أجواء ما قبل اتفاق الرياض تخيم على علاقة الشرعية اليمنية بالانتقالي الجنوبي    عمره 111.. اكبر رجل في العالم على قيد الحياة "أنه مجرد حظ "..    رصاص المليشيا يغتال فرحة أسرة في إب    آسيا تجدد الثقة بالبدر رئيساً للاتحاد الآسيوي للألعاب المائية    وزارة الحج والعمرة السعودية تكشف عن اشتراطات الحج لهذا العام.. وتحذيرات مهمة (تعرف عليها)    سلام الغرفة يتغلب على التعاون بالعقاد في كاس حضرموت الثامنة    حسن الخاتمة.. وفاة شاب يمني بملابس الإحرام إثر حادث مروري في طريق مكة المكرمة (صور)    ميليشيا الحوثي الإرهابية تستهدف مواقع الجيش الوطني شرق مدينة تعز    فيضانات مفاجئة الأيام المقبلة في عدة محافظات يمنية.. تحذير من الأمم المتحدة    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آباء لا يحاورون أطفالهم.. وأطفال يهددون بإلإنتقام..؟؟؟!!!
نشر في أخبار اليوم يوم 27 - 07 - 2012

سألت أحد الآباء عن أسلوب الحوار الذي يستخدمه مع أطفاله، فرد وهو يشير إلى طفله البالغ من العمر خمس سنوات، أخبرها كيف أحاورك حين ترتكب خطأ فرد الطفل بلكنة طفولية رائعة قائلاً " بالحِسام الإيتالي "وهو يريد أن يقول "بالحزام الايطالي" ..؟!
وتعد إجابة هذا الطفل توطئة جيدة لطرح سؤال للآباء والأمهات، هل تستخدمون أسلوب الحوار مع أطفالكم أم أسلوب العقاب؟!.
ملحق "أخبار الأسرة" التقى مجموعة من الآباء والأمهات وطرح لهم السؤال وخرج بهذه الحصيلة..
الكي أخيراًَ..
عبد الله كمال صحفي وشاعر يقول الحوار طبعاً أسلوب مهم في التربية والتعامل مع الطفل.. لكننا في حالات نادرة جداً وحين لا يكون هناك فائدة من الحوار كأن يكون الموقف يحتاج إلى الحزم.. في هذه الحالة فقط يكون العقاب وارداً، لكن بحيث لا يكون عقاباً جسدياً مؤذياً بحيث يؤثر على نفسية الطفل وشخصيته ويجعله يشعر بالامتهان والدونية ما يلحق به اضطراباً وعقدة تؤثرعليه في المستقبل.
لا للتفريق..
ويضيف كمال.. بالنسبة للتفريق في أسلوب التعامل بين الفتاة والولد، فهذه إحدى المشاكل من وجهة نظري.. وأنا أعتبرها في المقام الأول مشكلة قائمة على أصول دينية واجتماعية.. وبالنسبة لي أرى أنه من الخطأ معاملة البنت بتمييز.. لأن ذلك يلغي شخصيتها مستقبلاً ويكرس لديها النظرة السلبية للذات.
يقعون في نفس الخطأ!!
أم يوسف ربة بيت : لدي ثلاث أطفال أكبرهم ثمان سنوات متسلط جدا ولا يرحم إخوته، الأوسط ست سنوات مزاجي وحنون، وأصغرهم سنة، يغلب على طباعهم المزاجية والعصبية والتطنيش، استخدمت معهم كل أساليب التربية، ولكنهم يكررون نفس الأخطاء ولا يعيرون كلامي ونصائحي وتهديداتي أدنى اهتمام، لذا صار العنف الجسدي "الضرب"، والعنف النفسي "السب" هو الأسلوب الذي استخدمه معهم، فأنا استخدم ألفاظاً يجب أن لا تقال لهم مثل "يا حيوان يا تافه يا غبي".
يصرح بالانتقام..؟!
في إحدى المرات جلس ابني الأكبر ينظر لي وأنا أصلي وبعد أن أكملت الصلاة قال لي "حين أكبر سأضربك كما تضربينني ...؟؟؟!!".
أعد و أخلف؟!
