هل خيار أهل البيت والزيدية يسبون الصحابة ؟! وهل يلعنون أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ؟ أم أن الأمر مجرد دعوى كاذبة وفرية قديمة صان الله أهل البيت والزيدية منها ؟ هل وجدفي الماضي من يروج لسب الصحابة ثم يزعم أن هذا موقف أهل البيت والزيدية ؟! وهل كان كبار علماء الزيدية يسكتون عن السب ولا يبينون الحكم الشرعي فيمن يسبهم ؟! ما هو موقف علي بن أبي طالب رضي الله عنه من إخوانه الصحابة ؟ متى ظهر سب الصحابة وفي أي عصر ؟! من هو أول من سب الصحابة ؟! لماذا أخفيت هذه المسألة على كثير من الناس في هذا العصر وأصبحت سرا من الأسرار ؟! من كتب الزيدية معتمداً اعتماداً كاملاً على كتب الزيدية وكبار أهل البيت وكبار علماء اليمن سأحاول الإجابة على الأسئلة السابقة وتوضيح هذه المسألة مع الإشارة إلى أن هناك من علماء الزيدية من تتبع أقوال أئمة أهل البيت وعلماء الزيدية في الصحابة وأخرجها في حلة قشيبة رائعة ومنهم على سبيل المثال الإمام يحي بن حمزة ( 747ه ) رحمه الله تعالى في كتابه "الرسالة الوازعة للمعتدين عن سب صحابة سيد المرسلين" وعلامة اليمن ومؤرخها في القرن الحادي عشر الهجري يحي بن الحسين بن القاسم بن محمد ( ت1100ه ) رحمه الله تعالى والعلامة المحقق المعاصر محمد يحي سالم عزان في كتابه "الصحابة عند الزيدية" وعلامة اليمن والعالم الإسلامي الإمام محمد بن علي الشوكاني في كتابه "إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي وصلى الله عليه وسلم". وقد ذكروا أسباب تأليفهم لهذه الكتب فقال الإمام يحي بن حمزة : [. . . . . هذا ما أوردناه من أقاويل أكابر أهل البيت عليهم السلام في حقهم وإنما أوردناه لغرضين الغرض الأول :أن يعلم أن أمير المؤمنين وأكابر أهل البيت السابقين منهم والمقتصدين غير قائلين في أحد من الصحابة بكفر ولا فسق. الغرض الثاني : أن يكون الناظر على ثقة من أمره وبصيرة من دينه في الإقدام على الإكفار والتفسيق من غير بصيرة فإن الخطأ في مثل هذا عظيم والإثم فيه كبير، قال المؤيد بالله عليه السلام : ولو قيل لأحد من مدعي التكفير والتفسيق في حقهما أرني أحداً من أئمتنا أنه تبرأ من الشيخين لم يمكنه ذلك أصلاً ولا وجد إليه سبيلا فضلا عن القول بالكفر والفسق ] ويقول يحي بن الحسين في الإيضاح ص304 : [. . . الأمر الثاني : إزالة الوهم والتنزيه لأئمة الزيدية عن السب الذي صار يَنُسبُ إليهم من لم يعرف أصولهم، وأقوالهم الصحيحة وكتبهم ] ويقول الإمام الشوكاني في إرشاد الغبي ص44 و 45 :[. . . . . . . . ونسب إلى أهل البيت من المسائل ما يخالف قول كبيرهم والصغير. وكان من جملة ذلك مسألة : " تعظيم القرابة للصحابة "، فإن كثيراً من العاطلين عن العلوم، يتجارى على ثلب أعراض جماعة من أكابر الصحابة الذين هم خير القرون، فإذا عوتب في ذلك قال : هذا مذهب أهل البيت !. وذلك فرية عليهم - صانهم الله - فإنهم عند من له أدنى إلمام بمذاهبهم مبرؤن عن هذه الخصلة الشنيعة. فأحببت بيان مذهبهم في هذه المسألة بخصوصها. . . . . . . ] والتاريخ يعيد نفسه وكل ما قالوه يتكرر هذه الأيام وأصبحنا نسمع السب واللعن حتى إذا عاتبناه وزجرناه قال هذا مذهب أهل البيت !! أو هذه أقوال علماء الزيدية !! فلنقم بجولة جلية لمعرفة الحقيقة من الفرية. حكم من يسب الصحابة عند الزيدية لم يترك علماء الزيدية وأهل البيت الكرام هذه المسألة دون توضيح الحكم الشرعي فيها بل كانوا من أشد الناس زجراً وردعاً ونصحاً وتبييناً وهذه نبذة يسيرة من أحكامهم أنقلها