الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    من الغارات إلى التجسس.. اليمن يواجه الحرب الاستخباراتية الشاملة    ضبط الخلايا التجسسية.. صفعة قوية للعدو    التدريب في عدد من الدول.. من اعترافات الجواسيس: تلقينا تدريبات على أيدي ضباط أمريكيين وإسرائيليين في الرياض    الدولة المخطوفة: 17 يومًا من الغياب القسري لعارف قطران ونجله وصمتي الحاضر ينتظر رشدهم    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    الأهلي يتوج بلقب بطل كأس السوبر المصري على حساب الزمالك    الدوري الانكليزي: مان سيتي يسترجع امجاد الماضي بثلاثية مدوية امام ليفربول    نجاة برلماني من محاولة اغتيال في تعز    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    شعبة الثقافة الجهادية في المنطقة العسكرية الرابعة تُحيي ذكرى الشهيد    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    قبائل وصاب السافل في ذمار تعلن النفير والجهوزية لمواجهة مخططات الأعداء    هيئة الآثار تستأنف إصدار مجلة "المتحف اليمني" بعد انقطاع 16 عاما    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    وزير الصحة: نعمل على تحديث أدوات الوزارة المالية والإدارية ورفع كفاءة الإنفاق    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    بن ماضي يكرر جريمة الأشطل بهدم الجسر الصيني أول جسور حضرموت (صور)    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    علموا أولادكم أن مصر لم تكن يوم ارض عابرة، بل كانت ساحة يمر منها تاريخ الوحي.    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    عملية ومكر اولئك هو يبور ضربة استخباراتية نوعية لانجاز امني    محافظ المهرة.. تمرد وفساد يهددان جدية الحكومة ويستوجب الإقالة والمحاسبة    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    أبناء الحجرية في عدن.. إحسان الجنوب الذي قوبل بالغدر والنكران    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    عين الوطن الساهرة (1)    نائب وزير الشباب يؤكد المضي في توسيع قاعدة الأنشطة وتنفيذ المشاريع ذات الأولوية    الدوري الانكليزي الممتاز: تشيلسي يعمق جراحات وولفرهامبتون ويبقيه بدون اي فوز    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري تعزّي ضحايا حادث العرقوب وتعلن تشكيل فرق ميدانية لمتابعة التحقيقات والإجراءات اللازمة    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    المستشفى العسكري يدشن مخيم لاسر الشهداء بميدان السبعين    وفاة جيمس واتسون.. العالم الذي فكّ شيفرة الحمض النووي    بحضور رسمي وشعبي واسع.. تشييع مهيب للداعية ممدوح الحميري في تعز    القبض على مطلوب أمني خطير في اب    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    ضيوف الحضرة الإلهية    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحسن لخدمتي الكهرباء ومياه الشرب ودعوات لإعادة هيبة الدولة وتزايد أعداد النازحين العائدين
مدينة جعار بعد التطهير والانتصار..
نشر في أخبار اليوم يوم 01 - 07 - 2012

بالأمس عاشت أحداثاً مؤسفة ومؤلمة وقاسية وأوضاعاً صعبة، واليوم تعود مدينة جعار – عاصمة مديرية خنفر- وكبرى وأهم وأبرز مدن ومناطق أبين، لترسم على محياها ابتسامة تحمل مزيجاً من السعادة بعودة أعداد كبيرة من مواطنيها النازحين وكذا تحمل مرارة وألماً جراء ما ذاقته وتجرعته هي وبقية المناطق والقرى المجاورة، إضافة إلى المديرية ا لمجاورة زنجبار.
رويداً رويداً تعود إلى جعار طمأنينتها وهدوءها الذي افتقدته طوال أشهر كثيرة وتحديداً منذ أواخر مارس من العام الفائت إلى الثلث الأول من شهر يونيو المنصرم.. اليوم تخلع جعار ثوباً كانت ترتديه وتبلس ثوباً آخر مع إعلان وزارة الدفاع تطهير هذه المدينة من الجماعات المسلحة بتاريخ 12/6/2012م.. جعار اليوم غير "وقار" الأمس، وهو الذي أطلقته الجماعات المسلمة التي عرفت باسم "أنصار الشريعة" على هذه المدينة..
ومع عودة الغالبية العظمى من أبناء هذه المدينة إليها وإلى المناطق التي تجاورها.. أجرينا هذه المتابعة الصحفية لننقل للقارئ والمتابع أوضاع هذه المدينة وأبنائها بعد ما عاشته من أحداث سابقة وما هي عليه اليوم..