لا أنكر أني كل يوم ألوم نفسي وأشعر أن الغلط مني؛ لأني ربما أجهل أساليب التربية الصحيحة، ولكني في النهاية أم وأرغب أن أرى أطفالي أفضل من الجميع وأن أربيهم التربية الصحيحة فهم رأس مالي في الحياة.
كل صباح استيقظ أحدث نفسي أنني اليوم سأستخدم الحوار مع أطفالي ولن أضربهم وسأكون هادئة، وبالفعل كلما ارتكبوا خطأ أبدأ أحاورهم بهدوء ولطف ودون تجريح ولكن سرعان ما يتغير الأسلوب ولا أستطيع الاستمرار؛ لأنهم يتجاهلون كلامي ويكررون أخطاءهم كل مرة.
البنات غير..
أشعر أنه لو كانت عندي بنت لن أتعامل معها بنفس الأسلوب؛ لأن شخصية البنت وطبيعتها تختلف عن الولد فهي في العادة حساسة وذكية ويمكن أن ننبهها للخطأ مرة واحدة فقط كما أن العنف لا يتناسب مع البنات, فقط الحوار هو أسلوب الوحيد في تربية البنات، تربية الأولاد الذكور صعبة جدا, شخصياتهم عنيدة ومزاجية وهم متهورون.
ضغوط الحياة..
إلى جانب ضغوط الحياة والحالة النفسية التي يعيشها الوالدان هناك أيضاً طبيعة المكان الذي نعيش فيه، فالأطفال بحاجة إلى إشباع رغباتهم من حيث اللعب في أماكن مفتوحة مع أصدقائهم وأقاربهم، أيضاً التغذية تلعب دوراً مهماً في شخصية الطفل ونفسيته.ويبقى كل ما نحتاجه في تربية أولادنا هو الصبر الصبر.
أتودد..
محمدالأحمدي..صحافي:
أعتقد أن هناك اعتبارات معينة يجب مراعاتها في ما يتعلق بالحديث عن تربية الأطفال، سواءً من حيث المرحلة العمرية التي يمرّ بها الطفل (السّن)، أو الجنس (ذكر أو أنثى)، لدي طفلان مجد (3 سنوات ونصف)، ولين (سنة و8 أشهر)، والأسلوب الذي أعتمده في تربية أبنائي بالتأكيد هو الحوار والتودد إليهما.. أعتقد أن مهمة الأبوين تجاه أطفالهما الصغار تتمثل في إحاطتهم بجو من الحنان والحب والاطمئنان.. لا أدّعي أنني في المستوى الأمثل من التعامل مع أطفالي، ولكن في الحقيقة أحاول أن أصطنع ما يشبه السباق مع الأمّ من أجل أن أكسب الفوز بودّهم وحبّهم لي، ربما لدرجة يلاحظها بعض أصدقاء العائلة.
تفريق في الهدايا..؟
في الخمس السنوات الأولى تقريباً من عمر الأطفال، يفترض أن لا يكون هناك تمييز واضح بين الذكور والإناث من حيث أسلوب التربية، عدا في نوعية الهدايا أحياناً، إذ يفترض أن يكون هناك تجانس بين نوع الهدية وجنس الطفل، فمثلاً يكون من المناسب إهداء عروسة للفتاة، بينما سيارة للطفل، وأحيانا تكون الهدايا متماثلة.
قوة ودلال..
من المعلوم أيضاً أن الفتيات أكثر قدرة على انتزاع حب الأبوين، ولكن يفترض أن لا يطغى مستوى الاهتمام بالفتاة على حساب الولد، لأن هذا سيكون نوعاً من الظلم، بل إنه يثير نوعاً من الحقد المبكر بين الأطفال، في وقت أحوج ما يكونان إلى تحبيب كل منهما بالآخر.
في مرحلةٍ ما من عمر الطفل الذكر ربما يكون من الأنسب أن يبدأ الأب بتربيته على بعض معاني القوة والثقة بالنفس والرجولة، طبعاً بحذر شديد، بينما تكون الفتاة أحوج إلى مزيد من التدليل والرفق مقروناً بغرس معاني الاعتزاز بالنفس والحرص وما أشبه، مع ضرورة أن تكون أقرب إلى الأم منها إلى الأب.
