أنهى محافظ تعز أمس الخميس تمرده على قرار الحكومة الذي قضى بنقل مدير الأمن السابق إلى محافظة الضالع وتعيين خلف له، حيث ودع المحافظ شوقي أمس العميد/ محمد الشاعري, مؤكداً أن التغيير أمر حتمي. جاء ذلك خلال حفل خطابي نظمته السلطة المحلية صباح أمس الخميس بمناسبة توديع مدير أمن المحافظة السابق العميد ركن/ محمد صالح الشاعري, واستقبال المدير الجديد العميد ركن/ مطهر علي ناجي الشعيبي, وكذا توديع قائد الشرطة العسكرية السابق بتعز العقيد/ احمد عامر مجيديع, واستقبال خلفه العقيد/ أحمد علي سعدان. وقال شوقي هائل, محافظ تعز, خلال الحفل, إن التغيير المنظم والمدروس للمسئولين في القطاعين العسكري والمدني أمر طبيعي, وهو حتمي في علم الإدارة.. مشيراً إلى أن تعز هي محافظة من محافظات الجمهورية وهي ليست ضد التغيير كما حاول البعض تصوير ذلك.. مستدركاً بالقول: لكن من المهم إبلاغ السلطة المحلية والتشاور معها قبل أي إجراء, لأن الإشكالات في الأخير تقع على كاهل السلطة المحلية. وكان المحافظ شوقي قد رفض تنفيذ قرار الحكومة بنقل مدير الأمن السابق العميد الشاعري وتعيين العميد الشعيبي خلفاً له. وفي السياق ذاته نظمت منظمة السلم الاجتماعي والتوجه المدني مساء أمس وتحت شعار "من أجل نشر ثقافة التسامح والحوار ونبذ ثقافة الكراهية والتعصب البغيض- نظمت حفل تكريم للعميد الركن/ محمد صالح الشاعري, واستقبال العميد/ مطهر الشعيبي. وفي التكريم أكد وكيل المحافظة أنس النهاري أن الجميع يدرك الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد وأهمية العمل بروح الفريق الواحد مع الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني والحزبية والشخصيات الاجتماعية من أجل حفظ الأمن والسكينة العامة والذوبان في بوتقة واحدة لتعز وأبناء تعز. بدوره أشار الدكتور/ عبدالقوي المخلافي, رئيس المنظمة, إلى أن المنظمة تسعى من خلال أنشطتها وبرامجها لتحقيق العديد من الأهداف, ومن أهمها تكوين رأي عام مستنير وواعٍ بمخاطر الانفلات الأمني وانتشار الجريمة وتأثيره السلبي على السلم الاجتماعي والعمل على تشكيل وعي موازٍ للأجهزة الأمنية بما يلبي متطلبات المرحلة. من جانب آخر أكد البيان الختامي للملتقى التشاوري الثاني للتجمع اليمني للإصلاح فرع تعز الذي انعقد يوم أمس الخميس تحت شعار "مدنية تتعزز، وأمن يستقر، وخدمات تتحسن"- أكد موقفه المبدئي وتعاونه مع السلطة المحلية في محافظة تعز ومع الأحزاب والتنظيمات الشريفة ومع عامة الشعب اليمني لمواجهة المظاهر المسلحة. ودعا السلطة المحلية للتعامل الحازم مع تلك الظاهرة وردع قوى النفوذ وعدم التهاون معها, فضلاً عن عدم تمكينها من مواقع رسمية تتخذ منها غطاءً لتخدم بقايا النظام السابق.. كما دعا المسؤولين الرسميين والشخصيات الاجتماعية والمشايخ إلى أن يجسدوا القدوة الحسنة من أنفسهم في التخلي عن أي مظاهر مسلحة وتعزيز مدنية تعز وترسيخ أمنها واستقرارها. وأدان الملتقى عمليات القتل والتقطع, والتي كان آخرها اختطاف محمد منير هائل والتقطع للحاج عبدالجبار هائل, معتبراً إياها استهدافاً للاقتصاد الوطني. وأوصى البيان بضرورة ضبط تصاريح حمل السلاح بأرقام القطع المصرح بها وضبط تحركات المرافقين وفقاً للقانون, وكذا منع العسكريين من التجوال بالسلاح إلا في المهام الرسمية وفقاً لمحرر بالمهمة وبالزي العسكري. وطالب البيان السلطة المحلية