سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غابت القيادات وحضرت الجماهير فسحب باعوم البساط من البيض وحيا شباب التغيير بصنعاء .. الشنفرة يهاجم قيادات حراكية ويتهمها باختراق الحراك ورفاق علي سالم يسعون لإفشال المؤتمر في مؤتمر الحراك الجنوبي الأول..
دشن المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي أمس مؤتمره الوطني الأول في ساحة الشهداء بمدينة المنصورة بمحافظة عدن برئاسة رئيس المجلس/ حسن أحمد باعوم وبحضور مندوبي المحافظات وعدد كبير من قيادات المجلس يتقدمهم النائب الأول للمجلس صلاح الشنفرة والمحامي علي هيثم الغريب وعدد كبير من نشطاء الحراك الجنوبي وجمع كبير من الضيوف والمشاركين من الشخصيات السياسية والإعلامية. وغابت خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر صور علي سالم البيض الذي أعلن مقاطعته للمؤتمر ووجه أنصاره وأتباعه بعدم المشاركة فيه والسعي لإفشاله. وفي جلسة الافتتاح أعلن رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي/ حسن باعوم عن تأسيس قناة جديدة للحراك الجنوبي تدعى قناة الجنوب إلى جانب قناتي عدن لايف والمصير. وأكد خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح المؤتمر أن المؤتمر" سيجعل شعب الجنوب ينتفض ويثور بهذه الخطوة وهذا المؤتمر التاريخي الذي سيقر وثيقة الاستقلال واللائحة الداخلية". وأشار باعوم إلى "العمق التاريخي للجنوب منذ حضارة عاد والأحقاف وحضرموت وحمير وأوسان وقتبان", وقال: "إن علماء الجنوب هم حقاً ينتمون لبلدهم وأمتهم ومؤمنون بعدالة قضيتهم"، مضيفاً بالقول إن "شعب الجنوب أصبح لديه أرض محررة" في إشارة إلى بعض المناطق الجنوبية التي تخلو من التواجد العسكري, داعياً إلى "التنسيق مع إخواننا المقتدرين في الداخل والخارج لتوفير الخدمات الصحية والمجتمعية الأخرى". وحيا باعوم "الشرفاء في صنعاء قاصداً بذلك ثورة التغيير وشبابها والدول العربية الشقيقة والصديقة في العالم من خلال مواقفهم النبيلة تجاه قضيتنا العادلة", كما دعا بالمجد والخلود "لشهداء الربيع العربي". وفي الجلسة الافتتاحية ألقى المحامي/ علي هيثم الغريب كلمة أكد من خلالها أن هذا "المؤتمر يأتي من أجل إقرار "وثيقة الاستقلال", مضيفاً "ولأول مرة تقر وثيقة تحررية باسم الشعب (الجنوبي) العظيم, هذا المؤتمر يجسد لحظات تاريخية في مجرى النهر المتدفق, وهو نواة المؤتمر الجنوبي لقوى التحرير والاستقلال". وأضاف الغريب "لا تزال أرضكم الخصيبة حبلى بالأخطار, مهم أن نحافظ على كل انتصاراتنا في طريق الاستقلال وأهداف وثائقنا", معتبراً أن "المواجهة بين القومي والإسلامي والإيديولوجي (هي) عناوين مرحلة انتهت وتعبر عن تيارات جابت العالم العربي في القرن الماضي". وأشار الغريب إلى أهمية "بناء مؤسسات المجلس الأعلى للحراك السلمي بالهيكلية التنظيمية لأخذ دوره مع المكونات الجنوبية الأخرى, ورفض كل أشكال التراخي والمشاريع (التي) أقل من الاستقلال". وألقت الناشطة/ "أحلام الحضرمي" كلمة باسم "نساء الجنوب", كما ألقى "حمادة الوالي" كلمة باسم "أسر شهداء الجنوب", وتخلل المهرجان قصائد شعرية شعبية بينها قصيدة للشاعر المعروف / محمد زين بن شجاع". وتغيب عن المؤتمر عدد من قيادات المجلس بينهم الأمين العام للمجلس "قاسم عسكر جبران" وعدد من رؤساء المحافظات ونوابهم بينهم "أحمد بامعلم" من حضرموت, و"ناصر حويدر" من شبوة, و"عيدروس حقيس" من أبين, و"عبدالحكيم الشاويش" من عدن, و"عيسى رعفيت" من المهرة, معتبرين أن المؤتمر جاء في وقت غير مناسب. ومن بين المتغيبين النائب البرلماني: "ناصر الخبجي" رئيس مجلس الحراك بمحافظة لحج والذي يتلقى العلاج في بيروت. وتشكل المجلس الأعلى للحراك من دمج أربع فصائل جنوبية هي الهيئة الوطنية العليا, والمجلس الوطني الأعلى, وحركة نجاح وهيئة الاستقلال في التاسع من مايو/أيار من العام 2009 في منزل الشيخ/ طارق الفضلي, ولقي القرار حينها رفضاً واسعاً من قيادات في الهيئة الوطنية برئاسة النوبة والمجلس الوطني برئاسة "باعوم" الذي غاب عن منعطفات كثيرة في حياة المجلس نتيجة المرض أو الاعتقال. وحمل المجلس الذي تشكل من دمج الفصائل الأربع اسم "مجلس قيادة الثورة" وتم اختيار "باعوم" رئيساً في غيابه, واختير كل من صلاح الشنفرة وطارق الفضلي وناصر النوبة وصالح سعيد نواباً للرئيس على الترتيب, لكن "باعوم" أيد تشكيل المجلس ووافق على رئاسته للمجلس عقب عودته من رحلة علاجية طويلة العام 2010. وقال بيان صادر في العام 2009 إن بقاء المجلس مؤقت لمدة "ستة أشهر", لكن المجلس استمر حتى اليوم. وتحول اسم المجلس في الثلاثين من نوفمبر من العام 2009 إلى اسم "مجلس الحراك السلمي (حسم)", وفق بيان أصدره الشيخ/ طارق الفضلي ولقي معارضة شديدة من باقي النواب باستثناء النوبة الذي ظل بالأساس رافضاً لقرار الدمج وغير معترف بتشكيل المجلس, ثم عدل اسم المجلس لاحقاً عقب محاولات لرأب الصدع بين الفرقاء إلى "المجلس الأعلى للحراك السلمي" وحذف اسم (حسم). وعصفت بالمجلس موجة قوية من الخلافات أواخر العام 2010 أدت إلى انشقاقه إلى ثلاثة تيارات التأمت بخروج "باعوم" من المعتقل وقيادته محاولة في يناير/كانون الثاني من العام 2011 لإعادة توحيد المجلس عبر لقاءات أفضت إلى حصوله على تفويض كامل بحل خلافات نشبت داخل المجلس, وأصدر باعوم عقبها بيان تضمن "عشرة بنود" كان أبرزها الدعوة إلى عدم الازدواجية الحزبية, في إشارة إلى الجمع بين عضوية المجلس وعضوية الأحزاب, لكن هذه البنود لقيت رفضاً آخراً انتهى باعتقال باعوم في فبراير/شباط أثناء نزوله من منطقة يافع بمحافظة لحج للمشاركة في احتجاجات شعبية عارمة اندلعت في عدن كبرى مدن الجنوب بالتزامن مع ثورات الربيع العربي. وخلال الشهرين الماضيين قاد باعوم محاولة ثانية لرأب الصدع داخل المجلس بين تيارين هذه المرة, لكن إقامة المؤتمر اليوم بغياب عدد كبير من قيادات المجلس الذين يغلب عليهم الطابع الحزبي قد يؤدي إلى انشقاق المجلس إلى فصيلين بكيانين منفصلين.. إلا أن انعقاده أيضاً بهذا الزخم الجماهيري يعد ضربه قوية لعلي سالم البيض والقيادات التي تتبعه، فالحضور في المؤتمر أمس يوحي بأن باعوم قد تمكن من سحب البساط من تحت البيض والقيادات الحراكية التي تسير في ركبه وسعت ولازالت تسعى لإفشال المؤتمر الذي تحتضنه ساحة الشهداء بمديرية المنصورة بمحافظة عدن ويختتم اعماله يوم غد الثلاثاء. وواصل المؤتمر الوطني الأول للمجلس الأعلى للحراك الجنوبي بعد عصر أمس أعمال جلساته بملعب المنصورة الرياضي برئاسة صلاح الشنفرة وبحضور رئيس المجلس/ حسن باعوم. وجرى خلال الجلسة المغلقة مناقشة مسودة المشروع المقدم من قيادة المجلس واللجنة التحضيرية للمؤتمر. وخلال الجلسة شن القيادي صلاح الشنفرة هجوماً لاذعاً على بعض القيادات الجنوبية التي قال بأنه وللأسف الشديد قد تم اختراق الحراك الجنوبي من خلالها كما أتهم الشنفرة بعض القيادات والمكونات الشبابية بالسعي لعرقلة أعمال المؤتمر. وخلال الجلسة المغلقة قدم المحامي/ عارف الحالمي عدداً من الملاحظات المتعلقة بالجانب القانوني لمسودة المشروع المقدم في الجلسة وطالب من قيادة المؤتمر الأخذ بملاحظاته بعين الاعتبار فيما عبر الناشط بن شجاع عن استغرابه لخلوا المشروع المقدم من أي شعار أو ذكر لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. وتنعقد أعمال المؤتمر الذي يستمر لثلاثة أيام بغياب جميع رؤساء المجلس الأعلى في جميع المحافظات الجنوبية. من جانبه اعتبر القيادي بالحراك الجنوبي -من فصيل البيض- أحمد بامعلم أن الذين شاركوا في مؤتمر باعوم وأولاده فواز وفادي، الذين شاركوا لا يمثلون الجنوب إنما يمثلون أنفسهم واستغلوا الوضع الصحي الذي يعاني منه حسن باعوم خصوصاً أولاده فواز وفادي. وأضاف بامعلم إن ما قاموا به خيانة للشهداء ولدينا معلومات عن دخول منظمات قاعدية للحزب الاشتراكي في المؤتمر وناس بسطاء تم نقلهم في باصات من محافظة تعز الشمالية لتكثير سوادهم ونحن حالياً نراقب تحركاتهم وما سيتمخض به مؤتمرهم الضعيف وسيتم إصدار بيان مفصل بعد بيانهم الأخير.