نظم المركز اليمني للدراسات الاستراتيجية, يوم أمس الخميس بصنعاء, ندوة بعنوان (على طريق بناء الدولة- النظام الانتخابي), حضرها السفير الألماني بصنعاء والعديد من أساتذة العلوم السياسية والناشطين والإعلاميين والمهتمين. قدمت في الندوة ثلاث مشاركات حول ذات الموضوع:" النُظم الانتخابية المختلفة ومميزاتها وعيوب كل منها"؛ الورقة الأولى للسفير الألماني (هولجر جرين), والورقة الثانية للدكتور/ عبدالناصر المودع, والورقة الثالثة للمهندس/ عبدالله لأكوع- عضو اللجنة العليا للانتخابات السابق. وكانت المشاركة الأولى للسفير الألماني, حيث تحدث فيها عن التجربة الألمانية, موضحاً أن التجربة الألمانية نظام برلماني اتحادي, فيه نظام القائمة النسبية والانتخاب المباشر, فصل فيه الإجراءات الانتخابية, قائلاً: ألمانيا تتكون من ستة عشر ولاية, كل ولاية يوجد فيها برلمان اتحادي, يتم انتخابهم عن طريق نظام القائمة النسبية, نصف المقاعد والنصف الآخر عن طريق الانتخاب الفردي المباشر, حيث يحق للناخب الإدلاء بصوتين: صوت فردي للعضو الذي يثق به وصوت آخر لقائمة الحزب الذي يثق به, وبهذه الطريقة يتم تلافي عيوب النظام الفردي المطلق ونظام القائمة النسبية المطلقة. وعدد السفير الألماني عيوب نظام القائمة النسبي المطلق, حيث قال إن أبرز هذه العيوب هي صعوبة تشكيل حكومة ائتلافية بسبب تعدد الأحزاب الممثلة في البرلمان, كما يحصل بإيطاليا- حد قول السفير. وجاءت المشاركة الثانية للدكتور/عبد الناصر المودع, باحث وناشط سياسي, حول ذات الموضوع: النظم الانتخابية وعيوب وميزات كل منها, حيث أبرز المودع خلال مشاركته النظام المختلط برؤية مختلفة عن بعض التجارب القائمة, لكن هذه الرؤية- بحسب قوله- تحتاج إلى كثير من الدراسة والتعمق والإثراء من قبل الباحثين والمهتمين, حيث يخل بهذه التجربة نظام القوائم والنظام الفردي ونظام الكوتا ومن الممكن أن يتنافس فيها أكثر من مرشح لنفس الحزب في نفس الدائرة.. وبحسب قوله فإن هذه التجربة قد تجنبنا الانزلاق في عيوب القائمة النسبية والنظام الفردي ولا تسمح ببروز تكتلات على أساس طائفي أو مناطقي. وقدم المهندس/ عبدالله الأكوع الورقة الثالثة حول التجربة الانتخابية لدولة الوحدة, عدد فيها أبرز عيوبها, قائلاً: إن أهم ما عانيناه في هذه التجربة, منذ أول تجربة في 1993م إلى آخر تجربة في 2006م, هو التقسيم الإداري الانتخابي, حيث كانت تفصل الدوائر على مقاس المشايخ والنافذين ورغبات الحزب الحاكم ولم يراع ذلك التقسيم التمثيل العادل للسكان, على سبيل المثال كان هناك مرشح يفوز بعشرين ألف صوت وآخر بخمسة آلاف صوت. وتتطرق الأكوع في مداخلته إلى عيوب نظام القائمة النسبية, حيث قال إن من عيوبها أنها لا تتيح الفرص الكافية للمستقلين, إلا إذا تم تقسيم كل محافظة إلي دائرة انتخابية, فيمكن أن يحصل فيها فرص للمستقلين, بأن يحصلوا على تمثيل بحسب شعبيتهم.