شاركت حشود غفيرة في العاصمة صنعاء، بعد عصر اليوم الثلاثاء، في المهرجان الثوري الحاشد، في شارع 11فبراير "الستين سابقاً" احياءً للذكرى الثالثة لمجزرة جمعة الكرامة 18مارس 2011. واحتشد مئات الآلاف في المهرجان، متعهدين بالوفاء لتضحيات الشهداء والجرحى، والمعتقلين والمخفيين قسراً، بالعمل على تحقيق أهداف الثورة التي ضحوا من أجلها. ورفع المشاركون في المهرجان الخطابي صور شهداء جمعة الكرامة، وشعارات تؤكد استمرار العمل الثوري حتى تحقيق كامل اهداف الثورة بما فيها محاكمة المجرمين المتورطين في المذبحة وفي مقدمتهم المخلوع. ورددت حشود الكرامة هتافات ثورية، مؤكدين تمسكهم بمطالبهم في سرعة محاكمة من ارتكبوا مجزرة جمعة الكرامة بحق شباب الثورة، وكل القتلة الذين شاركوا في قتل المتظاهرين، وطالبوا بالقبض على المخلوع ومن شملهم قرار اتهام محكمة غرب الأمانة، فيما تعهد أسر الشهداء، بمحاكمة كل القتلة أمام القضاء الدولي، إذا عجز القضاء المحلي عن القصاص لهم. وطالب المشاركون في المهرجان الثوري الكبير بإقالة النائب العام، وتقديمه للمحاكمة، باعتباره منكراً للعدالة، مؤكدين إن عرقلته للعدالة تستوجب إقالة ومحاكمته. وطالب شباب الثورة بتنفيذ قرار مجلس الأمن، وتسمية أعضاء لجنة التحقيق في انتهاكات 2011، كما جددوا مطالبتهم بإعلان 11 فبراير من كل عام يوماً وطنياً. وشدد الحشد الثوري على العمل على سرعة استرداد الأموال المنهوبة، وحجز ممتلكات المخلوع، ومنعه من السفر وتقديمه للمحاكمة. كما دعوا لإطلاق معتقلي الثورة السلمية، الذين لا يزالون في السجون، والكشف عن المخفيين قسراً، مؤكدين على سرعة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وبسط سيطرة الدولة على كامل الأرض اليمنية، وتفكيك ميليشيات الجماعات المسلحة، ونزع أسلحتها. مطالب أهالي الشهداء وفي المهرجان القت الطفلة "نهى" نجلة الشهيد الصحفي جمال الشرعبي كلمة عبرت عن حزنها لاستمرار القتل في التربع على عروشهم، اكدت استمرار الثورة حتى إسقاط تلك العروش والمؤامرات التي يخطط لها المبغضون لهذا الوطن الحبيب كما سقط ذلك الجدار الهش في جمعة الكرامة. ودعت نهى فيه ابناء الشعب اليمني إلى الصبر والتحمل، وقالت ان المشوار ما زال طويل، وخاطبت الحشد بالقول "انني احس بتعب والدي الحبيب واسمعه وهو يقول: ياشباب الى الامام لا تتراجعوا. فهاهم الشباب يجددون العهد معكم انهم لا يزالون سائرين على الدرب في تحقيق الهدف وأن يحموا الهدف والوطن". واوضحت ابنة الشهيد الشرعبي الذي سقط وهو يوثق لحظات قنص القتلة لشباب الثورة، أن ذكرى جمعة الكرامة تعود معها صور احباب فقدناهم لكنهم احياء بيننا الآن. وخاطبت نهى والدها الشهيد قائلة "لقد سقتنا ارواحكم حبا وفداء للوطن بان نسير على دربكم غير انكم سبقتمونا ونجن لاحقون بكم ان شاء الله". وخاطبت الرئيس هادي قائلة "لا تخن هذه الامانة فانت راع ومسؤول عن رعيته فدم ابي والشهداء في عنقك فإما ان تقوم بمسؤوليتك واما ان تتركنا فنحن شعب صانعي المعجزات". التنظيمية تطالب بالعدالة من جهة أخرى اعتبرت تنظيمية الثورة مجزرة جمعة الكرامة ، نقطة تحول فارقة في مسيرة الثورة باعتبار انها كشفت اللثام عنن الوجهِ الإجرامي للمخلوع وأزلام نظامه الذين خططوا ونفذوا لارتكاب جريمتهم البشعة التي سقط فيها العشرات من الشهداء والجرحى بالرصاص الحي المباشر وقالت تنظيمية الثورة أن مجزرة الكرامة تمت بإشرافٍ مباشر من السفاح لتنفيذ جريمته على الأرض ، والإشراف عليها من الجو في واحدةٍ من أبشع المجازر التي إرتكبها طوال فترة حكمه. وأضافت تنظيمية الثورة أن دماء الثوار لم تجف بعد في ظل بقاء القتلة طلقاء يمارسون الصلف ، ويحدثون الفوضى ، ويعيقون مسيرة التغيير مستقويين بما نهبوه من ثروات الوطن . وأعربت تنظيمية الثورة أن العدالة تقتضي تقديم القتلة للمحاكمة على ما اقترفوه من جريمةٍ بشعةٍ إنتصاراً للدماء التي سفكت، وللأمهاتِ الثكالى اللآتي قهرن، وللحرائر اللآتي رملن، ولليتامى من أبناء الشهداء ولأنات الجرحى، ومعتقلي الثورة الذين ما زالوا خلف القضبان، ولأهداف الثورة التي ضحوا من أجلها . وطالبت تنظيمية الثورة بإقالة النائب العام وتقديمه للمحاكمة باعتباره منكراً للعدالة ومُعيقاً للانتقال السياسي على قاعدة التغيير وتطبيق أحكام قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2140) عليه. كما طالبت بالقبض القهري على المدعو علي صالح وكافة المشمولين بقرار محكمة غرب الأمانة لسنة 2013م والحجز على ممتلكاتهم ، ومنعهم من السفر ، والبدء في التحقيق معهم تمهيداً لمحاكمتهم إضافة إلى سرعة تنفيذ قرار مجلس الأمن بخصوص إنشاء لجنة التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان ضد شباب الثورة في العام 2011م والتعجيل بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وإطلاق المعتقلين من شباب الثورة وتكريم أسر الشهداء والجرحى وضمان تقديم الرعاية الكاملة لهم والبدء بإجراءات استعادة الاموال والأراضي المنهوبة في الداخل والخارج وإقرار يوم (11فبراير) عيداً وطنياً للثورة الشبابية الشعبية السلمية , باعتبارها امتداداً لثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.