بالنسبة لأسلوب العقاب، قد أضطر إليه نادراً ولكن ليس بالضرب ولا يكون قاسياً ولا يؤثر على نفسيتهما، وإنما يكون في سياق التعليم والتربية أيضاً، على أن لا يكون أيضاً بطريقة مباشرة، مثال على ذلك: قد يحاول الطفل أحياناً بدافع الجهل أو العناد التجاسر على تناول بعض الأشياء التي قد تلحق به الضرر، مثل كوب الشاي، أو الاقتراب من أماكن خطرة، وفي هذه الحالة يمكن مراقبة الطفل بشكل لصيق مع السماح له بملامسة كوب الشاي بشكل خفيف وبشرط أن يكون في درجة حرارة معقولة، وهذا من أجل أن يدرك الطفل أن كوب الشاي شيء خطر وان لا يتناول أي كوب فيه مادة سائلة، وبالتالي يتجنب في المرة القادمة الاقتراب من كوب الشاب أو بقايا العصير، طبعاً مع مراعاة المرحلة العمرية في كل الأحوال.
اختلاف الشخصيات..
إلهام معلمة..
تقول لدي ثلاث أطفال أكبرهم فتاة في الثانية عشر من عمرها، ثم ولدين إحداهما في العاشرة والأخر في السادسة، شخصياتهم مختلفة تماما فالفتاة وأخيها الأصغر شخصياتهم قوية وأنانيين، وغالبا ما يستفيدون من حواري معهم فحين يرتكب أحدهم خطأ أحاوره و أقنعه أن ما قام به خطأ، لذا لا يكررون نفس الأخطاء مرتين، نادرا ما استخدم أسلوب العقاب الجسدي معهما، خاصة البنت التي لا اضطر إلى ضربها الإ حين ترتكب أخطاء صغيرة تغتفر في العادة ولكني لا أستطيع تقبل وقوعها في تلك الأخطاء التافهة..ولكن الغالب معها وأخيها الأصغر هو الحوار العقلي والمنطقي..
ابني الأوسط حنون وعاطفي هو الوحيد من إخوته الذي إن رآني ابكي لا يتمالك دموعه ويرغب أن يراني سعيدة طول الوقت، ولكنه الوحيد الذي لا أستخدم معه أسلوب الحوار ودائما ما اضربه، ربما لأن أسلوب الحوار العقلي والمنطقي الذي استخدمه مع إخوته لا يفيد معه فهو عاطفي جدا، ويناسبه أسلوب الحوار العاطفي، مثلا حين يرتكب خطأ ما أو حين أطلب منه القيام بعمل معين يجب عليّ أن ابتسم في وجهه وامسح على خده وأكلمه بتودد، ولكني غالباً لا أستطيع فعل ذلك فظروف الحياة تجعلني عصبيه متوترة، لذا هو دائماً ما يكرر ذات الأخطاء التي عاقبته عليها في المرات السابقة، حتى حين أحاول أن أحاوره افقد أعصابي بسرعة وابدأ بضربه..
تهديد بالانتقام..
أتذكر في إحدى المرات ضربته بقسوة شديدة فما كان منه إلا أن توعدني قائلا " حين تكبري وتكوني عجوزا سأضربك كما تضربيني، وسآخذ منك العصا التي تتوكئين عليه حتى لا تستطيع السير..؟؟؟!!"
أشعر بالندم..
أعرف أن أسلوبي ليس صحيحاً وفي كل مرة أشعر بالذنب وكل ليلة أضع رأسي على وسادتي أتألم كثيراً لأني ضربته وأبكي من الألم، و أعاهد نفسي أن أغير أسلوبي معه ولكن ذلك لا يحدث.
شخصية الطفل هي التي تجعل الوالدين يلجأن إلى أسلوب الحوار أو العنف الجسدي، أيضا الضغوط الحياتية المستمرة خاصة في بلادنا، صعوبة الحياة كثرة الالتزامات كل هذه تجعل من استخدام الحوار أمرا صعبا في كثير من الأحيان..
العقاب بعدم الرضا..؟؟!
محمد شبيري.. صحفي..
