طالب رئيس الجمهورية/ عبدربه منصور هادي حكومة الوفاق بالنأي عن المكايدات السياسية والحزبية والتركيز على مهامها الحقيقية لإعادة التوازن السياسي والاقتصادي والأمني لحياة المواطن واستكمال تنفيذ ما تبقى من الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية والسعي لإنجاح الحوار الوطني. وقال في كلمة وجهها إلى جماهير شعبنا اليمني في الداخل والخارج وأمتنا العربية والإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك: إننا بحاجة إلى استلهام نفحات هذا الشهر الكريم لإعلاء ثقافة الحوار والتسامح واعتماد العقلانية في إدارة أمورنا، فما تشهده الساحة السياسية من خلافات وأزمات وانتهاج أساليب وممارسات خاطئة لا تخدم التغيير ولا مبادئ الوفاق والحرية والديمقراطية التي ارتضيناها جميعاً. ولفت الرئيس إلى أن الأعمال الإرهابية زادت من يقين شعبنا اليمني بعدالة الحرب على الإرهاب ولم تدع مجالاً للتهاون في استئصال شأفة هذه الآفة التي أضرت بصورة المسلمين والدين الإسلامي الحنيف، كما أنها ألحقت أضراراً فادحة بأمن واستقرار الوطن وباقتصاده ومعيشة أبنائه وسيواصل أبطال قواتنا المسلحة والأمن وكل القوى الوطنية الشريفة معركة استئصال الإرهاب حتى يتم تطهير كل أراضي الوطن من تلك العناصر الظلامية الباغية حد قوله. وجاء في خطاب رئيس الجمهورية: يسعدني أن أزف إليكم وإلى كل أبناء امتنا العربية والإسلامية أصدق التهاني وأزكى التبريكات بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك هذه المناسبة الدينية العظيمة والغالية على قلوب كل المؤمنين، سائلاً الله العلي القدير أن يجعل قدوم هذا الشهر خيراً وبركات على بلادنا وسائر بلاد المسلمين وأن يكتب لنا فيه جزاء العمل الصالح والظفر بالأجر والثواب إنه سميع مجيب. وأضاف: أن هذا الشهر المبارك هو فرصة لإحياء المعاني الإيمانية في النفوس، كما أنها مناسبة دينية تعمل على خلق الأجواء الروحانية التي تدفع للعودة الحميدة للتمسك بالتعاليم الإلهية التي من شأنها إصلاح أوضاع المجتمع وقد قال رسولنا الكريم (ص) "المسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده" وإذا كان أذى اللسان من الأمور التي نهى عنها الله ورسوله فكيف بمن استحل دماء المسلمين وسعى في الأرض فساداً وقتلاً للأبرياء ظلماً وعدواناً. وتابع: إذا كان كل الشرفاء والعقلاء في العالم العربي والإسلامي يسعون إلى وحدة الصف ووحدة الكلمة، باعتبار ذلك أولى خطوات الإفلات من واقع الضعف والوهن الذي أصاب الأمة العربية والإسلامية،فإنه من باب أولى يتوجب على أبناء الشعب الواحد في بلادنا التمسك بوحدتهم الوطنية باعتبارها ليست فقط صمام امن واستقرار وإنما هي أهم خطوات التغيير إلى الأفضل في تاريخ اليمن المعاصر خصوصا وأننا اليوم نمر بظروف دقيقة وحساسة من تاريخ شعبنا وفي المرحلة الانتقالية ترجمة للتسوية السياسية التاريخية في اليمن بمقتضيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والسير بخطىً حثيثة نحو إخراج اليمن إلى بر الأمان.. مضيفاً: ولعل الجميع يدرك أننا نولج المرحلة الثانية من بنود المبادرة الخليجية وقريبا سيلتئم المؤتمر الوطني الشامل الذي سيمثل محطة تاريخية مهمة حيث ستناقش فيه كافة القضايا المحورية من أجل الخروج بنتائج تخدم مستقبل اليمن الجديد من اجل بناء قواعد النظام والقانون على أسس من العدل والمساواة دون تمييز أو تفضيل لفئة أو جماعة بل بالحقوق المتساوية والعادلة للجميع. وأكد أن أهم مسؤوليات ومهام أرباب القلم والفكر المساهمة الفاعلة في التوعية والتنوير والنأي عن كل ما يشوه الرسالة السامية للصحافة والإعلام والاجتهاد في طرح كل ما يجمع ولا يفرق كل ما يبني ولا يهدم وكل ما يؤدي إلى تذويب التعصب المناطقي والطائفي والمذهبي المقيت بما يساهم في تعميق النهج الوفاقي الذي ارتضته جميع الأطراف وبما يمهد الأجواء للاستحقاق الوطني الهام لحوار وطني شامل يرسم معالم المستقبل المشرق بإذن الله بحيث تنصب مخرجات الحوار الوطني القادم في خدمة المصالح الوطنية العليا والتغيير إلى الأفضل في اتجاه ترسيخ أسس الحكم الرشيد والدولة المدنية الحديثة دولة العدالة والمواطنة المتساوية، مطالباً كل الأطراف أن تنأى بنفسها عن الرؤى الضيقة والمصالح الحزبية والشخصية التي تتعارض مع مصالح الشعب والوطن, فالهدف من الحوار هو حل مشاكل الشعب بأكمله وإصلاح الاختلالات وإيجاد الآليات والرؤى الفاعلة للقضاء على الفساد وإصلاح الإدارة، باعتبار أن هذين العاملين كانا وما يزالا أهم العوائق أمام جهود التنمية الاقتصادية إلى جانب إيجاد رؤية قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى لإصلاح الاقتصاد باعتباره الأساس الحقيقي الذي تفرعت عنه أغلب المشاكل، بحيث يغلب الجانب الاقتصادي على الجاني السياسي من حيث ترتيب الأولويات وتسخر السياسة لخدمة الاقتصاد وليس العكس، لأن أغلب مشاكلنا كانت بسبب تغليب الاعتبارات السياسية على الاعتبارات الاقتصادية. وبمناسبة هذا الشهر الفضيل دعا الرئيس التجار ورجال الأعمال والقادرين لتقديم العون والمساعدة للمحتاجين والفقراء واليتامى صدقات من أموالهم، فإن الصدقات لا تنقص من المال لقول الرسول الكريم "ما نقص مالٌ من صدقة" كما دعا الجميع إلى التواصل والتراحم وصلة الرحم وتوخي صفات المسلم المؤمن الرحيم.