حذر اللواء حسين محمد عرب -عضو مؤتمر الحوار الوطني اليمني- من أن أي حل لا يرضي الشعب الجنوبي فسيقود المتحاورين باليمن الى مزبلة التاريخ، وقال: لابد لنا ان ندرك بأننا اذا لم نصل الى حلول ترضي شعب الجنوب لا يمكن ان نخرج بمخرجات تكون قابلة للتطبيق. ونفى وزير الداخلية الاسبق اللواء عرب، ان يكون ابناء المحافظات الجنوبية راضين بالانفصال أو فك الارتباط عن الشمال، مؤكداً ان الشعب الجنوبي لديه قضية سياسية، والمشاركون في الحوار ملزمون في حلها على أساس يرضي شعب الجنوب. وقال عرب في حوار مع صحيفة »المدينة»: كنا جزءاً من نظام صالح إلا أننا وصلنا معه في مرحلة معينة واختلفنا مع النظام السابق». وقال: انا شخصيا- جزء من خلافاتي مع نظام صالح كانت حول القضايا الجنوبية، وبالتالي هذه مسألة ليس فيها أي عيب إنني كنت جزءاً من نظامه، وإنما اعتبرها شيئا طيباً ان الانسان يصل الى مرحلة معينة ويعي ويفهم الاخطاء الموجودة وبالتالي يكون له موقف. وفيما ابدى ارتياحه من تعاطي مؤتمر الحوار مع القضية الجنوبية.. قال إن لديه رؤية لحل القضية الجنوبية وترضي الشعب في الجنوب، رفض الكشف عنها، مؤكدا انه سيطرحها على طاولة الحوار وسيدافع عنها بقوة لأنه يعرف ماذا يريد شعب الجنوب- حسب تعبيره. واشار الى أن شعب الجنوب ظلم بشكل كبير جدا خلال فترة الوحدة (الجمهورية اليمنية).. حيث مورس عليه نوع من «الاضطهاد»، وبالتالي فهو يتطلع الى ان يحصل على «استقلاله» وهو الان يطالب بتقرير المصير.. مستدركا بالقول: لكن في تقديري انه من خلال الحوار يمكن حل ذلك - اذا ما كانت هناك عقول قادرة خاصة من اخواننا من ابناء المحافظات الشمالية- لأنه في الحقيقة المشكلة الاساسية اليوم ليست في الجنوبيين وحدهم، وإنما المشكلة ايضا هنا لدى الاخوان في الشمال، كونهم غير قابلين لحوار حقيقي يؤدي الى حل المشكلة. وقال اللواء حسين عرب انه لا يوجد لليمنيين حل إلا بالحوار والوصول عبره الى حلول ترضي الجميع، منوها الى ان ما طرح في الجلسة العامة الاولى « كلام عام،» لكنه يعتبر امرا ايجابيا ولكن المهم –حد قوله- هو ما سيطرحه الآن اعضاء الفريق الخاص بالقضية الجنوبية، على طاولة الحوار عندما يبدأ الحوار الجدي، والذي سيبدأ من الآن وصاعدا بعد الانتهاء من وضع خطة عمل الفريق.. سنناقش كل القضايا ومنها القضية الجنوبية بصورة اكثر جدية، وان تكون المخرجات ملبية لطموحات «شعب الجنوب «و ﻻ يستطيع أي إنسان أن يتكلم اليوم بما يمكن أن يخرج به مؤتمر الحوار الوطني. وقال عرب: من الصعب أن ننتقد وجود فصيل في الحراك الجنوبي يرفض المشاركة في الحوار فقط، ولا نتحدث عن الجناح الآخر الموجود هنا في صنعاء والذي يرفض هو الآخر هذا الحوار.. ومثلما هناك جناح في الحراك يرفض الحوار، يوجد أيضاً جناح آخر هنا في صنعاء يرفض الحوار، ويرفض أي حل للقضية الجنوبية إلا بالطريقة التي يريدها هو- أي أن الرافضين للحوار موجودون هنا في صنعاء وهناك في الجنوب، وهذا طبيعي. وأشار الى أن الأوضاع الداخلية لبلدان ثورات الربيع العربي، تمر بإشكالات امنية وسياسية، وهذا شيء طبيعي لان أي تغيير لابد له ان يأخذ مداه من الوقت حتى يستقر. وطالب المتشائمين من أوضاع بلدان الربيع العربي بالرجوع بالذاكرة إلى كافة الثورات التي حدثت في العالم ليعرفوا كم أخذت من الوقت حتى وصلت الى مداها.. مضيفا: إنني اعتبر ان ما يحدث اليوم في بلدان الربيع العربي شيء طبيعي، لان هذا تغيير، والتغيير لابد ان يواجه بقوة مضادة، وبالتالي سيأخذ مدة من الوقت، لكنه في النهاية التغيير الذي يريده الشعب وسيحصل عليه.