صعدت مليشيات الحوثي من ممارساتها الانتهاكية والإجرامية ضد أبناء محافظة صعدة أمس الجمعة بشكل كبير, حيث نصب مسلحو الحوثي كميناً وقتلوا فيه أحد المشائخ واقتحموا ثلاثة مساجد محسوبة على السلفيين والإصلاحيين في مدينة صعدة واقتحموا أيضاً داراً للقرآن. وقالت مصادر محلية وشهود عيان ل"أخبار اليوم" إن مسلحي الحوثي نصبوا كميناً للشيخ/ أحمد هادي معتير, قبل ظهر أمس الجمعة على طريق الملاحيظ وأردوه قتيلاً وأصابوا اثنين من مرافقيه ونهبوا سيارته. وأوضحت المصادر أن مسلحي الحوثي وفي وضح النهار اعترضوا طريق الشيخ/ معتير وهو أحد وجهاء منطقة الملاحيظ أثناء عودته إلى منزله من سوق الملاحيظ وباشروه بوابل من الرصاص واستشهد على إثرها الشيخ/ معتير مباشرة فيما أصيب اثنان من مرافقيه إصابة أحدهما خطيرة وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج, أحد المرافقين المصابين يدعى "عنتر مهاوش". وفي مدينة صعدة داهم العشرات من مسلحي الحوثي دار مصعب بن عمير لتعليم القران الكريم ومسجد مصعب وحاصروه من كل الاتجاهات وهم يرددون ما يسمونها بالصرخة واقتحموا الدار وطالبوا القائمين عليه بإخراج جميع ما في الدار من أجهزة وغيرها وأنهم سيقومون بتفتيش الدار وما فيه وكذلك سيفتشون أجهزة الكمبيوتر للاطلاع على ما تحويه تلك الأجهزة.. وقال شهود عيان ل"أخبار اليوم" إن المتجمعين في المسجد أمس الجمعة تمكنوا من إقناع المسلحين على المغادرة بحجة أن يوم جمعة إجازة ولا يوجد أحد في الدار, ولكنهم توعدوا بالعودة مرة أخرى. وما حدث لدار القران ومسجد مصعب بمينة صعدة أمس الجمعة حدث أيضاً في منطقة سحار وبالتحديد في منطقة "الحاربة" حيث اقتحم العشرات من مليشيات الحوثي أمس الجمعة مسجد الزبير وهم يرددون ما يسمونه بالصرخة وأدى بعضهم صلاة الجمعة فيما تمركز البقية حول المسجد والمنطقة وكانوا يقاطعون خطيب الجمعة بين الحين والآخر بترديد شعارهم. وقالت المصادر المحلية ل"أخبار اليوم" إن الحوثيين وبعد انتهاء الخطبة التي كان الخطيب يتحدث فيها عن علامات الساعة الصغرى وتطرق إلى وحدة الصف وإلى حرمة سفك الدماء وسب الصحابة الكرام لكن الحوثيين وبطريقة استفزازية لمشاعر المصلين الغير مؤيدين للحوثي رددوا الصرخة مرة ثانية وثالثة وبعدها قام الخطيب/ قاسم عزالدين العديني وألقى موعظة مخاطباً بها الحوثيين الذين يرددون الصرخة "الموت لأميركا الموت لإسرائيل".. وقال الخطيب " يا إخواني نحن لسنا في أميركا ولسنا في إسرائيل ونحن نقول قال الله وقال الرسول ندعو إلى ما قاله الله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" لكن الحوثيين قاطعوه ورددوا الصرخة مرة ثالثة وعقب انتهاء صلاة الجمعة وهم يرددون الصرخة هاجم الحوثيون خطيب الجامع وأرادوا الاعتداء عليه واختطافه إلا أن الحاضرين في المسجد منعوهم من ذلك, إلا أنهم توعدوه وحذروه من إلقاء الخطبة القادمة في الجمعة القادمة وقالوا إنهم سيأتون بخطيب جديد وسيفرضونه على المسجد بالقوة. وقال الخطيب/ قاسم عزالدين بعد صلاة الجمعة "الحوثيون اليوم بهجومهم علينا إلى المسجد اعتبروا أنهم حرروا فلسطين وحرروا الأقصى ولم يبق شيء إلا أن يشغلونا نحن المسلمين". وأضاف " هؤلاء عقولهم متحجرة قاسية ليس علينا فقط ولكن على جميع مذاهب المسلمين الشافعية والزيدية والحنفية والمالكية والحنابلة", وهم ضد المسلمين أينما كانوا أما اليهود والنصارى الذين يرددون الصرخة بالموت لهم فلم يفعلوا بهم شيئاً وإنما اعتدوا علينا نحن المسلمين". وتابع الشيخ الخطيب" نحن قلنا لهم قودونا إلى محاربة اليهود والنصارى ونحن نقدم جماجمنا في الصفوف الأولى ضد اليهود والنصارى ولتحرير القدسوفلسطين". واختتم حديثه بالقول" لن يردعونا ولن يخوفونا وإن قتلونا أو سجنونا فهذا شرف لنا لأننا في سبيل الله ندافع عن ديننا وعن الصحابة". إلى ذلك قالت مصادر محلية أخرى إن مسلحي الحوثي توزعوا على أربعة مساجد في صعدة هي مساجد: «الزبيري، ومصعب، والحاربة، وعريمة حيدان» ووضعوا نقاطاً أمنية أمام تلك المساجد قبل صلاة الجمعة, وتلك المساجد لم يصلها نفوذ الجماعة المسلحة التي تسيطر على محافظة صعدة. من جانبه ندد مكتب حزب التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة صعدة بممارسات وجرائم الحوثيين واقتحامهم لبيوت الله أمس الجمعة. وقال البيان الصادر عن إصلاح صعدة تلقت "أخبار اليوم" نسخة منه "الاعتداءات الممنهجة والمتمثلة في مداهمة مجاميع مسلحة تابعة لجماعة الحوثي لدار مصعب لتعليم القرآن الكريم وعدد من مساجد المحافظة وإغلاق أخرى وترويع المصلين وتفتيشهم واعتقال عدد منهم وإثارة الفوضى داخل المساجد والتي أثارت حفيظة المصلين واستفزت مشاعرهم كونها تخالف الأعراف وتتناقض مع قيم التعايش والحب والعدل والتسامح التي يقوم عليها ديننا الإسلامي الحنيف وتعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الانسان, وتتنافى أيضاً مع دعواتهم المزعومة للتعايش بين الجميع ويكشف زيف ادعائهم بوجود الأمن والأمان والعدالة التي تنعم بها محافظة صعدة". وطالب البيان رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني بتحمل مسئوليتهم في الحفاظ على الحقوق والمقدسات التي كفلها الإسلام ودعت إليها التشريعات والمواثيق الدولية, وطالب أيضاً كافة القوى السياسية والمنظمات الدولية والمحلية وأعضاء مؤتمر الحوار الوطني إدانة هذه الانتهاكات والقيام بالدور المنوط بها في حماية الحقوق والحريات.