حقيقةً لا أحبذ أسلوب العقاب بتاتاً، لكنه يبقى واحداً من الأساليب التي يضطر إليها الوالدان في التربية, على أن العقاب لا يعني الضرب بالضرورة فقد نعاقب بعدم شراء هدية مثلاً أو التظاهر بعدم الرضا، على أن يكون الأب أو الأم في هذه الحالة قد حذرا ابنهما من الوقوع في هذا التصرف الخاطئ أو ذاك.
يبقى الحوار أسلوباً رائعاً في التربية، فحينما أرى تصرفاً غير لائق أو كلاماً بذيئاً أسأل: من علّمك هذا؟ فيقول "س" من أبناء الجيران، فأقول: هذا لا ينبغي أن يُقال، فأنت/أنت طفل مهذّب ومؤدب... ماذا سيقول الناسُ عنك إن سمعوا ذلك منك؟!.
شخصيات سوية..
ويعقب شبيري "صدقوني: في المرة الثانية تأتيني إحدى بناتي(4سنوات) فتهمس في أذني أن "فلان" ابن الجيران قال كذا وكذا.. أي كلاماً بذيئاً كالذي حذرتها منه وتضيف: وأنا قلت له عيب عليك. حينها أهمس في أذنها ألا تخبر أحدنا بذلك حتى والدتها" !.
وتأسيساً على ذلك، يفترض أن نؤسس لثقافة الحوار بيننا وأبنائنا وإشراكهم في التفكير وقبول آرائهم وبذلك نصنع منهم شخصيات سويّة ومنضبطة ومسئولة .

اتفاق الأبوين..
أم دعاء أم لطفلة واحدة..
تقول كنت استخدم مع طفلتي أسلوب الحوار حين كنا نعيش بعيدتين عن والدها، وهو أسلوب تربوي رائع وناجع، وحين انتقلنا للعيش معه بدأ يفرط في دلالها، وكل رغباتها مجابة، ولكما رفضت لها طلب تذهب مباشرة إلى أبيها؛ لأنها تعلم أنه سيجيب طلبها، لذا صرت أستخدم معها أسلوب الضرب، يجب أن يتفق الوالدين على أسلوب واحد في التربية فحين يستخدم كل طرف أسلوب يناقض الأخر يصعب تربية الطفل.
حكمة عمر..
الآن تنبهت إلى أسلوب عقاب جميل كان يستخدمه عمر بن الخطاب مع أهله وهو "رحم الله امرئ علق سوطه وأدب أهله "حيث اشتريت خيزرانة وفي كل مرة ترتكب فيه خطا أظهر الخيزرانة فتكف هي عن ارتكاب الأخطاء.
عن كتاب محاضرات تربوية..
ومن كتاب محاضرات تربوية حول الطفولة المبكرة نقتطف هذه النصائح حول طريقة الحوار مع أطفالنا..
العوامل التي تؤثر في الحديث مع الطفل‏:-
حيث أن الحديث مع الطفل ليس مجرد كلمات أو توجيهات وإنما هو مجموعة من الأحاسيس والمهارات والأصوات والمواقف التي تتفاعل مع بعضها لتشكل ما يسمى الاتصال ويتأثر بالعوامل التالية :‏
1 نبرات الصوت : قبل الحديث مع الطفل علينا أن نضبط انفعالاتنا كالصراخ في حالة الغضب , فهذا النوع من الحديث يعطي الطفل انطباعا بأنه يحق له جعل انفعالاته العامل الذي يتحكم في سلوكه فيغضب ويصرخ بالطريقة ذاتها، ولكن عندما يضبط الكبير انفعالاته للحظات ويفكر بالموقف جيدا قبل التحدث مع الطفل ثم يجلس معه يشرح له السلوك الخاطئ بصوت هادئ وحازم ويقدم له بديلاً واضحاً عندها فقط نقول إن الطفل يتدرب هو الأخر على ضبط انفعالاته فعندما يلوث المكان بالماء على سبيل المثال بدلاً من أن نقول له آه منك انظر ماذا فعلت نقول اللعب بالماء في الطقس الحار ممتع ولكن لا يمكن اللعب به داخل الغرفة اذهب واحضر الممسحة ونظف المكان.‏
2- عدم الإكثار في دمج المعلومات في وقت واحد؛ لان هذا الأمر يربك الطفل فلا نقول له اجلس مكانك افتح الكتاب وصل بين العمود الأول والثاني فإن هذه التعليمات الطويلة ستربك الطفل كما أنه سينسى المطلوب منه والأصح أن نقول له ( تعال واجلس ),وعندما يجلس نقول له ( افتح الدفتر) وعندما يفتحه نعطيه المعلومة التالية عندها فقط يستطيع الطفل أن يفهمنا وأن يقوم بما نريد .