ليعلم السباب اللعان ماذا يقولون فيه : 1 - من يسبهم لا يساوي أثر نعالهم ! يقول العلامة الزيدي يحي بن الحسن القرشي ( 780ه ) :[ أعلم أن في من يدعي حب أهل البيت عليهم السلام قوما يكنون في حق الصحابة رضي الله عنهم خطراً عظيماً، وضلالا بعيدا فتارة يكفرون وتارة يفسقون، ولعل المزري عليهم لو نظر في حالة نفسه بعين الإنصاف لوجدها لا تساوي أثر نعالهم، ولرأى فيها قصورا عن مراتبهم في العلم والعمل، وكيف وقد أثنى الله عليهم ورسوله، وبشرهم بالجنة مع ما لهم من السابقة في الإسلام، والجهاد في سبيل الله، والصبر على الشدائد، وإحياء معالم الدين ] الصحابة عند الزيدية لمحمد عزان ص111. 2- عذاب من يسبهم عند الله عز وجل قال الإمام المرتضى محمد بن الهادي (ت 310ه رحمه الله ) : [ ثم تعلمون من بعد ذلك أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين قاموا بالدين، وكانوا في حقيقة الإيمان، واتبعوا بالطاعة والإحسان، واجب فضلهم مشهور ؟ والطاعن عليهم مأزور، والمنتقص لهم هالك عند الله مثبور، معذب مدحور، لمدح الله، سبحانه لهم وما قال فيهم حيث يقول : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } الفتح18وقال عز وجل :{ لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } التوبة117وقال تبارك وتعالى :{ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } الفتح29 وفيهم من التفضيل في كتاب الله، وعلى لسان نبيه، ما لو ذكرناه لطال به الشرح، وكثر فيه القول، فحقهم واجب على جميع المسلمين، وفضلهم لازم لجميع المؤمنين، فلا يسع أحد من الناس طعن على أحد ممن ذكرنا إلا الترحم عليهم، والاستغفار لهم واجب، والاقتداء بحسن أفعالهم لازم، إذ لهم السابقة القديمة والأفعال المحمودة، والنية والبصيرة، رحمة الله ورضوانه عليهم أجمعين ] الصحابة عند الزيدية ص96 محمد عزان. 3- حمق وجراءة على الله عز وجل : قال الإمام يحي بن حمزة - رحمه الله - : [ الإقدام على إكفار الصحابة وتفسيقهم دخول في الجهالة، وحمق ونقصان في الدين وجراءة على الله ] محمد عزان الصحابة عند الزيدية ص110 وقال القاضي العلامة شيخ الزيدية في وقته يوسف بن أحمد بن عثمان الثلائي (ت 832ه رحمه الله ) :[ إن الإقدام على تفسيق الصحابة دخول في الجهالة وحمق ونقصان في الدين وجزاؤه على الله ] الإيضاح لما خفا ص222 لعلامة اليمن يحي بن الحسين بن القاسم بن محمد. 4- القتل والجلد حكم علي والهادي !! أما الخليفة الرابع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقد أمر بقتل من يسبهما. تأمل معي هذا النص لأحد أئمة الشيعة الإمامية في الفرق : وهو الحسن بن موسى النوبختي في كتابه: "فرق الشيعة" ص 22 يقول:[ ((السبأية )) أصحاب (( عبد الله بن سبأ وكان ممن اظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم وقال إن عليا عليه السلام أمره بذلك فأخذه علي فسأله عن قوله هذا فاقر به فأمر بقتله. . . . . . ] أرأيت حكم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيمن يطعن في الصحابة ؟! القتل، القتل، القتل !!! وهل تأملت افتراء ابن سبأ على علي المرتضى عندما ادعى انه أمره بسب الخلفاء !! فأجابه الخليفة الرابع في الحال بما يثبت حبه وتعظيمه لإخوانه الذين سبقوه في الخلافة بان أمر بقطع رأسه !! وأما الإمام الهادي يحي بن الحسين - رحمه الله تعالى - فقد جلد من سبهما وقد نقل هذا الكثير من علماء الزيدية وعلماء اليمن يقول القاضي العلامة إسماعيل بن علي الأكوع رحمه الله تعالى في كتابه "الزيدية" ص86 : [ والإمام الهادي نفسه قد أمر بجلد من سب الشيخين أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كما روى ذلك القاضي أحمد بن سعيد الريعاني قاضي الإمام المنصور عبد الله بن حمزة ] وينقل لنا العلامة الزيدي يحي بن الحسين بن القاسم نفس الخبر في الإيضاح لما خفا ص217 : [. . . . . . . . . . . . . . إن الهادي جلد قوماً بصنعاء سبوا أبا بكر وعمر ] وكذلك ذكر ذلك الديلمي رحمه الله تعالى والذي سنشير إليه لاحقاً. 