سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شباب الثورة بصنعاء يحيون مجزرة الكرامة بمسيرة نعوش إلى أمام منزل الرئيس طالبوا بالقصاص من القتَلَة واستعادة الأموال المنهوبة والإفراج عن معتقلي الثورة..
احتشد مئات الآلاف من شباب الثورة عصر أمس في شارع الستين بالعاصمة صنعاء" إحياءً للذكرى الثالثة للمجزرة جمعة الكرامة التي وقعت في 2011 وراح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى من شباب ثورة التغيير السلمية. ونظّم مجلس شباب الثورة السلمية مسيرة حاشدة اطلق عليها مسيرة النعوش ،حمل خلالها الشباب43 نعشاً تجسيداً لعدد الشهداء الذين سقطوا في جمعة الكرامة حيث انطلقت المسيرة من المكان نفسه الذي سقط فيه الشهداء بساحة التغيير بصنعاء الى أمام منزل الرئيس هادي . ودعا المجلس في بيان أصدره بالتزامن مع الذكرى الثالثة لجمعة الكرامة السلطة السياسية وفي مقدمتها رئيس الجمهورية والحكومة إلى استشعار المسؤولية الوطنية الملقاة عليهم تجاه الوطن وتجاه شهدائه العظام، وتلافي جميع الاخطاء السابقة التي يدفع الوطن ثمنها حتى اللحظة، وفي المقدمة منها تعاطي جميع الاطراف مع قضية العدالة. وخاطب المجلس في بيانه جميع أبنا شعبنا اليمني إلى الادراك جيداً بان مسؤوليتهم الوطنية والأخلاقية اليوم تقتضي الوفاء لدماء شهداء الركامة وتحقيق جميع اهداف ثورة فبراير العظيمة. وطالب المجلس خلال مسيرة النعوش هادي بإقالة النائب العام وإرساء قواعد العدالة المعبرة عن كل اليمنيين ، مؤكداً على ضرورة تنفيذ مقتضيات العدالة بشكل عاجل والتعاطي الجاد مع هذا الملف من خلال تشكيل لجنة التحقيق في انتهاكات 2011م بشكل عاجل. وطالب المتظاهرون برفع الحصانة عن الرئيس السابق ومحاكمته على الجرائم التي ارتكبها في حق شباب الثورة واستعادة الأموال المنهوبة وسرعة الإفراج عن معتقلي الثورة . وردد المتظاهرون في المسيرة الحاشدة شعارات تطالب بمحاكمة الرئيس السابق ورموز نظامه على الجرائم التي ارتكبوها وكانت مذبحة جمعة الكرامة أبرز تلك الجرائم، مؤكدين على مواصلة العمل الثوري حتى تحقيق العدالة والوفاء للشهداء الثورة . ورفع المتظاهرون في المهرجان الخطابي صور شهداء جمعة الكرامة وشعارات تؤكد على استمرار العمل الثوري حتى تحقيق كامل اهداف الثورة بما فيها محاكمة المجرمين المتورطين في المذبحة. وفي المهرجان عبّر أهالي شهداء جمعة الكرامة عن إصرارهم على التمسك بحقهم القانوني في تقديم القتلة إلى العدالة ومحاكمتهم . من جهة أخرى اعتبرت تنظيمية الثورة مجزرة جمعة الكرامة، نقطة تحول فارقة في مسيرة الثورة باعتبار أنها أماطت اللثام عن الوجهِ الإجرامي للرئيس السابق ورموز نظامه الذين خططوا ونفذوا لارتكاب جريمتهم البشعة التي سقط فيها العشرات من الشهداء والجرحى بالرصاص الحي. وقالت تنظيمية الثورة: إن مجزرة الكرامة تمت بإشرافٍ مباشر ممّن وصفته بالسفاح لتنفيذ جريمته على الأرض، والإشراف عليها من الجو في واحدةٍ من أبشع المجازر التي ارتكبها طوال فترة حكمه. وأضافت تنظيمية الثورة: إن دماء الثوار لم تجف بعد في ظل بقاء القتلة طلقاء يمارسون الصلف ، ويحدثون الفوضى ، ويعيقون مسيرة التغيير مستقوين بما نهبوه من ثروات الوطن . وذكرت تنظيمية الثورة أن العدالة تقتضي تقديم القتلة للمحاكمة على ما اقترفوه من جريمةٍ بشعةٍ انتصارا للدماء التي سُفكت، وللأمهاتِ الثكالى اللاتي قُهرن على فقدان أبنائهن، وللحرائر اللاتي ترملن ، ولليتامى من أبناء الشهداء , ولأنّات الجرحى ، ومعتقلي الثورة الذين ما زالوا خلف القضبان ، ولأهداف الثورة التي ضحوا من أجلها . وطالبت تنظيمية الثورة بإقالة النائب العام وتقديمه للمحاكمة باعتباره منكراً للعدالة ومُعيقاً للانتقال السياسي على قاعدة التغيير وتطبيق أحكام قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2140) عليه. كما طالبت بالقبض القهري على علي عبدالله صالح وكافة المشمولين بقرار محكمة غرب الأمانة لسنة 2013م والحجز على ممتلكاتهم، ومنعهم من السفر، والبدء في التحقيق معهم تمهيداً لمحاكمتهم إضافة إلى سرعة تنفيذ قرار مجلس الأمن بخصوص إنشاء لجنة التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان ضد شباب الثورة في العام 2011م والتعجيل بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وإطلاق المعتقلين من شباب الثورة وتكريم أسر الشهداء والجرحى وضمان تقديم الرعاية الكاملة لهم والبدء بإجراءات استعادة الاموال والأراضي المنهوبة في الداخل والخارج وإقرار يوم (11فبراير) عيداً وطنياً للثورة الشبابية الشعبية السلمية, باعتبارها امتداداً لثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين. وألقت نُهى ابنة الشهيد الصحفي جمال الشرعبي كلمة دعت فيها أبناء الشعب اليمني إلى الصبر والتحمل، مؤكدة أن المشوار ما زال طويلا. وفي الكلمة التي عبّرت عن حزنها لاستمرار القتلة في التربُّع على عروشهم، أكدت استمرار الثورة حتى إسقاط تلك العروش والمؤامرات التي يخطط لها المبغضون لهذا الوطن الحبيب كما سقط ذلك الجدار الهش في جمعة الكرامة. وخاطبت الجماهير الغفيرة التي أحيت الذكرى الثالثة لجمعة الكرامة قائلة: "إنني أحس بتعب والدي الحبيب وأسمعه وهو يقول: ياشباب إلى الأمام لا تتراجعوا, فها هم الشباب يجددون العهد معكم أنهم لا يزالون سائرين على الدرب في تحقيق الهدف وأن يحموا الهدف والوطن. وأوضحت ابنة الشهيد الشرعبي الذي سقط وهو يوثق لحظات قنص القتلة لشباب الثورة، "إن ذكرى جمعة الكرامة تعود معها صور أحباب فقدناهم لكنهم أحياء بيننا الآن". وخاطبت نُهى والدها الشهيد قائلةً: "لقد سقتنا أرواحكم حباً وفداء للوطن بأن نسير على دربكم غير أنكم سبقتمونا ونحن لاحقون بكم إن شاء الله". كما خاطبت الرئيس هادي قائلة: "لا تخن هذه الأمانة فأنت راعٍ ومسؤول عن الرعية, فدم أبي والشهداء في عنقك فإما أن تقوم بمسؤوليتك وإما أن تتركنا فنحن شعب صانعي المعجزات".