عودة النازحين إلى المدينة:
تأتي جعار في المرتبة الأولى من حيث عدد سكانها ومساحتها التي شهدت وخلال السنوات الماضية توسعاً عمرانياً كبيراً وتمتد هذه المدينة من منطقة "المشروع" شمالاً إلى منطقة المثلث جنوباً، ويعرف عن جعار وعن سكانها بأنهم تركيبة سكانية مختلطة، ونقصد بمختلفة – أي تركيبة سكانية تحوي مواطنين جاؤوا من مناطق كثيرة كيافع ولودر وحضرموت وزبيد "تهامة" وغيرها من المناطق والمحافظات الأخرى، وعرف عن هذه التركيبة تآلفها وتعاونها والصلات الحميمة بينها.. ومع الأحداث التي عصفت بهذه المدينة وما جاورها خلال أسابيع وأشهر فائتة، أدت هذه الأحداث إلى نزوح جماعي وبالآلاف لمواطني هذه المدينة وما جاورها إلى المناطق والمحافظات الآنفة الذكر مع توجه العدد الأكبر من النازحين إلى محافظة عدن لكون عدن هي الأقرب والأكثر أمناً.. وكنا قد تطرقنا ونقلنا أولاً بأول وطوال أشهر كل هذه الأمور عبر صحيفة "أخبار اليوم"..
اليوم الواقع في جعار وما جاورها مختلف، فهناك عودة للنازحين إلى هذه المدنية وإلى الأحياء والشوارع والمناطق السكنية في المدنية، أحياء وشوارع ومناطق سكنية أدق وصف يمكن قوله عنها بأنها تحولت إلى شوارع ومناطق للأشباح قبل أسابيع وأشهر فائتة إبان المواجهات العسكرية والأحداث التي كانت دائرة.
سعداء بالعودة والمطلوب برامج عمل عاجلة:
الأخ/ سالم يحيى – مواطن عائد إلى مدينة جعار بعد أشهر طويلة من النزوح- تحدث قائلاً: أنا أحد النازحين عن المدينة منذ ما يزيد عن عام وقد عدت إلى منزلي بمعية أفراد أسرتي قبل أيام قليلة وهناك تزايد في العائدين إلى جعار وما جاورها.. وحقيقة رغم معاناة النزوح ومرارة وقساوة فراق المنزل والأهل والأصحاب والجيران أقول بأننا سعداء بالعودة إلى مدينتنا ومنازلنا، خصوصاً مع التحسن الكبير في موضوع الكهرباء والمياه ونأمل أن يتم الوقوف العاجل أمام موضوعي النظافة والصرف الصحي، إضافة إلى أن المواطن في المدينة وفي المديرية بشكل عام يتوق إلى عودة هيبة الدولة والأجهزة الأمنية وعودة النظام والقانون لتكتمل الصورة.. الوضع هكذا غير كاف وغير مطمئن، صحيح انتصر الجيش واللجان الشعبية ولكن هناك خطوات تالية يجب أن تتم كما أن هناك حاجة ملحة إلى إعادة الإعمار وتعويض المتضررين وإعادة تأهيل المرافق الحكومية في المدينة وما جاورها مع ما أصابها.. ما تحتاجه جعار وغيرها من المناطق الأخرى المجاورة هي برامج عمل يجب أن تبدأ فوراً وبكل تأكيد نحن على ثقة بأن جعار وأبين بشكل عام ستعود لها ابتسامتها وسيتم مداواة جراحها.. شاكرين لكم إتاحة هذه الفرصة.
أعداد كبيرة عائدة:
ومع تجوالنا في المدينة التي بدأت تدب الحياة فيها باستمرار تدفق العائدين إليها من جحيم النزوح والشتات، رأينا بأم أعيينا عدداً من السيارات الوافدات على المدينة والتي تحمل أعداداً من الأسر بمعداتها وأدواتها المنزلية من فرشان وبطانيات وغير ذلك.. وفي أحد الشوارع التقينا بالأخ/ عبدالفتاح محمد والعائد كغيره إلى المدينة والذي تحدث قائلاً: الحديث عن موضوع السكان "النازحون" العائدون أستطيع أن أقول إن هناك أعداداً كبيرة قد عادت، لا امتلك إحصائية دقيقة، ولكن أقول بأن أعداداً من سكان مدينة جعار قد عادت إلى المدينة وأن هناك أعداداً أخرى في طريقها للعودة سواءً لجعار أو للمناطق والقرى المجاورة لجعار ولعل التحسن في التيار الكهربائي والمياه قد دفع بالمواطنين النازحين إلى العودة لمنازلهم، وإن جئنا للحديث عن التيار الكهربائي فأستطيع القول بأنه وخلال الأيام القليلة الفائتة شهدت استمرارية على مستوى المدينة وما جاورها.. وإن كانت هناك من انقطاعات فهي محدودة جداً ولفترات زمنية بسيطة تأتي في إطار الإصلاحات.. شاكرين تلك الفرق التي عملت وتعمل ليلاً ونهاراً مع أجل المواطنين والتخفيف عنهم، ونناشد في الختام السرعة في إعادة خدمات الهاتف الأرضي وإعادة الحياة المدنية والطابع المدني للمدنية وما جاورها.
