الصراع من أجل العودة إلى الأضواء في كرة القدم بإعتقادي هو أصعب من محاولة فريق "ما" الحفاظ على لقبه في دوري الدرجة الأولى ذلك لأن الرغبة في الظهور وإثبات الأحقية بالعودة إلى مصاف الكبار هي عوامل تؤجج من صراع الدرجة الثانية لعدة أسباب غير التي ذكرت أهمها زيادة الدعم المادي، استقطاب رجال المال والأعمال للدعم الرياضي، البهرجة الإعلامية التي يحصل عليها فريق صاعد إلى الأولى من خلال ما سيقدمه من مفاجآت ونتائج.. لهذا يصبح التنافس على أشده، وتتسع دائرة الآمال بشكل يفوق ما قد يحصل في (أولى) كرتنا.. هذا الموسم تمكنت أربعة فرق من التأهل بحماس إلى دورينا بعد أن قطعت مشوارا ثقيلا في مقارعة عدد كبير من أندية الدرجة الثانية بكل ما أمتلكته تلك الأندية من طموحات وأحلام. الصقر والرشيد من الحالمة والوحدة صنعاء واليرموك من العاصمة، وهي مفارقة غريبة نوعا ما عندما يتأهل فريقان من محافظتين إلا أن الحظوظ تبقى رهينة العطاء، وما حصل أن رباعي التأهل استشعروا أهمية الصعود ولعلهم قد استوعبوا درس الهبوط المر وتعلموا كيف يحافظون على بقائهم بغض النظر عن تعرض البعض لحالات إقصاء متعمدة أو مخطط لها. الصقر.. البحث عن اللقب المفقود ******** لم تكن عودة الأصفر الحالمي إلى الأضواء غريبة أو تمثل جزءا من مفاجآت سعيدة، فالفريق هبط بإراداته عندما أراد الانتصار لبعض القضايا الرياضية الموسم الماضي وكان هبوطه أمرا واردا أو بمعنى أصح نال الصقر ما كان يحسب حسابه في ظل عدم تفهم اتحاد الكرة لموقف الفريق إزاء القصية الحسانية والرشداوية والأهلاوية التعزية، فتقبل مجلس إدارة الصقر قرار الهبوط بصدر رحب، وأكدوا في تصريحات سابقة أن من حق اتحاد الكرة تهبيطهم كإجراء قانوني لا غبار عليه. لم تختلق الإدارة الصقراوية الأعذار، ولم تستبق الأمر لتوجيه ضربات من تحت الحزام تمس (القرار) كون الجميع كانوا يدركون مدلولات القضية الإنسانية التي تصدى لها صقور تعز وانتهت بهم إلى الهبوط.. قبل قرار التهبيط كان الصقر منافسا قويا على الصدارة ليس، لأنه حامل اللقب فحسب، ولكن لأن الفريق حافظ على مستواه وقوته وكان الأقرب من العروبة للتربع على عرش الدوري، لكن حصل ما حصل!. اليوم صقرنا يُعاود التحليق من جديد في سماء الأول بطموح أفضل وبإرادة أقوى ليستعيد ما تخلى عنه وهو (لقب) الدوري بعد أن اجتاز اختبار الدرجة الثانية بامتياز، وتمكن من خطف لقب بطل الدرجة الثانية في إشارة تبدو مفهومة لمن يتابع المستديرة ويعرف أقطارها ومستوى دوارنها. هذه النية باتت واضحة مع قدوم المدرب المصري إسماعيل يوسف لتدريب الفريق خاصة وأن المدرب يمتلك سجلا جيدا مع الفرق المصرية وسيرته الذاتية متخمة بالعمل التدريبي الطويل. الرشيد.. انتفاضة على الظروف ********* تزداد الفرحة الرياضية في شوارع الحالمة بعودة رشيدها الأخضر إلى موقعه السابق بين الكبار، وهو الفريق الذي هبط الموسم الماضي لعدة أسباب أهمها عدم اقتناع الإدارة بما حصل في مباراة الشعب الحضرمي