أحيا اليمنيون اليوم الأحد الذكرى الأولى لمجزرة جمعة الكرامة بمهرجان كرنفالي في صنعاء وتظاهرات حاشدة في عدد من المدن اليمنية. وتعهد اليمنيون في مختلف الساحات اليمنية بالوفاء لدماء شهداء الثورة والسعي لتحقيق الأهداف التي ضحوا من أجلها. وأعلنت تنظيمية الثورة في صنعاء خلال المهرجان الكرنفالي الحاشد الذي شهده شارع الستين عصر اليوم، تاريخ الثامن عشر من مارس من كل عام يوما وطنيا للثورة الشبابية الشعبية السلمية. كما دعت إلى تصعيد ثوري لتحقيق ما تبقى من أهداف ثورة التغيير السلمية وفي مقدمتها إسقاط بقايا العائلة وهيكلة الجيش، متعهدة بالعمل من أجل محاكمة صالح ورموز نظامه المتورطين في قتل شباب الثورة، والإفراج عن بقية المعتقلين في سجون العائلة وإعادة المبعدين قسرا من وظائفهم بسبب الثورة. وطالبت تنظيمية الثورة حكومة الوفاق بتوفير الرعاية الكاملة لأسر شهداء وجرحى الثورة وتكريمهم واسرهم عرفنا بتضحياتهم من أجل إنقاذ اليمن. وشهد المهرجان الذي افتتح واختتم بالسلام الوطني بحضور لافت للمرأة، عروضا كرنفالية شارك فيها أطفال واسر الشهداء والجرحى والمعاقون والمفرج عنهم من المعتقلون، وأخرى للأطباء والجيش المؤيد للثورة وأساتذة الجامعات والقضاة والمحامون والمرأة. وردد المشاركون في مهرجان الوفاء بصنعاء قسم الوفاء للشهداء، معاهدين الله فيه بألا يخونوا دماء الشهداء وأن يكونوا على قتلهم ثائرين، متعهدين بمحاكمة القتلة وتحقيق بقية أهداف الثورة التي استشهدوا في سبيل تحقيقها. وكانت محافظات تعز والضالع والبيضاء ومأرب وحجة شهدت صباح اليوم مسيرات حاشدة ومهرجانات بيوم الوفاء للشهداء، في حين شهدت الحديدةوذمار فعاليات مماثلة مساء اليوم، ضمن حملة وفاء تستمر لأسبوع عبر فعاليات متنوعة بمختلف ساحات الحرية وميادين التغيير. انتفاضة غضب في تعزوالحديدة وانتفضت مدينة تعز صباح اليوم في مسيرة غضب شارك فيها مئات الالاف من أبناء المحافظة وفاءا لشهداء جمعة الكرامة. في حين شهدت مدينة الحديدة انتفاضة مماثلة مساء اليوم للغرض بذكرى جمعة الكرامة. وردد المتظاهرون في مسيرة تعز التي انطلقت من تقاطع وادى القاضي وجابت الشوارع وصولا إلى مبنى المحافظة شعارات تطالب باسقاط حصانة صالح ومعاونيه ومحاكمتهم على جرائمهم في قتل شباب الثورة. كما رددوا شعارات تطالب رئيس الجمهورية هادي بسرعة هيكلة الجيش وإقالة أقارب المخلوع صالح من الجيش الأمن. كما نددوا بما يحدث في أبين. مطالبين حكومة الوفاق بسرعة توفير الخدمات الأساسية للمواطنين. معبرين في السياق ذاته عن ارتياحهم لقرار رئيس الجمهورية باعتبار شهداء الثورة السلمية شهداء الوطن، معتبرين ذلك خطوة متقدمة نحو الاعتراف بالثورة. مهرجانات في الضالع وذمار ومأرب والبيضاء أحيا ثوار الضالع وذمار ومأرب ذكرى جمعة الكرامة بمهرجانات فنية وخطابية اعقبته مسيرات جماهيرية حاشدة