عودة تدريجية للحياة الطبيعية في المدينة:
من خلال مشاهدتنا وتجوالنا في شوارع المدينة التي كانت توصف بأنها المعقل الرئيسي للجماعات المسلحة، بدت المدنية مختلفة عما كانت عليه قبل أسابيع وأشهر، فالمحال التجارية أو دعونا نقول عدداً منها فتحت أبوابها والشوارع الطويلة بدت الحركة فيها بشكل ملحوظ، والأمر كذلك بالنسبة للأسواق والمطاعم ومحلات بيع الملابس، إضافة إلى صالونات الحلاقة، وعودة ملحوظة للباعة المتجولون في شوارع المدينة.. عودة تعكس رغبة أبناء المدينة وساكنيها في نسيان أو تناسي أشهر المأساة و الكارثة، عزيمة تقرأها بشكل واضح على وجوه الكثيرين، تؤكد أن جملة الأحداث المؤسفة التي عصفت بالمدنية وبأبنائها لا تعدو عن كونها محطة صعبة وصفحة سوداء لن تثني أبناء هذه المدنية الجميلة والشامخة في المضي قدماً والتطلع إلى الغد المأمول والمنشود والأفضل.. المدينة وما جاورها ورغم جملة ا لأحداث وآثارها على كل المستويات تمت وتتم فيها امتحانات النقل للمرحلة ا الأساسية والثانوية، على أكمل وجه رغم المعوقات والصعوبات ورغم الوضع السيئ والمؤلم لعدد كبير من المدارس.. مع العلم أن مكتب التربية والتعليم/ خنفر قد تعرض للقصف والتدمير في إحدى الغارات الجوية، إضافة إلى أن جزءاً من ثانوية الفاروق بجعار إبان الأحداث المؤسفة والمواجهات التي كانت دائرة..
عدد من طلاب الصف التاسع والثالث الثانوي عبروا عن مدى سرورهم وسعادتهم لإجراء الامتحانات في المدينة وما جاورها، وناشدوا بسرعة الوقوف على الأضرار التي طالت عدداً من مدارس المدينة، كما ناشدوا منظمة اليونيسيف مكتب عدن والجهات ذات العلاقة، لاسيما قيادة مكتب التربية أبين ممثلة بالأخ الدكتور/ فضل أمطلي، وقيادة مكتب التربية بخنفر سرعة اعتماد مخيم صيفي في المدينة، بما يساهم في إبراز طاقاتهم وإمكانياتهم المختلفة الفنية والرياضية والإبداعية..
أضرار في المرافق العامة والخاصة:
وعن مقدار ومدى الدمار والأضرار التي طالت المدينة والممتلكات العامة والخاصة، نستطيع القول إن هناك أضراراً ماثلة طالت عدداً من المرافق العامة جراء القصف والمواجهات المسلحة ا لتي دارت ومن أبرز هذه الأضرار مستشفى الرازي العام بجعار وإدارة التربية خنفر وقيادة الأمن العام والأمن السياسي وعدداً من المباني الحكومية والمرافق العامة.. كما أن هناك عدداً من المواطنين تضررت منازلهم وممتلكاتهم.. وقد قمنا في سياق هذه التغطية والمتابعة بتصوير عدد من الأماكن والمرافق التي طالها الدمار والقصف، وبكل تأكيد هناك ضرورة وحاجة ماسة إلى سرعة نزول لجان مختصة بحصر هذه المرافق والمنشآت العامة والخاصة والتوجه لتأهيل وبناء ما تضرر من المنشآت العامة والمرافق الحكومية والتعويض العادل للموطنين بما يتناسب وحجم الضرر الواقع.
