اندلعت اشتباكات في مدينة الصدر بالعاصمة العراقية قبل تشييع جثمان النائب عن التيار الصدري صالح العكيلي الذي قضى متأثرا بجروح أصيب بها في انفجار عبوة ناسفة، في حين اتهم الصدريون القوات الأميركية والعراقية بالوقوف وراء العملية. وقالت مصادر عسكرية وشهود عيان إن اشتباكات اندلعت الجمعة بين القوات العراقية ومسلحين مجهولين عند المدخل الرئيسي لمدينة الصدر الواقعة شرق بغداد، واستمرت لفترة من الوقت ثم توقفت إثر تدخل القوات الأميركية. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات. وذكرت مصادر في الشرطة العراقية أن طائرات شاركت في القتال حيث وقعت عدة انفجارات بفعل عبوات ناسفة في منطقة الاشتباكات التي شهدت نشر مقاتلين موالين لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. من جهة أخرى شارك المئات في تشييع جنازة النائب العكيلي التي سارت من منزله في منطقة الأورفلي في مدينة الصدر حتى مكتب الصدر المركزي وصولا إلى المدخل الرئيسي للضاحية قبل حمله على متن سيارة إلى مدينة النجف التي تقع على بعد160 كيلومترا جنوب بغداد، لدفنه هناك. ولفت شهود عيان إلى أن عددا قليلا من نواب التيار الصدري شاركوا في تشييع العكيلي. وفي النجف أصدر مقتدى الصدر بيانا نعى فيه "شهيدا أعطى جل وقته من أجل إخراج المحتل وعدم توقيع اتفاقيات معه". ولذا امتدت يد الاحتلال البغيض والإرهاب المقيت لتغتاله"، في اتهام مبطن للقوات الحكومية العراقية والأميركية. وكان أحمد المسعودي النائب من التيار الصدري الذي يحظى ب32 مقعدا في البرلمان قد اتهم في تصريح صحفي الخميس القوات الأميركية والعراقية باغتيال العكيلي معتبرا أن الاغتيال رسالة إلى الجهات المعارضة للاتفاقية الأمنية التي يجري التفاوض بشأنها بين بغداد وواشنطن، حسب تعبيره. وأوضح المسعودي أن المنطقة التي وقع فيها الهجوم تخضع لسيطرة القوات الأميركية والعراقية التي اتهمها المسعودي بالتقصير في حماية الشعب العراقي. وفي تصريح منفصل حمل بهاء الأعرجي أحد نواب التيار الصدري القوات الأميركية والعراقية مسؤولية الهجوم مشيرا إلى أن الحادث وقع على بعد أمتار قليلة من نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي. وقال الأعرجي إن نواب التيار الصدري طالبوا بإجراء تحقيق في الحادث وإنهم لا يستبعدون احتمال تورط جماعة لها صلات بالحكومة في عملية الاغتيال. وفي وقت لاحق أصدر السفير الأميركي رايان كروكر وقائد قوات التحالف الجنرال ريموند أوديرنو بيانا "يندد بشدة باغتيال" العكيلي ويشير إلى أن "هذه الجريمة البشعة ليست هجوما عليه فقط وإنما على المؤسسات الديمقراطية في العراق". من جهته أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الخميس السلطات الأمنية المختصة بفتح تحقيق في حادثة الاغتيال وكشف ملابسات الحادث وملاحقة الجناة. وكان بيان رسمي للهيئة السياسية في التيار الصدري قد أعلن الخميس وفاة النائب العكيلي في مستشفى الجملة العصبية ببغداد متأثرا بجروح أصيب بها إثر انفجار دراجة نارية مفخخة في منطقة الحبيبية جنوب مدينة الصدر استهدفت بصورة مباشرة سيارة النائب وأسفرت عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين. يشار إلى أن النائب العكيلي (41 عاما) أب لخمسة أولاد، ويسكن في مدينة الصدر وهو حائز على شهادة الدكتوراه في التاريخ، وكان يعمل مساعدا لرئيس قسم التاريخ في الجامعة المستنصرية قبل فوز التيار الصدري في الانتخابات ضمن قائمة الائتلاف الموحد التي انفصل عنها التيار لاحقا.