3- المسافة بين المتحدث والطفل: من صفات الأطفال عدم قدرتهم على التركيز على عدة أشياء في وقت واحد، فلا يمكنه مشاهدة التلفاز وسماع صوت أمه في الوقت ذاته، وكثيرا ما نلومه لأنه لم يرد على نداءاتنا المتكررة هو في الواقع لا يسمعنا لذا عند الحديث مع الطفل علينا أن نجلس في مستوى نظره ونكون قريبين منه ليستطيع فهم ما نقوله وليدرك أهمية الحديث الموجه إليه.‏
4- السرعة المستخدمة في الحديث: كلنا يشعر بالتوتر الناجم عن سرعة الحديث معن من قبل المعلمين أو الآباء أو الأزواج، فكيف بالطفل الصغير الذي تنقصه الخبرة أو المهارة إننا نقع في الخطأ عندما نستعجل أطفالنا في اللبس أو تناول الطعام أو انجاز مهمة ما, بل لابد من أن يأخذ وقته ليتمكن من التعبير عن نفسه ولانجاز المهمة الموكلة إليه بنجاح، كما أننا نستعجل في حديثنا مع الطفل ثم نلومه على عدم الفهم لذا علينا أن نتحدث مع الصغير بهدوء وأن نعطيه الوقت الكافي ليعبر عما يريد ولا يخفى على أحد الآثار السلبية لاستعجال الطفل في الحديث مما يؤدي به إلى التلعثم والتعثر وعدم الوضوح فضلا عن عدم فهمه لما قلناه له.‏
رأي علم النفس..
يقول علماء النفس: إن لغة الحوار تبدأ من أول مشاجرة بين الأبناء فإذا قام الأبوان بحل المشكلة بفرض رأي معين على احد الأولاد منع لغة الحوار بين الأبناء، وفي حال قام بدور الوسيط بين الأبناء ودعاهم إلى الحوار بكلمة دعونا نتحاور حول هذه المشكلة، تبدأ الكلمة بالانتشار داخل قلوب أفراد الأسرة وليس فقط في مسامعهم، فالحوار يحتاج لاقتناع من قبل أفراد الأسرة بأنه هو الطريقة المثلى للوصول للحل والتفاهم.
ويعد التنبؤ من أهم معوقات الحوار وهو أن يتنبأ أحد الأبوين لطفلهما مثل أن يقول "أنا أتوقع أن لا تفلح في دراستك، أو أن تكون شخصيتك مهزوزة" فهذا من شأنه أن يعطل كل مقومات الحوار في المستقبل، كذلك عدم نسيان الخطأ فبعض أولياء الأمور لديهم ذاكرة قوية فيما يخص أخطاء أطفالهم، فهم لا ينسون ما فعلوه وكلما ارتكبوا خطأ ما سحب ألأب أو الأم ملف طفلهما وبدأوا يذكرونه بأخطائه الماضية، وهذا لا يترك المجال للتوبة كما يجعل أطفالنا ملتزمين الصمت في الحوار خوفا من نبش أخطاؤهم الماضية .
أيضا التهديدات التي تعد أحد معوقات الحوار؛ لأنها عادة ما تكون عندما يحاول الأب أو الأم أو الأب فرض الطاعة بالتهديد بالضرب
ويحذر علماء النفس من استخدام عبارات الضحية باعتبارها معوقا من معوقات الحوار كترديد "أنتم جبتوا لي الضغط.... أنا رأسي شيب منكم.... شكلي بموت قبل يومي منك.....انتم كرهتموني بحياتي أمرضتموني".
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.