سيواجه مانشستر سيتي وليفركوزن مهمتين في غاية الصعوبة عندما يزوران أقوياء أوروبا برشلونة وباريس سان جيرمان مع تطلعهما لتعويض الهزيمة في جولة الاياب بدور الستة عشر في دوري أبطال اوروبا لكرة القدم. ويلتقي سيتي برشلونة في استاد نو كامب اليوم وهو يواجه مهمة صعبة أيضا بعدما منح هدفا ليونيل ميسي وداني الفيس تفوقا مريحا لبرشلونة قبل لقاء الاياب في حين يلعب باريس سان جيرمان على أرضه ضد باير ليفركوزن في استاد بارك دي برينس الاربعاء بعدما فاز ذهابا 4-صفر. وتمكن صعوبة مهمة مانشستر سيتي أمام برشلونة كونه يجب عليه أن يلعب بدون مدربه مانويل بيلغريني الذي سيقضي أول مباراة في عقوبة ايقافه مباراتين باستاد نو كامب اليوم، وعوقب المدرب التشيلي بعد تعليقاته حول الحكم السويدي يوناس اريكسون حيث زعم بأن قراراته في مباراة الذهاب "لم تكن نزيهة". وتشير تعليقات بيلغريني الى قرار اريكسون باحتساب ركلة جزاء وطرد مدافع سيتي مارتن دميكليس رغم أن مخالفته ضد ميسي بدت من خارج منطقة الجزاء، وتقبل المدرب البالغ عمره 60 عاما العقوبة وحول تركيزه لمباراة اليوم حيث سيسعى بيلغريني والسيتي للثأر وقال بيلغريني: "سنحاول تقديم مباراة جيدة أمام برشلونة ومحاولة الثأر والاستمرار في دوري الأبطال." ويسعى النجمان ليونيل ميسي ونيمار لتحسين صورتيهما مع فريقهما برشلونة اليوم ، ويمر اللاعبان الأمريكيان الجنوبيان بموسم أشبه بالكابوس حاليا سواء داخل الملعب أو خارجه ، ولكن الفرصة ستكون سانحة أمامهما لتغيير هذا الأمر اليوم أمام سيتي، ولن يكون أمام سيتي سوى المبادرة بالهجوم من بداية المباراة بعدما خسر مباراة الذهاب صفر / 2 على أرضه ، وهو ما قد يصب في مصلحة ميسي ونيمار بمنحهما مساحات كبيرة في الملعب للتألق. وعلقت محطة "راك - 1" الإذاعية الكاتالونية أمس الاثنين قائلة : "ستكون مباراة الأربعاء فرصة جيدة لكل منهما لتحسين موقفيهما وكسب الجماهير من جديد". وكان أداء المهاجمين الأرجنتيني والبرازيلي باهتا حيث افتقد إلى الثقة والسرعة يوم السبت الماضي عندما خسر برشلونة بهدف نظيف أمام بلد الوليد في الدوري الأسباني . كما أهدر كلاهما العديد من الفرص الجيدة لإدراك التعادل. ولم تحقق خطة برشلونة لجمع نيمار مع ميسي في واحدة من أكثر الثنائيات إثارة في العالم أهدافها المرجوة منها حتى الآن. ولكن في الواقع،أنهما لم يلعبا سويا سوى في مناسبات محدودة وذلك لعدة أسباب. لقد كان هذا الموسم بكل المقاييس هو الأسوأ بالنسبة لميسي منذ أن لعب مباراته الأولى مع برشلونة كلاعب يافع نحيف في 2004 وعمره 17 عاما. فقد بدأ الأمر بملاحقة السلطات الأسبانية له بتهمة التهرب الضريبي مما تطلب من اللاعب الأرجنتيني دفع مبلغ هائل على سبيل المصالحة. وبعدها تعرض ميسي لسلسلة من الإصابات العضلية المؤلمة وقرر قضاء شهرين من النقاهة والراحة في الأرجنتين ، الأمر الذي أثار غضب العديد من جماهير برشلونة. وخلال فترة غيابه الطويلة ، تساءل خافيير فاوس نائب رئيس برشلونة بشكل علني عن ضرورة زيادة راتب ميسي حتى يظل متقدما على البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد في قوائم أكثر اللاعبين دخلا. ثم انتزع رونالدو بعدها من ميسي جائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم والتي احتكرها اللاعب الأرجنتيني طوال السنوات القليلة الماضية. وبدا ميسي بطيئا وغير واثق من نفسه عندما عاد إلى الملاعب في يناير الماضي ، ليتقدم عليه رونالدو بفارق كبير سواء في قائمة هدافي الدوري الأسباني أو قائمة هدافي دوري الأبطال. بالإضافة إلى ذلك ، بدأ ميسي التقيؤ في الملعب أثناء المباريات مما أثار التكهنات حول حالته