عودة هيبة الدولة وعجلة التنمية:
في سياق متابعتنا وتغطيتنا لأحوال وشؤون المدينة وأحوالها، التقينا بالأخ الدكتور/ وهيب عبدالله سعد – الشخصية الأكاديمية والاجتماعية- والذي تحدث قائلاً: هناك وضعاً أفضل بكثير من السابق وهناك تزايد للنازحين العائدين إلى المدينة وما جاورها وأستطيع وبنسبة تقريبية القول إن ما يزيد عن 65% من أبناء المدينة قد عادوا إليها وهناك أعداداً أخرى موجودة في عدن وفي مناطق ومحافظات ستعود في الفترة القادمة ولعل ما يؤخر عودتها هو عدد من الأمور منها موضوع دراسة وامتحانات أبنائهم وبناتهم وكذا تعاقدات المنازل التي تم استئجارها وأموراً متعددة أخرى.
ويضيف: إن جئت لترى مشاعر وانطباعات، فبكل تأكيد هناك رضا وسرور لحل مشكلتي الكهرباء والمياه ولكن ستجد أيضاً نوعاً من التوجس والقلق والترقب لما هو آن، المواطن يريد إعادة الحياة المدينة وعجلة التنمية وعودة هيبة الدولة والحياة الطبيعية.. أستطيع القول بأنه لا دولة اليوم في هذا المدينة.. ونحن نتطلع من المحافظ العاقل النظر لهذا بعين الاعتبار والتوجه لكل ما ذكرناه ضمن منظومة متكاملة.. شاكراً لصحيفة "أخبار اليوم" هذه التغطية والمتابعة.
الحياة الهادئة والطبيعية:
وتقول الأخت/ فاطمة – معلمة: بكل تأكيد نتطلع إلى عودة هيبة الدولة بكل ما تعنيه هذه العبارة من معنى، ا لموضوع لا يقتصر على كهرباء وماء فقط، بل نظافة وصرف صحي ومنظمات مجتمع مدني وإعادة الثقة للمواطن الذي يتوق إلى الحياة الهادئة والطبيعية والآمنة.. ولعل التناول الإعلامي فيما يتعلق بهذه المدينة أو المناطق الأخرى يجب أن يتضاعف ويتناسب مع جملة الأحداث التي مر بها المواطنون ويتناسب كذلك مع قدر كبير وهائل من المشاكل والاحتياجات والمصائب الماثلة اليوم والتي تأتي نتاجاً لما شهدته المدينة وما جاورها وما شهدته أبين بشكل عام.
وتتابع حديثها: فيما يخص فيما يخص موضوع الألغام والتوعية من هذه الألغام من المواضيع المهمة، لم نشهد جهداً حقيقياً وملومساً في موضوع التوعية، ولعلنا هنا نشير إلى جانب أحاديث وأنباء تؤكد عن مقتل ما يزيد عن عشرة أشخاص جراء انفجار هذه الألغام في إطار مديرية خنفر وتحديداً في مناطق الأطراف والتماس.. ومع تزايد أعداد النازحين إلى المدينة وإلى القرى والمناطق الواقعة في الأطراف.. تظل هذه الألغام خطراً يتهدد المواطنين وبشكل خاص الأطفال، فنناشد بسرعة زيارة فرق نزع الألغام وفرق التوعية بمخاطر الألغام.
الوضع الصحي مؤلم:
من الأمور المهمة والبارزة والعاجلة الواجب الإشارة إليها هنا موضوع الوضع الصحي.. فالمدينة في ظل ما عاشته وتعيشه، إضافة إلى المناطق التي تجاورها.. في وضع صحي مؤلم وصعب ولا نبالغ إن قلنا أنه وضع حرج.. فمع خروج مستشفى الرازي العام عن الجاهزية في العام الفائت وبعد قصفه من قبل الطيران الحربي، يعاني أبناء المدينة وما جاورها من أوضاع صحية مؤلمة وصعبة ومع تزايد العائدين إلى جعار وما جاورها هذه الأيام تظل الحاجة هنا عاجلة وملحة جداً وإنسانية في سرعة إعادة هذا المستشفى وتأهيله وتزويده بكل ما يلزم.. فمركز للطوارئ تم فتحه قبل أشهر وعدد من الوحدات الصحية في إطار خنفر/ جعار غير كاف ولا يلبي حاجة عشرات الآلاف من المواطنين صحياً.. يا سادة.. يا كرام.. يا مسؤولين.. هذا نداء عاجل نرسله لكم أعيدوا فتح مستشفى الرازي العام/جعار، فهناك أعداد من المرضى يعانون يومياً وهناك حالات حرجة تتوفى في الطريق أثناء نقلها من جعار وما جاورها إلى عدن عبر طريق "زنجبار عدن" والذي فتح قبل أيام.. يا أيتها المنظمات الحقوقية والإنسانية والصحية ويا حكومة الوفاق ويا محافظ أبين الموقر هناك ثلاث نساء توفين خلال الأيام القليلة الفائتة جراء عسر الولادة.. أثناء محاولة نقلهن إلى عدن من جعار وما جاورها..
