لم تمض أيام على تعيين المدرب التونسي فوزي البنزرتي مديرا فنيا حتى حقق الأخير إنجازا تاريخيا للكرة المغربية بقيادة فريقه الرجاء البيضاوي لنهائي كأس العالم للأندية حيث يلتقي غدا السبت على الملعب الكبير في مراكش بايرن ميونيخ الالماني بطل اوروبا الذي كان تغلب على غوانغجو الصيني بطل اسيا 3-0 الثلاثاء الماضي في اغادير. حيث بات الرجاء البيضاوي المغربي أول فريق عربي يصعد لنهائي كأس العالم للأندية لكرة القدم بعد فوزه على اتليتيكو مينيرو البرازيلي بثلاثة أهداف لهدف امس الاول الاربعاء ليكافيء نفسه بلقاء خاص مع بايرن ميونيخ بطل أوروبا، ففي مباراة حماسية تابعها أكثر من 35 ألف متفرج انتزع الرجاء اعجاب أنصاره وواصل مسيرته الموفقة ليضيف أتلتيكو مينيرو لقائمة ضحاياه بعد أن كان قد أزاح من قبل مونتيري المكسيكي وأوكلاند سيتي النيوزيلندي. وبعد انتهاء الشوط الأول بالتعادل بدون أهداف تقدم الرجاء في الدقيقة 51 عبر محسن ياجور إثر انفراد وتمريرة متقنة من عبد الإله حافظي. وأدرك أتليتيكو مينيرو التعادل عن طريق نجمه رونالدينيو في الدقيقة 63 من ركلة حرة مباشرة لكن القائد محسن متولي أعاد التقدم للرجاء في الدقيقة 84 من ركلة جزاء ونزل اتليتيكو بكل ثقله في الدقائق الأخيرة للعودة مجددا في النتيجة لكن البديل فيفيان مابيدي أضاف الهدف الثالث في الدقيقة الرابعة و الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع بعد ان ردت العارضة تسديدة متولي. وقال البنزرتي إن بلوغ فريقه للمباراة النهائية لكأس العالم للأندية لكرة القدم لم يكن صدفة، وهي المرة الأولى التي يتأهل فيها فريق عربي إلى هذا الإنجاز. وأضاف البنزرتي "أكدنا بأن تأهلنا إلى نصف النهائي لم يكن صدفة. قدمنا مباراة ممتازة جدا في جميع النواحي خاصة الدفاعية، فأتليتيكو مينيرو قوي وله لمسات برازيلية ولاعبين مميزين وبالتالي كان من الضروري وضع الخطة المناسبة لإيقاف زحفه". وكشف البنزرتي أن السر في فوز فريقه هو "التركيز القوي والمعنويات القوية والتكتل والتضامن والضغط على الفريق البرازيلي وحرمانه من تطوير أسلوب لعبه وعدم ترك المساحات". وأضاف "قدم اللاعبون الكثير وأنا سعيد لما قدموه وبتأهلهم إلى المباراة النهائية وهو إنجاز رائع علما بأننا خضنا 3 مباريات قوية في مدى 8 أيام". وأكد البنزرتي "ما حققناه شرف للكرة المغربية التي لم تعش مثل هذه الانتصارات منذ فترة طويلة. نحن قادرون على تحقيق الأفضل، فتسجيل ثلاثة أهداف في مرمى فريق كبير مثل أتلتيكو مينيرو إنجاز خارق". وأردف قائلا "كنت أؤمن بحظوظي وحظوظ فريقي عندما تسلمت المهمة، فالرجاء البيضاوي فريق كبير ويملك لاعبين كبار، وبالتالي لم يكن لدي لأي شك في قدرته على تقديم عروض جيدة وبلوغ المباراة النهائية، وأشكر الرجاء البيضاوي على منحي فرصة التواجد معه هنا في العرس العالمي". وتابع "حتى أكون صريحا، لم أكن أفكر في المباراة النهائية لأنني بطبعي أخوض مباراة، ركزنا على المباراة الأولى وكسبنا والأمر ذاته في الثانية، فيما كانت الثالثة أقوى ودخلناها بنفس العزيمة والطموح وتمكننا من الفوز أيضا". وأشار المدرب التونسي إلى أن هدفه هو إسعاد الجماهير التي يعود إليها الفضل أيضا في هذا الإنجاز، وقال "لا أفكر في نفسي، أفكر في الجماهير التي تبذل الغالي والنفيس من أجل مساندة الفريق". وبخصوص المباراة النهائية أمام بايرن ميونيخ، قال البنزرتي "من المؤكد أننا سنبذل مجهودات أكبر، ولذلك يتعين علينا استعادة حيويتنا في اليومين المقبلين، فبايرن ميونيخ فريق كبير ليس مثل الفرق الأخرى ويشرف على تدريبه مدرب كبير (الإسباني بيب غوارديولا) الذي أصبحت بصماته واضحة على أداء الفريق البافاري الذي أصبح يلعب بنفس الأسلوب الذي كان يفرضه غوارديولا عندما كان يشرف على برشلونة". وتابع "سنبذل كل ما في وسعنا لإيقاف بايرن العملاق صاحب الرباعية الموسم الماضي، فالألمان لهم شخصيتهم ويلعبون بواقعية وقتالية، سنحاول حرمانهم من تهديد مرمانا طيلة الوقت وأن نشككهم في أنفسهم، ودائما لدينا الثقة في أنفسنا وفي لاعبينا". من جهته، قال مهاجم الرجاء البيضاوي محسن ياجور الذي اختير أفضل لاعب في المباراة: "تأهلنا عن جدارة واستحقاق، لعبنا كرة قدم جميلة وحققنا الأهم ببلوغ النهائي". وأضاف "يجب أن نثق في إمكانياتنا أمام بايرن ميونيخ، فكل شيء ممكن في كرة القدم، ما يجب أن نتحلى به هو العزيمة القوية ونحن ماضون في حلمنا ولن يرهبنا أي منافس في سبيل تحقيق الحلم الذي لم ينته بعد ، وسنبذل الغالي والنفيس كي يتواصل حتى صافرة النهاية ضد البايرن،لا نستسلم أبدا ويمتلك فريقنا موارد ذهنية لا تنضب". ياجور تطرق إلي الدور الذي لعبه فوزي البنزرتي المدير الفني مع الفريق قائلاً :"صحيح أنه استطاع استخراج أفضل ما لدينا وأعاد لنا الثقة في النفس بعد سلسلة النتائج المخيبة للآمال،أضف أن له نزعة هجومية أكبر من مدربنا السابق، ولا يتوقف عن الهجوم أيا كانت وقائع المباراة". يذكر أن ياجور لعب دوراً بارزاً في تأهل الفريق لنهائي مونديال الأندية بتسجيله للهدف الأول وتسببه في ركلة جزاء جاء منها الهدف الثاني. بدورة قال رونالدينيو نجم اتلتيكو مينيرو الذي تعرض للخسارة انه "من الصعب تقبل هذه الهزيمة لكن يجب علينا الان التركيز في باقي المباريات". وأضاف انه كان لقاء متوازن حظي فيه الفريقان بفرص عديدة، قائلا "الفريقان حظيا بفرص، لكنهم كانوا أفضل في الدقائق الاخيرة من اللقاء . استغلوا يأسنا وزادوا الفارق في النهاية".