في احتفال كرنفالي وعرض عسكري مهيب شهد شارع الستين وسط العاصمة اليمنية صنعاء عصر اليوم الأحد مهرجاناً حاشداً إحياء للذكرى السنوية الأولى ل"جمعة الكرامة" الذي يصادف الثامن عشر من مارس، وهو اليوم الذي استشهد فيه 56 شاباً من شباب الثورة اليمنية. واعتبرت اللجنة التنظيمة للثورة الشعبية في بيان لها اليوم أن يوم الثامن عشر من شهر مارس من كل عام يوماً وطنياً للثورة الشبابية الشعبية، وتكريما شهداء الثورة الشبابية الشعبية وإنشاء مؤسسة وطنية لرعاية أسر الشهداء وتعويضهم تعويضاً عادلاً يليق بمكانتهم وتضحياتهم في سبيل الثورة وأهدافها، إضافة إلى إلتزام الحكومة بتوفير الرعاية الطبية الكاملة لجرحى الثورة ورعاية أسرهم وتعويضهم تعويضاً عادلاً والإهتمام الخاص بمن تحولوا إلى معاقين بفعل الإصابة. وتعهدت اللجنة التنظيمية بتصعيد ثوري قادم حتى يتم التجاوب مع مطالب شباب الثورة المتمثلة في "إلقاء القبض قهراً على المخلوع علي عبدالله صالح وجميع شركائه في جمعة الكرامة تمهيداً لمحاكمتهم، وإقالة جميع أقاربه من مناصبهم العسكرية والأمنية والمدنية وتنفيذ المرحلة الأولى من إعادة هيكلة الجيش وبما يمكنه من حماية الدولة بدلاً من تجييره لحماية العائلة" وفق تعبير البيان. وأوضحت أن تضحيات جمعة الكرامة التي أسقطت صالح من كرسي الحكم، تضعنا جميعا أمام مسؤولية عدم التفريط في دماء الشهداء من بقايا النظام التي قالت أنها لازالت على "ذات الكرسي وستبقى عليه إلى أن يتم القصاص لهم من السفاح صالح وكل من شاركه جريمته". وقد اكتظ شارع الستين بصنعاء مساء اليوم الأحد بالآلاف للمشاركة في الحفل الذي نظمه شباب الثورة لإحياء الذكرى الأولى لمجزرة الكرامة التي راح ضحيتها أكثر من 56 شهيداً ومئات الجرحى. وقد شهد الإحتفال عرضاً عسكريا للقوات المؤيدة للثورة من أفراد الفرقة الأولى مدرع، وقوات من الأمن المركزي، وشرطة النجدة والقوات الجوية، ومعهد الدفاع الجوي، والقوات الخاصة والحرس الجمهوري. ويأتي إحياء الذكرى السنوية الأولى تخليداً لشهداء الثورة والتذكير بالحادث الذي وصف ب "المجزرة الدموية" ضد شباب ساحة الاعتصام بصنعاء بداية الاحتجاجات التي اجتاحت مدن يمنية عدة ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي تنحى عن السلطة تحت الضغط الشعبي المتزايد خلال الفترة الأخيرة من عمر الانتفاضة الشعبية. وفي مدينة البيضاء أحيا الآلاف بساحة أبناء الثوار الذكرى الأولى لمجزرة الكرامة التي ارتكبها نظام علي صالح ضد المعتصمين بساحة التغيير بصنعاء. فيما خرج الآلاف من ثوار وثائرات محافظة عدن عصر اليوم في مظاهرة حاشدة جابت شوارع مدينة كريتر وطالب بملاحقة القتلة وإسقاط الحصانة الممنوحة لصالح ورموز نظامه. وأصدرت القوى الثورية في عدن بياناً رحبت فيه بالقرار الجمهوري باعتبار شهداء الثورة شهداء الوطن، مطالبين اعتبار جميع شهداء الحراك الجنوبي شهداء للوطن –أيضا- وتقديم تعويضات تليق بأسر الشهداء وترقى إلى مستوى التضحيات. كما طالب البيان الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني أن يكونوا عند مستوى المسؤولية والتحدي وتحقيق كامل أهداف الثورة، وتحقيق كافة رغبات الشعب الذي منحهم الثقة للخلاص من الظلم والاستبداد والفساد. وفي محافظة الضالع أحيا عشرات الآلاف من ثوار وأنصار الثورة السلمية جمعة الكرامة بحفل فني وخطابي شارك فيه أبناء جميع مديريات المحافظة التسع، طالبوا فيه بإسقاط الحصانة عن صالح ومحاكمته، داعين إلى سرعه هيكلة الجيش وانجاز كافة أهداف الثورة. جماهير حاشدة في تعزوالحديدة وخرج الآلاف من ثوار محافظة تعز صباح اليوم في مسيرة غضب وفاء لشهداء جمعة الكرامة. في حين شهدت مدينة الحديدة انتفاضة مماثلة مساء اليوم لإحياء ذكرى الكرامة. وطالب المتظاهرون في تعز باسقاط حصانة صالح ومعاونيه وإقالة أقارب صالح من الجيش الأمن. *صور *عدسة الزميل محمد العماد