صحيفة "أخبار اليوم" زارت مستشفى الرازي وكان وضعه على الصفر، بعد ما تم نهب كل أجهزته ومعداته.. ولأهمية إعادة تأهيل هذا الصرح الصحي والطبي ستجري صحيفة "أخبار اليوم" استطلاعاً صحفياً قادماً ومفصلاً إن شاء الله.
رسالة للمنظمات الحقوقية والإنسانية والصحية:
مع خالص شكرنا وتقديرنا للمنظمات الحقوقية والإنسانية والصحية والمنظمات غير الحكومية العاملة في اليمن والكائنة مكاتبها في عدن نوجه إليكم هذه الرسالة بضرورة التوجه إلى جعار وما جاورها والوقوف على واقع وحال الآلاف، واقع مؤلم وصعب ومأساوي وكارثي لا نبالغ إن قلنا: "لا يمت للإنسانية بصلة".. نحن نعلم بأن هناك الآلاف من النازحين ما يزالون في عدن، خصوصاً من أبناء زنجبار والكود وشقرة وجزء من أبناء جعار وما جاورها، ولكن في المقابل هناك الآلاف وغيرها من المناطق يعيشون مآسي لا أول لها ولا آخر.. أطفال، نساء، شيوخ، شباب عاطلين عن العمل، لا نريد تقارير وهمية ترفع وتذهب الفائدة للفاسدين والمتعيشين والمتاجرين، نريد برامج نزول ميدانية ومباشرة وعمليات تحري ودقة وإشراف.. وأما أن يكون الطبل في جعار والرقص في عدن، مثلما يقول المثل فهذا الأمر مؤسف جداً..
في محافظة عدن شاهدت وكالة تنمية المشاريع الصغيرة والأصغر.. ترأسها الأخت الأستاذ/ رنا، وما قدمته هذه الوكالة من برامج تهدف إلى دعم الشباب النازحين العاطلين عن العمل، إضافة إلى التأهيل النفسي والاجتماعي وبرامج أخرى قيمة أخرى.. وحقيقة مثل هذه الأمور جيدة وهادفة ومطلوب زيادتها، ليس في إطار محافظة عدن فحسب، بل وعلى مستوى أبين.. فهل نرى خلال الفترة القادمة أمور في هذا الجانب على مستوى جعار وما جاورها وأبين بشكل عام.. نأمل ذلك بما يشجع الشباب على ا لعمل والعطاء وبما يدعم موضوع الأسر المنتجة، خصوصاً في ظل الظروف التي تعيشها مديرية خنفر جعار وما جاورها، بل ومحافظة أبين بشكل عام.
إضاءات:
الإضاءة الأولى: تزايد تدفق العائدين إلى جعار وما جاورها يستلزم وكواجب تشكيل لجان على مستوى جعار وما جاورها، وذلك لمساعدة هؤلاء العائدين بما أمكن من حيث المواد الغذائية والإيوائية، إلخ من منطلق أن هؤلاء لم يخرجوا من منازلهم ومناطقهم للاستجمام والنزاهة، بل أخرجوا قسراً وعادوا بعد أشهر وظروفهم قاسية جداً.. فماذا يقول المحافظ/ العاقل.. هل آن الأوان لخطوات جادة وحقيقية أم أن أهل "الهبش واللطش" والمصالح الشخصية رأي آخر؟!.
الإضاءة الثانية: في وقت عادت الكهرباء والمياه إلى جعار وما جاورها تظل أمور النظافة والصرف الصحي مشكلتان قائمتان في جعار والحصن وباتيس وغيرها من المناطق الأخرى، ويظل التساؤل هنا هو متى نرى صورة مكتملة يا مسؤولين؟! أنا آسف لا يوجد مسؤولون فالمسؤولون خارج نطاق التغطية دائماً.
الإضاءة الثالثة: حاولنا قدر الإمكان أن نسلط الضوء على مدينة جعار في خضم الواقع الجديد والمعاش وهذا يعني أن هناك مناطق ومدناً سنزورها وسنسلط الضوء عليها كزنجبار والكود وباتيس والحصن، وغيرها من المناطق الأخرى..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.