منذ أن كان لاعبا، دأب الألماني يورجن كلينسمان المدير الفني الحالي للمنتخب الأمريكي لكرة القدم على أن يفعل أي شيء يوكل إليه بأسلوبه الخاص المبتكر ولم يخطئ أسلوب كلينسمان في تحقيق الأهداف التي سعى إليها حيث اتسم هذا الأسلوب دائما بالسرعة والذكاء والطاقة المتفجرة، ومن خلال هذا الأسلوب توج كلينسمان هدافا في بطولات الدوري الأوروبية الكبيرة ونجح في مهمته كمدير فني للمنتخب الألماني حيث أنعش قوة المنتخب الألماني وأعاد إليه الحياة بعدما بدا منهكا لسنوات، وقال داماركوس بيسلي نجم خط وسط المنتخب الأمريكي: "إنه مختلف ولكنه اختلاف جيد.. إنه مفعم بالحياة دائما. إنه يضحك دائما ويبتسم دائما ويتسم دائما بالحيوية والنشاط والفعالية". وعلى مدار مسيرته الرياضية ، كان كلينسمان يفعل الأشياء بشكل مختلف عن الجميع وخلال مسيرته كلاعب قاد هجوم كل من شتوتجارت الألماني وانتر ميلان الإيطالي وموناكو الفرنسي وتوتنهام الإنجليزي وبايرن ميونيخ الألماني وسامبدوريا الإيطالي، ولم يكن بالإمكان إيقاف خطورته، وفي واحدة من أشهر وأبرز مبارياته، قاد كلينسمان بمفرده هجوم المنتخب الألماني أمام نظيره الهولندي في دور الثمانية لبطولة كأس العالم 1990 بإيطاليا بعد طرد شريكه في هجوم الفريق ووصفت صحيفة "سودويتشه تسايتونج" الألمانية أداء كلينسمان في هذه المباراة بأنه "أداء متكامل" حيث سجل الهدف الوحيد للمباراة وأثار القلق والإزعاج في دفاع المنتخب الهولندي على مدار المباراة. وفاز كلينسمان بلقب هذه البطولة مع المنتخب الألماني وحظي كلينسمان أيضا بالعديد من الصداقات لتعامله الرائع مع الجميع والذي يتسم بالكياسة والفهم. وعندما انتقل من ألمانيا للعب في صفوف انتر ميلان الإيطالي، نال احترام كثير من الإيطاليين بعدما تعلم اللغة الإيطالية سريعا وبعدها، انتقل كلينسمان إلى توتنهام الإنجليزي ونزع فتيل العداء من جانب المشجعين الإنجليز تجاه الألمان بتسجيله لهدف في أولى مبارياته مع الفريق واتجاهه إلى الجماهير زاحفا للاحتفال معهم وبعد اعتزاله اللعب، قرر كلينسمان سريعا ترك حياته كلاعب كرة قدم مشهور وتوجه إلى جنوب كاليفورنيا عام 1998 ليعيش حياة هادئة مع زوجته الأمريكية وطفليه بعيدا عن الحياة الصخبة في ألمانيا ولكنه اضطر بعدها بسنوات قليلة للعودة إلى هذه الحياة الصاخبة واستئناف مسيرته مع كرة القدم من خلال توليه منصب المدير الفني للمنتخب الألماني. وجرى تعيين كلينسمان مدربا للفريق بشكل مفاجئ وبهدف إعداد الفريق لبطولة كأس العالم 2006 بألمانيا، وأكد كلينسمان على استمرار مقر إقامته بالولاياتالمتحدة والسفر عبر المحيط الأطلسي إلى أوروبا لقضاء فترات عمله مع المنتخب الألماني، وكان الفريق في أدنى مستوياته عندما تسلم كلينسمان المهمة ولكنه لجأ سريعا إلى القضاء على ظاهرة الاستعانة باللاعبين كبار السن الذين جرى اختيارهم في الماضي بناء على السمعة الكروية والشهرة أكثر من الاستعانة بهم على أساس مستوى الأداء. واختار كلينسمان عددا من اللاعبين الشبان بدلا من هؤلاء اللاعبين ليبدأ مرحلة من التغيير الجذري والتجديد في صفوف الفريق ليصبح المنتخب الألماني بنكهة شبابية تعتمد على الكرة الهجومية واللياقة البدنية المبنية على أساس علمي ونظم تدريبية علمية أيضا إضافة لتحليل الأداء من خلال خطط عالية التقنيات وكانت النتيجة هي نجاحه في تكوين فريق أسر الشعب الألماني وأثار إعجابه بأدائه الراقي على مدار البطولة كما أثار الكبرياء الوطني الذي تعرض للقهر والكبت لسنوات بعد الرعب الذي أثارته النازية في العالم منتصف القرن الماضي وخسر المنتخب الألماني بصعوبة أمام نظيره الإيطالي في الدور قبل النهائي للبطولة ولكنه أحرز المركز الثالث في البطولة لتشهد شوارع العاصمة برلين احتفالات صاخبة. والآن، أصبح حلم كلينسمان هو أن يفجر موجة مشابهة من الاحتفالات في الولاياتالمتحدة من خلال تحقيق نتائج مبهرة للمنتخب الأمريكي في المونديال البرازيلي خاصة وأن قصة حب الأمريكيين للعبة تنامت بشكل سريع في السنوات الماضية وبمساعدة مواطنه بيرتي فوجتس، المدير الفني السابق للمنتخب الألماني والذي سبق له الفوز بكأس العالم كلاعب مع المنتخب الألماني في 1974، وضع كلينسمان برنامج ونظام استعداد شديد التدقيق للمنتخب الأمريكي قبل كأس العالم 2014 بالبرازيل وتضمن البرنامج معسكرا تدريبيا لمدة أسبوعين في شتاء العام الحالي وذلك في نفس مقر معسكر الفريق خلال مشاركته في المونديال البرازيلي كما يتضمن البرنامج معسكرا في كاليفورنيا قبل السفر إلى البرازيل وذلك للارتقاء بمستوى الفريق حتى يصبح الأفضل من حيث اللياقة البدنية بين جميع المنتخبات المشاركة في المونديال البرازيلي. ويأمل كلينسمان، الذي يحتفل بعيد ميلاده الخمسين عقب المونديال مباشرة وبالتحديد في 30 يوليو المقبل، في أن يمنح هذا البرنامج الإعدادي الأفضلية لفريقه في المونديال خاصة وأنه سيخوض فعاليات الدور الأول ضمن واحدة من أصعب المجموعات وهي المجموعة السابعة التي تضم معه منتخبات البرتغالوألمانيا وغانا، وإذا تغلب الفريق على الصعوبات التي ينتظرها في هذه المجموعة ، سيكون كل شيء ممكنا طبقا لرؤية كلينسمان الذي قال "يمكننا مفاجأة الجميع في البرازيل"، وأضاف كلينسمان "توقعاتنا هي العبور من هذه المجموعة. وبعدها ، نحتاج لجعل اللاعبين يتفهمون أنها مباريات تتعلق بالتفكير والذهن. كل مباراة ستكون متكافئة تماما وسيكون الفوز من نصيب الفريق الذي يستعد بشكل أفضل والذي يثق في نفسه بشكل أكبر".