والرشيد في المكلا والتي كان الضيف التعزي متقدما فيها على المضيف الحضرمي فحصل الشغب من قبل جماهير الشعب وفي حين أن الأمر لا يحتاج إلى تأويل باحتساب نقاط المباراة للضيوف كانت لجنة المسابقات تغرد خارج السرب وتعيد المباراة في قرار غريب زاد من أوجاع الفريق الذي كان يحتاج النقاط للبقاء ضمن فرق الأولى، وحين تنكسر النفسيات ساعتها يصبح الرضا بالحال من عدمه غير ذي جدوى فكان الهبوط المرير للرشيد الذي كان فوق حطام آماله يعاني من الضائقة المالية. عندما قالوا أن كرة القدم تُعطي من يعطيها، تجسد ذلك القول في ما فعله نجوم الأخضر التعزاوي هذا الموسم وهم الذين خدموا الكرة الموسم الماضي لكن الظروف عاندتهم فخدموها الآن لترد الجميل بالوفاء لهم في ظل استقرار الأوضاع الأمنية بتعز والشارع السياسي بشكل عام فكان التأهل هو الهدية الكبيرة التي قدمها الفريق لمحبي كرة القدم في الحالمة ولجماهير البلاد ممن يعشقون هذا النادي المكافح. الوحدة صنعاء.. بين التفاؤل والمشاكل *********** بلا شك كانت المشاكل الطاحنة التي حصلت في الوحدة صنعاء هي أهم الأسباب التي أدت إلى هبوط الفريق الذي لقبوه ذات يومٍ بالزعيم، كانت تصريحات الإداريين تذهب بعيدا في سماء التفاؤل لكن الأفعال كانت تهوي بالأزرق العاصمي إلى الحضيض.. ذلك الحب الكبير الذي أدعته الإدارة السابقة كشفته أيام السقوط، تفاوت في الآراء، عدم انسجام بين لاعبي الفريق أنفسهم وبين الإدارة، شحة المال في النادي طرحت أكثر من علامة استفهام في ظل تواجد شخصيات تملك المال تواجدت في قوام الهيئة الإدارية للنادي. إذا ما اعتبرنا أن هبوط الصقر والرشيد كان لظروف قاهرة فإن ما حصل للوحدة صنعاء أمرا يدعو للغرابة، وبعيدا عن الذكرى المقيتة للعام الماضي فإن الفريق استعاد شيئا من بريقه وجاءت انتخابات الأندية الرياضية لتفرز إدارة جديدة قديمة (مش) مشكلة المهم أن الفريق عاد للأضواء كموقع طبيعي جدا له، ما يؤكد أن ثمة (نية) خير تحيط بالنادي وستعمل على معالجة وضعه المالي المزري الذي ولده تخلي رجال المال والأعمال عن الفريق سابقا، وهو ما يعني أن على الجميع أن يلتفوا حول الفريق إذا ما أرادوه فعلا أن يستعيد لقبه بحق وحقيقة. اليرموك.. العودة بدموع الفرح ********* هذا الفريق كان يُمتعنا في دوري الأولى بنتائجه القوية وإحراجه للفرق الكبيرة التي لطالما حصد النقاط من أمامها، هو بصريح العبارة أحد الأندية اليمنية التي تشكل إضافة نوعية لدورينا في المستوى الفني للدوري، مقارعته للكبار كانت تحرج ترتيب فرق المقدمة وتفتح أبوابا واسعة لفرق أخرى للتقدم نحو الصدارة إذا ما عرفنا أنه كان أحيانا يتصدر الدوري لأسابيع. يرموك الروضة عاد إلى الأولى وسط دموع فرح واحتفالية مجنونة احتضنها ملعب أهلي صنعاء، بعد فوزهم على الصقر في مباراة التأهل كرابع فريق يسحم الجدل في التمرد على (ظلام) الثانية.. لعل تلك الفرحة العارمة هي السبب الرئيس لأن يقيم الفريق مأدبة عشاء دعوا فيها الجميع لمباركتهم