في تصوري أن هناك تشابه كبير يجمع جمال اليماني وحسين البهام مديري مكاتب الشباب والرياضة في أبينوعدن يقع جزء كبير من ذلك التشابه في الجانب المهني المرتبط بالشباب.. فالاثنان وصلا قمة الهرم الشبابي - كما نعلم - وفق إطار أيدلوجي حزبي كخطوة عرفان من الكبار الداعمين تصب مجتمعة في خانات انتشار إطار فئوي معين. كل ذلك تم بعيدا عن ما يتمناه جمهور الرياضة العريض بالفطرة لكن الأمور كانت تبدو طبيعية وفق العادة التي كانت ميزت تلك الحقبة ولا عجب. اليماني ظل على تواجد دائم مستبصرا باقتدار أضواء الفلاشات التي تجعله دائم الوقوع تحت دائرة الاهتمام في عملية تحسب لعقله القانص كل مكرمة من الزعيم، وهو يدرك جيدا الأسلوب الذي يقرب المسافة ويسهل الاختيار، فكيف وأين ومع من تتم تلك الخطوات.. البهام وإن تشابه مع اليماني في اختيار أبعاد الملعب الذي يتحرك فيه إلا أنه تميز عن اليماني في إعلانه المسبق للملأ دون خجل أو وجل في عبارة (نعم للخيل)، وهو الشيء الذي كان يستحيي منه اليماني الذي تظاهر بشفافية العمل من أجل الشباب، وهي غايته التي تواجد من خلالها طويلا في مكتب الشباب خافيا في الوقت ذاته عملية التدحرج التي أصابته منذ 2007م إلى أن وصل إلى مكانه اليوم الذي يصر مستكبرا على التمسك به رغم الكثير من الاخفاقات التي غطت مساعيه في تحقيق النجاحات الذي كان يوهم بها أهل الرياضة من الشباب ومن الجماهير المحبة للرياضة في عدن وما أكثرهم، لكنه وفي حقيقة أمر نجاحاته التي شخصنها، وهو يسعى إلى تسويق اسمه فيها متفاخرا بأفعاله في الإطار الحزبي الذي ينتمي إليه والذي ظل وفيا له إلى اليوم. اليماني وفي مجالسه الخاصة اتهم سلفه بالأمية الرياضة التي صرح وفي أكثر من محفل بالعمل الجاد الذي سيسرع هو على انتشال الوضع المتعثر للرياضة العدنية، ووعد كثيرا إن لم يرتقِ بها سيعمل على استعادة وهجها وبريقها والنتيجة اليوم تتعرض نفسها و بأبخس الأوزان. البهام كان يعمل في إطاريين يتقابلان علنا كلما استدعت الحاجة إلى دمجهما في مسار موحد هذه العملية تتم باستغلال الإطارين في خدمة المناسبات الوطنية التي تعددت في ظل قيادات كانت تتزاحم مخيلاتها بالعديد من المبادرات الوطنية التي تخدم حزب القائد. لكن البهام ووفق صراحته كان يدعوا الجميع للعمل معه فقرب الصحفيين لرصد تحركاته وقراراته وعين أهل الرياضة في مجالات تخص الرياضة خاصة الرياضيين القدامى.. وهو مصرح به ولم يفعله الجمال اليماني. أعتقد أن الأقدار كانت كريمة مع الاثنين في استغلال نجاحات باهرة تجسدت في استضافة خليجي20 ودخول هذه التظاهرة الإقليمية وفق اختصاصهما فسارعا إلى حصد ثمار تلكم النجاحات التي اشترك في صنعه ما يقرب من 22 مليون مواطن يمني. هي الأقدار ذاتها من أوجدت باقتدار الثنائي المؤتمري البارز اليماني والبهام في زمان ومكان يقع في منطقة جغرافية حدد لها استضافة حدث بذلك الحجم. نعم.. قد لا يتحمل اليماني والبهام تلك الانتكاسات المتوالية على الرياضة في عدنوأبين بمعنى أن هناك ظروفا ساعدت من قريب أو بعيد في تكرر سيناريو الهبوط، لكننا ولا نعتب عليهما بأنهما هما المشكلة، لكن العتب كل العتب لهما إنهما كانا جزءً من الحل عن لم يكونا الحل كله في منعطفات كانت تتطلب وقفات جادة ليسو كالمسئولين فقط وإنما كأبناء لهاتين المحافظتين. يدرك جميع اليمنيين حجم تلك التضحيات الشبابية التي رافقت عملية التغير في الشمال الوطن وجنوبه، وما صحبها من تراجع عن مواقف وتسجيل عناد جديد في التمسك بأطر، وتعلمون أيضا ما سبقها من حرب ظالمة حصدت الأرواح ودمرت كل خاصة بالمواطن أو ملكية عامة، وما نتج عنها من نزوح جماعي لمواطني زنجبار و جعار ولودر. أتذكر أن البهام كان يتحرك كالمواطن متخليا عن الصفة الرسمية وإن ظل حاملا للختم الرسمي بينما اليماني رفض التخلي عن تواجده الرسمي، وهو بظني ما دفع أعداءه إلى إحراق سيارته، لكن يبقى ثمة ما يجعلنا نقر بمواقف البهام فقط أسألوا كيف أعاد للجمعية العمومية في حسان حق تشكيل مجلس إداري وحق المشاركة من عدمها، وهو الشيء ذاته الذي رد به على إدارتي نادي خنفر وإن كنت أجزم أنه لم يفعل كل ما يمليه عليه واجبه الوظيفي في متابعة الاتحادات ووزارة الشباب والرياضة بالنظر بموضوعية لما جرى لمواطني أبين وشبابها لكن الوقت مر والمصيبة حلت فلا جدوى من اللوم والعتب، ثم لكم أن تتصوروا أبعاد الخطوة المتسرعة الخطى المتناهية القوة التي أقدم عليها اليماني في معالجة مشكلة نادي وحدة عدن اليماني في مشكلة الوحدة العدني لكن قد يكون الخطاء مبررا حينها لكني استغرب عملية الإصرار على الخطاء والدفاع عليه وبصوت مرتفع كما فعل اليماني في حديثة في البرنامج الرياضي على قناة "اليمن" حين لم يتوارَ عن توجيه سهام غضبه تجاه زميلنا العزيز المبدع محمد العولقي الذي ظل مؤدبا حتى وهو ينصت إلى حديث اليماني الذي تحول إلى تحدي ينمو عن عدم امتلاك بصائر الحق. فمن كل ما تقدم تبقى الحاجة ماسة إلى أن يصل سيل العرمرم إلى كل وادٍ وجبل ليقتلع الأشجار التي تتمنى التعمير في أماكنها، وإما وسقى جذورها اليابسة علها تثمر بالجديد الذي يفيد هذه الشريحة الأكثر اتساعا في بلادنا. بفائق الاحترام الشخصي وللصالح العام نسألكما الرحيل!.