رأى المجلس الوطني السوري المعارض في تفجير دمشق -الذي أودى أمس بوزير دفاع النظام ونائبه ووزير الداخلية ورئيس خلية الأمن- بداية نهاية النظام، وتوقع مزيداً من حالات الإنشقاق في صفوف الجيش السوري، وذلك في وقت تباينت فيه ردود الفعل الدولية والعربية تجاه الحادث. وأسفر الانفجار -الذي وقع في مقر الأمن القومي بحي الروضة بالعاصمة السورية دمشق أثناء اجتماع لوزراء وقادة أمن- عن مقتل وزير الدفاع داود راجحة، ونائبه صهر الرئيس السوري آصف شوكت، ووزير الداخلية محمد الشعار، وحسن التركماني مساعد نائب الأسد للشؤون العسكرية، كما أصيب رئيس الأمن القومي هشام بختيار، وذلك في أقوى ضربة توجه إلى القيادة العليا السورية منذ بدء الإنتفاضة في البلاد العام الماضي. وقال متحدث باسم المجلس الوطني السوري المعارض أمس الأربعاء إن هذا التفجير الانتحاري يبشر ببداية مرحلة جديدة في الأزمة، وسيشعل المزيد من الإنتفاضات في البلاد. وقال المتحدث جورج صبرا أثناء زيارة لميلانو إنهم يأملون أن تكون هذه العملية على المدى الطويل "هي بداية النهاية"، وأضاف أنه يتوقع مزيداً من حالات الإنشقاق في صفوف الجيش السوري، لكنه رفض التحدث بتفصيل عمن نفذ الهجوم. وقال "ليس مهما الحديث عن أي أفراد نفذوا العملية، لكن أهم شيء هو أن النشطاء الثوريين والجيش السوري الحر نفذوا ذلك". إلى ذلك قال عضو المكتب السياسي للإخوان المسلمين في سوريا/ باسل حفار إن الإنشقاقات في صفوف الجيش السوري النظامي بلغت أعلى مستوياتها اليوم "أمس" منذ بداية الثورة السورية، بعد الإعلان أمس عن مقتل عدد من أركان النظام السوري، على رأسهم وزيرا الدفاع والداخلية ونائب وزير الدفاع ورئيس خلية الأزمة. وذكر حفار للجزيرة نت أنهم تلقوا اليوم عدداً من الإتصالات بخصوص ضباط وعسكريين يريدون ترتيب انشقاقهم والخروج إلى المخيمات، مشيراً إلى أن عدد الإتصالات اليوم "أمس" يفوق أي يوم آخر. وتعليقا على تصريح وزير الإعلام السوري الذي قال فيه إن معنويات الجيش السوري في أعلى درجاتها، قال حفار "إذا كان هذا وضع الجيش الأسدي وهو في أعلى درجات المعنويات، فكيف يكون وهو في أدنى مستوياتها"، وأضاف أن هناك انشقاقات كبيرة جداً وانسحابات لجنود النظام من المواقع العسكرية في إدلب وحلب ودمشق ومنطقة الجزيرة. وفي هذه الأثناء، طالبت دول غربية بممارسة أقصى درجات الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لكي يتنحى عن الحكم، ويسمح بانتقال سلمي للسلطة في بلاده، وسط مخاوف من وقوع فوضى وانهيار في سوريا بعد العملية النوعية للمعارضة التي أسفرت اليوم عن مقتل وزير الدفاع ومسؤولين كبار في أجهزة الأمن. وقال وزير الدفاع الأميركي/ ليون بانيتا إن الوضع في سوريا "يخرج عن السيطرة"، وأضاف أن المجتمع الدولي بحاجة إلى "ممارسة أقصى درجات الضغط على الأسد لكي يفعل الصواب ويتنحى ويسمح بانتقال سلمي للسلطة". ومن جانبه، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية/ نبيل العربي أن التفجير الذي وقع في وسط دمشق اليوم الأربعاء يشكل تطوراً مؤثراً في مسار الأحداث التي تشهدها سوريا، مؤكدا أن الجامعة تتابع باهتمام تلك التطورات. وقال العربي -في بيان له أمس- إن جامعة الدول العربية حذرت مراراً من أن العنف يولد دائما عنفاً مضاداً، ويؤدي إلى اتساع دائرة الدمار ويهدد بانزلاق سوريا إلى حرب أهلية. ومن موسكو، طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد بالتخلي عن السلطة بسبب آلاف القتلى الذين سقطوا في النزاع السوري. وقال -عقب لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- إن تركيا ضد أي تدخل خارجي في سوريا.