الصحية. كما ترددت شائعات عن استعداد اللاعب الأرجنتيني للرحيل عن برشلونة مقابل مبلغ قياسي ، وهو الأمر الذي لم يكن من الممكن أن يتم طرحه قبل ستة أشهر. وحاول جوسيب ماريا بارتوميو رئيس برشلونة الجديد دحض هذه الشائعات أمس عندما قال : "إن ميسي هو أفضل لاعب في العالم. ويقول الأطباء إن تكرر تقيؤه في الملعب ليس بالأمر المهم". وأضاف : "لا أعتقد أنه يريد الرحيل عن برشلونة. أما إذا أراد الرحيل في يوم ما فسنعمل على إثنائه عن رأيه". ولخصت صحيفة "ماركا" المدريدية ما يمر به ميسي حاليا عندما جاء العنوان الرئيسي لها اليوم الثلاثاء : "أحلك ساعات ميسي". من ناحية أخرى ، مر نيمار بموسم أكثر سوءا من ميسي حيث كان عليه التأقلم في بلد جديد ثم وجد نفسه في قلب عاصفة قانونية غير متوقعة حول النفقات الحقيقية التي تكبدها برشلونة لضم اللاعب لصفوفه. فقد تقدم خوردي كاسيس عضو نادي برشلونة بدعوة قضائية لدى المحكمة العليا في أسبانيا تتهم رئيس برشلونة السابق ساندرو روسيل بأنه أخفى التكاليف الحقيقية لضم نيمار من نادي سانتوس البرازيلي ، مما أدى إلى استقالة روسيل على نحو غير متوقع في يناير الماضي. وادعى نيمار بأن هذه المشكلة القانونية لم تؤثر على أدائه ولكنه مع ذلك ظهر بمستوى بالغ السوء. فقد سجل سبعة أهداف فقط في 20 مباراة ، وابتعد عن الملاعب لمدة شهر لإصابته بإلتواء في كاحله. ولم يكن لنيمار أي تأثير يذكر أمام بلد الوليد حيث ظل مقيدا في الجناح الأيسر من الملعب مما دفع خيراردو مارتينو مدرب برشلونة الذي يواجه ضغوطا من ناحية أخرى لاستبدال اللاعب بعد أقل من ساعة على انطلاق المباراة لكن نيمار إلى جانب ميسي ستسنح له فرصة جيدة لتحسين صورته من جديد أمام سيتي على أمل أن يحسن استغلالها هذه المرة. من جهته شعر سمير نصري لاعب وسط مانشستر سيتي بإحباط كبير بعد الخروج غير المتوقع لناديه من كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أمام ويجان أثليتيك لكنه أبدى دعمه لفريقه للتعافي سريعا عن طريق الفوز اليوم على برشلونة الإسباني الذي لا يمر أيضا بأفضل حالاته، وشعر نصري - صاحب هدف سيتي الوحيد في المباراة التي انتهت بالخسارة 2-1 أمام ويجان يوم الأحد الماضي - أن فريقه "استيقظ بعد 65 دقيقة" من مباراة دور الثمانية لكنه اعترف بأن ناديه قدم "أداء سيئا". لكن لا يوجد أمام سيتي سوى فترة محدودة للبكاء على الخروج لأنه سيكون في مهمة صعبة في إسبانيا عندما يحاول قلب تأخره 2-صفر أمام برشلونة على أمل بلوغ دور الثمانية لدوري الأبطال. ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن نصري قوله "نشعر بإحباط كبير لأننا خسرنا مرتين أمام ويجان في كأس الاتحاد الإنجليزي. من الصعب تقبل ذلك وأضاف "يبدو وكأن كأس الاتحاد الإنجليزي يأتينا على طبق لكننا نرفض قبوله. في المران سنفكر في برشلونة وكيفية الخروج بنتيجة إيجابية وأي شيء يمكن أن يحدث في كرة القدم. شاهدت (برشلونة) هذا الأسبوع أمام بلد الوليد. هذا أظهر أنه فريق من البشر ولا أحمل ذكريات جيدة لكن مستوى برشلونة كان أفضل مما هو عليه الآن. لعبنا حينها ضد ميسي الذي لم يكن عاديا وسجل أربعة أهداف وأتمنى ألا يتكرر ذلك. وفي المباراة الأخرى اليوم يستضيف باريس سان جيرمان متصدر دوري الدرجة الأولى الفرنسي باير ليفركوزن صاحب المركز الثالث في دوري الدرجة الأولى الالماني وهو مرتاح لمعرفة أن مفاجأة ضخمة فقط ستمنعه من بلوغ دور الثمانية للعام الثاني على التوالي. ويمر زلاتان ابراهيموفيتش بحالة تألق في البطولة هذا الموسم حتى الآن وسجل عشرة أهداف بينهم هدفان في لقاء الذهاب ليتأخر فقط عن كريستيانو رونالدو متصدر قائمة الهدافين.