بالاهتمام بالبنية التحتية وبالخدمات التي لم يلمس المواطن أي تحسن فيها, ودعا للتصدي لما أسماها عمليات الهدم الممنهج لمقدرات الدولة من قبل بقايا النظام السابق وفلوله.. مشدداً على ضرورة إحداث تغيير حقيقي قائم على الكفاءات والنزاهة. واختتم البيان بدعوة الدولة لإنهاء الاقتتال الدامي في دماج وسحب الأسلحة المخالفة للقانون. من جانبه عزا عبدالحافظ الفقيه, رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح, بعض الأسباب التي تقف وراء ظاهرة الانفلات الأمني في المحافظة إلى وجود مخطط من قبل قوى الفساد وبقايا النظام السابق وأعداء التغيير, يستهدف تشويه الثورة والانتقام منها.. مشيراً في سياق كلمته إلى أن الإصلاح وشركائه في المشترك يضعون أنفسهم جنباً إلى جنب مع السلطة المحلية والأجهزة الأمنية من أجل استقرار وأمن المحافظة حتى تأخذ طريقها نحو الرقي والتنمية وتعويض ما فاتها من حرمان أيام النظام السابق. مضيفاً بقوله: إن التجديد يحتاج لأدوات جديدة, والتطوير يحتاج لآليات متطورة, ودماء متجددة, مع الاستفادة من أهل الخبرات والكفاءات دون إقصاء أو إبعاد إلا لمن ثبت فشله أو ظهر فساده.. داعياً في الوقت ذاته الثوار للقيام بحملة توعوية شاملة ضد المظاهر المسلحة, بالكلمة والمقالة والخطبة.. كما دعا الثوار للخروج بمسيرات سلمية للتنديد بهذه المظاهر المسلحة والمطالبة بمواجهتها بكل حزم وحسم انتصاراً لأمن المواطن والوطن وحفاظاً على السكينة العامة للمجتمع, في حال لم تعطِ هذه الوسائل ثمارها وما لم تقم الأجهزة الأمنية بواجباتها. من جانبه قال المهندس/ رشاد الأكحلي, وكيل المحافظة:" إن مرتكزات الأمن في المحافظة, المنوط به ضبط الاختلالات, هشة إلى درجة مخيفة وتفتقر إلى كثير من الجوانب التي تؤهلها لدور أمني فاعل. وأضاف في كلمة المحافظة التي ألقاها بالملتقى:" لعلنا لا نتجاوز الحقيقة إذا قلنا بأن هناك ظواهر أمنية ظهرت بالمحافظة وهي طارئة وليست متأصلة في محافظة اكتسبت أهميتها من مدنيتها, ولا شك أن الوضع المختل قد عقد المشهد وعدد المنتفعين به والقائمين بممارسته".. لافتاً إلى أن تعز كان لها فعل المبادأة الثورية في 11فبراير, لكن ما يهم الإشارة إليه اليوم هو مظاهر التشوه المستجد وهو ما يستدعي قراءة معمقة للمشهد فيها بهدف التعامل الموضوعي معه. بدوره قال أمين شرف, المسؤول السياسي بالوحدوي الناصري, في كلمة أحزاب المشترك:" نحن جميعاً مسؤولون عن هكذا وضع ابتداء بعدم القدرة على تحويل ساحة الثورة إلى مكان تصنع فيه وتحقيق ثقافة القبول ببعضنا البعض, فتركنا الفعل الثوري دون وعاء ثقافي يحتضنه ويرشده". وأضاف:" لقد غابت عن المشهد النخبة التي كان عليها أن تقف لتقرأ مجريات الأحداث, فتسعفنا بالرابط الثقافي الذي يحول حراك الثورة إلى ثقافة جمعية ومجتمعية تغلب المصلحة العامة على ما عداها". هذا وقد عقدت على هامش الملتقى ندوة تحت عنوان "تعز بين التاريخ المدني والعمق الوطني والطارئ الأمني", قدم محاورها كل من د/ عبدالله الذيفاني، ود/فؤاد البنا، وعبدالرحمن الأحمدي. إلى ذلك من المقرر أن تنظم الهيئة الشعبية لنصرة دماج مسيرة احتجاجية اليوم الجمعة في مدينة تعز للتنديد بالعدوان الحوثي على منطقة دماج والمطالبة بفك الحصار ورفع مليشيات الحوثي من محيط دماج وإنهاء العدوان.. وستنطلق المسيرة من نقطة تجمعها في منطقة "المركزي" إلى أمام مبنى المحافظة.