لم تكن تفاصيل المشهد الخاص بإعداد منتخبنا الوطني للناشئين خلال الأيام الماضية لترسم سوى حالة من الإحباط على الجميع، وهم ينتظرون وينظرون لهذه المشاركة لتكون في مساحة خاصة لنيل شيئا من التطلعات والأمنيات التي ارتبطوا بها مع أقدام لاعبي هذا المنتخب الذي تأهل من أرض الكويت مع مدربه النعاش، ثم قدم نفسه في شكل جيد في بطولة العرب قبل أسابيع في العاصمة التونسية. بطولة المشهد كانت للأمانة العامة باتحاد كرة القدم ورجلها الأول حميد شيباني الأكثر قدرة على التعامل مع مثل هذه المواضيع لأسباب معروفة تتعلق بجانب المراسلات وعلاقته بالشيخ وقدرته على فرض بعض بل كثير من الأمور بلغة المكر والدبلوماسية التي يمتلكها. من تابع المشهد يقر بسخف القرار بين جدران اتحاد كرة القدم، والصح في مجالس واتصالات الاتحاد الذي يتخذ قراراته عبر بوابتين رئيسيتين، أولها الخط الساخن بين الشيخ وأمينه العام، وثانيهما في مجلسه المعروف، باعتبار أن باقي الأعضاء ما هم إلا مجموعة من الكومبارس الذين ينالون حقوقهم كاملة من خلال السفر ومخصصاته.. ويمنع عليهم الإدلاء بأي رأي ما لم يطلب منهم. المشهد تدخلت في كثير من الأمور السلبية التي رسمت معالم المشاركة مسبقا وربطتها بضربة حظ وحماس لاعبين - - كما أشار السنيني صاحب القرار الفني - فقد عجز الاتحاد وأمينه العام من التعامل بصدق مع مصلحة هذا المنتخب قبيل التوجه إلى إيران لخوض المنافسات، مما أحدث شرخا كبيرا كان فيه السنيني يعتكف اليومين، قبل أن يظهر الشيخ ويلتقي باللاعبين وباقي الجهاز في غياب السنيني - كما قيل - ليتم ترقيع بعض الحلول بصرف مستحقات متأخرة ووعد بتهيئة معسكرا في دولة أخرى. بعدها كانت الوضعية المعاشة للمنتخب تمر من حيث أراد الشيباني المتواجد حينها في البحرين بمخصصاته المعتادة، فبقت الأمور في الأدراج كما هي العادة، حين يغيب الشيباني، حيث تعجز باقي الأطراف وإن وجدت عن تأدية أي واجب أو فك أية معضلة ترتبط بالشأن الكروي.. فالرجل وحده ولا أحد غيره هكذا هي الحقيقة المفروضة على الجميع!!. عودة الشيباني بعد رحلة البحرين وما تحقق له فيها من أمور لم تكن تفك شفرة ما يعترض المنتخب الصغير الباحث عن معسكر - كما وعده الشيخ - بل إنها جرته إلى مساحة أخرى من الإحباط ، حين ظهر في محطة من الفشل الذريع، ليعلن الاستغناء عن المعسكر الموعود به من قبل الشيخ، بحجة أن الشركات والتعاقدات لم توفر أي مباراة، وبالتالي من الأفضل إكمال المدة المتبقية عن الاستحقاق في العاصمة. هكذا صنع الشيباني العجب، ووفر للبلاد والاتحاد كثير من المال كان سيهدر في معسكر الإمارات.. مشهد يرتبط بالعشوائية وعدم تنفيذ الوعود التي يقطعها الشيخ الذي التقى باللاعبين وجهازهم الفني المقوص من السنيني، حين اعتمد المال لغة للحديث فصرف بعض المخصصات كحقنة مسكنة لامتصاص غضب الجميع من سياسة هذا الاتحاد التي لا تفرق بين مصلحة المنتخبات في أي منعطف أو محطة.. سياسة يقرها الشيخ وينفذها الشيباني دون رادع لعدم وجود أي أطراف أخرى.. فبقية الشلة ليس لها حقوق في النقاش وإبداء الرأي.. سياسة من أخراج مشترك للرجلين الأوحدين الشيخ والشيباني.. يغيب فيها العمل المؤسسي الذي يخدم كرة القدم وكل أطرافها!؟؟. هكذا يكون الشيباني قد استطاع بقدرته الخارقة ومواهبته وخبرته ودبلوماسيته إبقاء أمور المنتخب على حالها، وفي سكة للانتظار حتى موعد الاستحقاق الآسيوي المرهون بضربة حظ وحماسة اليمنيين ، التي قد تأتي بما لم يتوقعه أحد وينجر اللاعبين مهمتهم صوب الحلم، لكنها لن تغيب عن المتابع فوضوية الرجلين في إدارة كرة القدم. يبقى السؤال أين اختفى الكابتن أمين السنين في هذه المعمعة؟!!.. وكيف ارتضى بالعودة ثم السكوت رغم غياب المعسكر ووضعه الذي يوضع في اتجاه الريح التي قد تأخذه إلى بعيد أو تعيده إلينا بنكسة جديدة للكرة اليمنية!.