دعت لمحاكمة القتلة. وفي المهرجان ألقيت العديد من القصائد الشعرية أهمها قصيدة للدكتور "محمد مسعد العودي" وأخرى للشاعر "عبده صالح المشرقي" كما ألقى الشاعر الشعبي "مجيب الرحمن غنيم" باقة من قصائده الشعرية الشعبية نالت استحسان المشاركين وإعجابهم ، فيما قدمت فرقة شذى الفنية عدد من الأناشيد الثورية الحماسية . وتعهد ثوار البيضاءوذمار ومأرب برفع الحصانة عن المخلوع علي صالح ومحاكمته هو وكل المتورطين في سفك دماء الشهداء. كما طالبوا إلقاء القبض على القتلة والمتورطين بأعمال العنف والإجرام وتقديمهم للعدالة وسرعة هيكلة الجيش والأمن على أسس مهنية ووطنية بعيدا عن الولاء الشخصي أو القبلي ووضع ضمانات لا تسمح بعودة الرموز الأسرية من جديد قبل الدخول في الحوار الوطني الشامل. وفيما دان ثوار الضالع كل أعمال العنف والفوضى والاختطاف من أي جهة صدرت وفي أي مكان، طالب الثوار كشف الحقائق كاملة للشعب فيما توصلت إليه اللجنة المكلفة بأحداث أبين وغيرها وفضح المتسببين والمتورطين فيها. وطالبوا بعودة الكهرباء للخدمة كاملة دون انقطاع وضبط المتسببين في أعمال التخريب والتفجيرات التي تطال كابلات الكهرباء.
وفي ذمار أحيا شباب الثورة، في ساحة التغيير، الذكرى الأولى لشهداء جمعة الكرامة، بمهرجان جماهيري حاشد، حضره الآلاف، مجددين العهد لشهداء الثورة، بأن القتلة لن يفلتوا من العقاب. ورفع المشاركون في مهرجان "عهداً لشهداء الكرامة" صور شهداء الكرامة من أبناء محافظة ذمار، الذين سقطوا في جمعة الكرامة، 18مارس، من العام الماضي، وهتفوا بالوفاء لشهداء وجرحى الثورة السلمية، وتقديم القتلة والمجرمين، وعلى رأسهم المخلوع صالح إلى المحاكمة. وطالب ثوار ذمار، باسقاط الحصانة، عن المجرم علي صالح وعصابته، الذين أرتكبوا أبشع الجرائم وحسية ودموية، وتقديمهم للمحاكمة، مؤكدين على أن دماء الشهداء لا يمكن التفريط فيها. وفي كلمته عن أسر شهداء جمعة الكرامة، أكد الشاب صادق السليماني "شقيق الشهيد محمد السليماني" إن دماء الشهداء الطاهرة، هي من ستطهر البلاد من الطغاة والمستبدين والفاسدين، وتهيئ للشعب ليعيش بكرامة، مشيراً إلى أن الدماء ترخص من أجل الوطن.
وخاطب السليماني، المخلوع وعصابته "نذكر القتلة بأنهم لن يفلتوا من العقاب، وأننا سنلاحقهم أينما ذهبوا" مطالباً بالعمل على اسقاط الحصانة التي منحت لصالح ومعاونيه، مؤكداً أنها لا تعني شيئاً لأسر الشهداء. وأضاف "وإننا اليوم على استعداد للتضحية بأغلى ما نملك من أجل الوطن". وتخلل الحفل قصائد شعرية، ووصلات فنية، عكست التضحيات الجسيمة لشباب الثورة السلمية، في مقابل الجرائم التي ارتكبها نظام المخلوع، كما هتف الحشد مؤكدين على استمرار الثورة، حتى تحقيق كامل أهدافها، وقاطعين العهد للشهداء بالسير حتى تحقيق حلم الشعب اليمني، في العيش بحرية، وحياة كريمة، في ظل دولة مدنية.