ومشاركتهم عرس التأهل، وسط وعود أطلقتها الإدارة مفادها بأنهم سيقفون مع النادي خاصة وإن إنجاز الصعود وضع الإدارة أمام تحد كبير بحسب تصريحات رئيس النادي وهو ما سيحفزهم على دعم الفريق لمواصلة العطاء والنتائج الرائعة في دوري الأولى حد قوله. وهم الآن - أي إدارة الفريق - بحاجة إلى تنفيذ وعودهم حتى لا تكون تلك التصريحات انفعالية، في ساعة (فرح). الطليعة.. الصقر.. الرشيد.. افرحي يا تعز ******* صار طبيعيا أن يزيد ولع مشجعو الرياضة في الحالمة بالتشجيع وانتظار الأخبار المفرحة، فتعز تملك ثلاث فرق في الأولى ومن الصعب جدا أن يمر موسم رياضي قادم دون أن تعود البطولة إلى تعز.. الصقر حامل اللقب من الناحية الإدارية والفنية والتفاهم بين أعضاء مجلس الإدارة يبقى الرقم (1) لتحقيق الطموح ونشر الفرحة، جاهزية كبيرة، حماس متقد لاستعادة حقه الذي تركه بمحض إرادته وهو لقب الدوري، لاعبون عند المستوى، نتائج قوية ورهيبة في مشوار الصعود. أما طاهش الحوبان طليعة تعز، فقد حافظ على البقاء، لديه رغبة قوية بأن يكون رقما صعبا في الموسم الكروي القادم، إدارة منسلخة من عبقرية شوقي هائل وتنتهج مفردات إدارته، دفعة معنوية كبيرة بوجود الصقر منافسا لا محافظا على البقاء. الرشيد بحاجة إلى اهتمام أكثر، فريق يملك مواهب شابة من أبناء النادي، إدارته أيضا لا تعصف بها المشاكل، هادئة، متفاهمة، ينقصهم الدعم المادي، بالتفاتة جادة من محافظ المحافظة الأستاذ شوقي هائل سيكون للفريق موقعا متقدما في ترتيب فرق النخبة. فرصة البلجيكي ليست بيد الإعلام ****** بالتعاقد مع المدرب البلجيكي الجديد توم سين تيفت لقيادة منتخبنا الوطني لكرة القدم في الاستحقاقات القادمة يكون اتحاد كرة القدم قد اجتهد لجلب مدرب أجنبي في ظل الاخفاقات المتواصلة لمدربينا المحليين، الآراء المتداولة استخلصنا منها عبارة أتركوا المدرب يعمل، وهو خطاب موجه للإعلام الرياضي وهو ما استغربه!.. جميعنا نعلم عدة حقائق حول قدوم هذا المدرب أولها أنه جاء في وقت متأخر وخليجي (21) على الأبواب ومن الصعب الحكم عليه عقب انتهاء الخليجي سواء قدم مع المنتخب نتائج جيدة أو العكس.. المدرب أي مدرب في العالم يحتاج إلى وقت للعمل والتعرف على قدرات البلد رياضيا ثم قدرات لاعبيه لتوظيفها بشكل سليم في المستطيل الأخضر. المدرب الصربي السابق ستريشكو لم يكن الإعلام الرياضي وراء رحيله فعندما أخفق مع منتخبنا الأول في خليجي (20) سرعان ما تم التخلص منه، من قبل اتحاد الكرة ولهذا أقول إن على اتحاد الكرة ترك المدرب يعمل وفق رؤيته واقتناعه الذاتي ومنحه مزيدا من الوقت عقب خليجي (20) سواء أفرحنا أو أبكانا، يجب منحه الوقت الكافي للعمل وإعداد المنتخب للخليجي وغيره من البطولات القادمة ثم بعد مدة كافية يمكن تقييم أدائه التدريبي ومعرفة ما إذا كان (بياع كلام) أو ممن يفي بوعوده شريطة عدم التدخل في عمله حتى لا يعود للتبريرات القديمة (لقد تدخلوا في عملي وافسدوا خططي فكيف لي أن أنجح)!!.