صارت عدن بمدنيتها الخلابة وشوارعها الأخاذة عبارة عن مقالب قمامة، سلب من هذه المدينة جمالها وألقها، وأفقدها رونقها وسحرها الخلاب الشيء الكثير.. أصبح تكدس القمامة وانتشار النفايات في مختلف شوارع عدن الرئيسية والخلفية ملفت بشكل كبير, مما أدى ذلك إلى انزعاج المواطنين وتعكير صفو مزاجهم وأثر على حياتهم بشكل سلبي. لا يقتصر الحديث هنا عن تجمع القمامة فقط فطفح المجاري بشكل يشبه جريان الأنهار في الأودية منحنى أخر، فوصلا إلى حد لا يجب السكوت عنه ولابد من الوقوف أمام هكذا ظواهر وقفة جادة وحازمة تجاه القائمين على صندوق النظافة وتحسين المدينة التي تخلت عن مسؤوليتها ولم تحرك أي ساكن أمام سكوت السلطة المحلية. انتشار الأمراض والأوبئة: انتشار النفايات وسريان مياه المجاري على جنبات شوارع عدن لا يعكس صورة غير حضارية عن هذه المدينة فقط وإنما يترتب على ذلك أثار سلبية مختلفة من انتشار الأمراض والأوبئة يسببه انتشار البعوض والبكتيريا والجراثيم الناجمة عن تواجد القمامة بين الناس. حاولنا التواصل كثيراً مع مدير صندوق النظافة وتحسين المدينة قائد راشد, فوعدنا بلقاء خاص معه لتسليط الضوء عن عمل الصندوق والتوضيح عن الأسباب التي منعت انتشال القمامة وتنظيف الشوارع ويقف عائقاً أمام عمل الصندوق, إلا أننا لم نتمكن من لقائه. وكشف مصدر مسئول في مكتب صندوق النظافة, فضل عدم ذكر اسمه, "أن الصندوق والقائمين عليه أصبحوا يسيرون في اتجاه معاكس لاتجاه تطلعات عملية التغيير التي تحدثها السلطة المحلية القائمة على المحافظة عامدة إلى تشويه صورة عدن وإفشال عملية التغيير"- حد قوله.. مشيراً إلى غياب الرقابة والمحاسبة وتهميش أقسام رئيسية كقسم المتابعة وقسم التقييم, إلى جانب تهميش قسم المخالفات وقسم الشرطة البيئية, والحد كذلك من صلاحيات رؤساء الأقسام. عمال النظافة: من جانب آخر يرى أحد عمال النظافة الذي أساءه توقف عمال النظافة عن العمل والقيام بواجبهم, حيث قال:" أستغرب تعمد زملائي العمال بالتوقف عن العمل وعدم القيام بواجبهم في الوقت الذي يحصلون فيه على أعلى راتب مقارنة بعمال النظافة في المحافظات الأخرى". وأضاف:" فبسبب غياب الرقابة من قبل إدارة الصندوق وعدم المحاسبة يساعد العمال على التراخي في أداء واجباتهم". ويقول المواطن/ هشام قاسم متسائلاً:" لماذا لا يقوم عمال النظافة بعملهم، فالوضع أصبح فوق المحتمل فلا نستطيع السير بسبب تناثر القمامة وطفح مياه المجاري؟". ودعا قاسم السلطة المحلية والقائمين على النظافة في عدن إلى الأخذ بعين الاعتبار حول ما آلت إليه المحافظة من تراكم للقمامة وعدم نظافة الشوارع، مشدداً عليهم العمل على تلافي ذلك والاهتمام بشكل أكبر في هذا الجانب والقيام بواجبهم على أكمل وجه.