أو تقدم هذه الاتحادات العامة أو فروعها لا شيء يذكر سوى أنها ترهق وتتعب نفسها بإقامة مسابقات وتصفيات هامشية وفي أقل وقت ممكن. فهل تصدقون يا أعزائي الرياضيين منهم - والقراء أكارم أن بعض هذه التصفيات تقام وتتم وتنجز في ساعات معدودة أو على أكثر تقدير في يوم واحد لا غير. وكفى الله مظاليم وبؤساء الرياضية اليمنية عناء وتعب المنافسات الرياضية.. وهكذا يهدر جهد وعناء وعرق وتعب أعوام من التحضير والتأهيل والتدريب الذي تنفق عليه أندية الدرجة الثالثة كل ما يوجد ويتوفر في خزاناتها الفارغة - أصلا - إلا من أقل القليل.. فهذا الأمر لا يهم على الإطلاق قيادات الاتحادات العامة وفروعها بالمحافظات لأن الأهم لديهم هو إنجاز المهام ولو بطريقة تعسفية ومرتجلة ومزاجية وعشورية وبالمقابل استلام المخصصات المالية لتسيير هذه المسابقات ورفع تقارير الإنجاز على طريقة (كله تمام).. هذا نماذج سريعة نسوقها للدلالة على كيفية تعامل الاتحادات الرياضية العامة وفروعها بالمحافظات مع مسابقات أندية الدرجة الثالثة في بلادنا. ولكن المشهد أشد صعوبة ومرارة ذلك الذي يتجلى في كيفية تعامل الاتحاد اليمني لكرة القدم مع التصفيات النهائية لأبطال المحافظات المؤهلة للصعود إلى الدرجة الثانية، حيث حول تعامل اتحاد الكرة لهذه التصفيات من حلم لكل ناٍد من الدرجة الثالثة يسعده الحظ في الوصول إلى التصفيات ويسعى إلى تحقيقه إلا وهو الصعود إلى الدرجة الثانية بخطو متقدمة صوب الأضواء والشهرة، ولكن مع الأسف الشديد تحول هذه الحلم بفعل تداعيات التعامل الغريب والعجيب مع هذا التصفيات إلى كابوس مزعج بعد أن تحول أساطين اتحاد الكرة هذه التصفيات النهائية إلى أشبه بمعسكرات كروية مغلقة تقام داخلها مراسم التعذيب الكروي وأبرز معالم هذا التعذيب هي الإصرار الغبي لاتحاد الكرة على إقامة هذه التصفيات في أجواء شديدة الحراسة، حيث حدد فرمانات أو قرارات اتحاد الكرة ضرورة أن تقام هذه التصفيات خلال عشرة أيام فقط ولا باس إذا كانت أقل من ذلك. وهكذا يمكن على فرق بؤساء اليمنية الذين أوقعهم حظهم التعيس في هذه التصفيات أن تلعب على فترتين صباحية ومسائية، ولك يا عزيزي أن تتخيل كيف سيكون اللعب في صيف عدن والمكلا الحديدة اللاهب وتحت أشعة الشمس الحارقة؟ وكيف ستكون هي أحوال اللاعبين الغلابة المجبرين على لعب المباريات في هذا الجو الشديد الحرارة والرطوبة المرتفعة؟! وما هو ذنب لاعبي فرق البؤساء في هذه الأجواء لكي يعانوا كل هذا العناء والإرهاق والإعياء دون ذنب أو سبب، وليتواصل عرض حلقات مسلسل عذاب الصباح والمساء وبنجاح باهر طيلة أيام التصفيات أو بالأحرى أيام التعذيب الكروي، وقديما قالوا "الرحمة فوق العدل" والمساواة يجب أن تسود، ولكن لا حياة لمن تنادي. وروغم كل هذا الكم الرهيب من المعانات الذي يتمد طول رحلة فرق البؤساء من لحظة الإعلان عن تأهلها كأبطال للمحافظات إلى المشاركة التعذيبية في تصفيات النهائية لأبطال المحافظات للصعود إلى الدرجة الثانية.. ورغم كل هذا المعاناة فإن اتحاد الكرة يبخل بتوفير طبيب أو مسعف ليقوم بعلاج إصابات لاعبي فرق الثالثة وكأنهم لا يستحقون توفير هذه الرعاية البسيطة أسوة ببقية لاعبي النخبة، وما يزيد الطين بلة أن تلجأ لجنة الحكام العليا إلى اختيار حكام دون المستوى لسبب أنهم لم ينالوا حظهم أو يجدوا فرصتهم في إدارة وتحكيم مباريات دوري الدرجة الثانية ودوري النخبة لتتحول بذلك فرق البؤساء إلى حقل تجارب لهؤلاء الحكام وإما عن أخطائهم ومستوياتهم المتدنية وقراراتهم المهزوزة، فحدث ولأحرج. يا اتحادنا الموقر ألا تستحق هذه الفرق المغلوبة على أمرها ولو جزء يسير من الرعاية والاهتمام والعناية والتقدير، وكذا النظر إليهم بعين الاعتبار فنظرة ولأجبر خاطر يا وزارة الشباب والرياضة والاتحادات العامة وفروعها بالمحافظات ومكاتب الشباب والرياضة.. ..ولا عزاء لبؤساء الرياضة اليمنية. كلمة لابد منها ******** هاتفني اللاعب الكبير الخلوق والكابتن فضل علي محمد نجم فريق شباب البريقة الشعلة حاليا وفريق الشرطة معاتبا لإغفالي ذكر لاعبي فريق شباب البريقة الذين انتقلوا إلى فرق الشرطة، وذلك في سياق موضوعي حول الانفلات الكروي المنشور في "أخبار اليوم" في عدد سابق واللاعبون هم: "فضل علي محمد وحسين عبيد والخضر عمر" فمعذرة أيها النجم الخلوق، فأنت في القلب دوما ولنا لقاء قادم إن شاء الله.