5- لا تصح الصلاة خلف من يسبهم !! : قال الإمام يحي بن حمزة رحمه الله :[. . . . . . . . فلا تصح الصلاة خلف من يسبهم ؛ لأنه جرأة على الله، واعتداء عليهم، مع القطع بتقدم إيمانهم، واختصاصهم بالصحبة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والفضائل الجمة وكثرة الثناء عليهم من الله سبحانه، ومن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأكثر الأئمة وعلماء الأمة ] "إرشاد الغبي" ص83 للإمام العلامة الشوكاني. 6- طاح وضل !!: تحذير آخر من أحد كبار المذهب الزيدي لكل من يسب صحب النبي صلى الله عليه وسلم استمع إليه يقول العلامة الهادي بن إبراهيم بن علي الوزير رحمه الله تعالى :[ أما من عدم البصيرة وأقدم على سب القوم فقد طاح وضل وأقدم من الخطر على أمر جلل وأقحم نفسه في مهواة الخطل وكان له بنفسه شغل شاغل ] الإيضاح لما خفا ص230 7- فسق من يسب الصحابة : إيها المعثار إن كان لم يكفك ما سبق من أقوال وكلها تحرم سب الأصحاب تحريماً امتازت به الزيدية عن غيرها فاستمع إلى من كتبه عمدة المذهب الزيدي الإمام المهدي أحمد بن يحي المرتضى رحمه الله تعالى حيث يقول في "البحر الزخار" في كتاب الشهادات في قوله : فصل والخلاف ضروب ما لفظه : [ وضرب يقتضي الفسق لا غير، كخلاف الخوارج الذين يسبون علياً، والروافض الذين يسبون الشيخين، لجرأتهم على ما علم تحريمه قطعاً ] نقلاً من كتاب الشوكاني "إرشاد الغبي" ص65. 8- وساوس الشيطان : ما أشبه الليلة بالبارحة !! فالذين يرددون هذه الكلمات الآن [ ظلم أبو بكر !! خاب عمر !! فعل عثمان !!. . . . . . . ] إنما يجترون سخافات السابقين من الرافضة !! والسابقون من الرافضة إنما وسوس لهم شيطانهم المريد ليقولوا ما يريد !! وذلك ما كشفه الإمام يحي بن حمزة رحمه الله تعالى حيث يقول : [ وهذا هو السبب في تسميتهم رافضة، لرفضهم الإمام زيد بن علي وكبار الصحابة، وفي مخاطبة إبليس نعوذ بالله منه، أنه يوسوس فيقول : ظلم أبو بكر وخاب عمر وفعل عثمان كذا وكذا ويمدح عليا عند طائفة منهم حتى يحبوه حباً مفرطاً، وحتى يفضلوه على الأنبياء ويغلون فيه. . . . . ] الإيضاح ص263 " فكيف اقتديت أيها المغرور في مثل هذه المسألة التي هي مزلة الأقدام بمثل هذه الفرقة ؟ّّّ! التي أجمع على تضليلها جميع علماء الإسلام من أهل البيت وغيرهم " الشوكاني "إرشاد الغبي" ص67 9- فاجر فاجر : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : [والذي فلق الحبة وبرأ النسمة أنه لا يحبهما إلا مؤمن ولا يبغضهما إلا فاجر ] "الرسالة الوازعة للمعتدين" ص125 وهذا حكم علي رضي الله عنه ظاهر جلي فمتى يفهم الغبي ؟! ماذا تختار ؟! إن الصحابة رضي الله عنهم لا يضرهم نبح النابحين ولا لعن اللاعنين لأنهم قد وعدهم ربنا عز وجل بأن يكونوا في أعلى عليين وقد أصبحوا عند ربهم بعد أن فتحوا الدنيا وهزموا كسرى وقيصرا ورفرفت راية: الله أكبر في الصحاري والقفار والمدن والقرى وإنما نقلت لك الأحكام لتعرف حكمك وحكم أمثالك عند كبار وأئمة أهل البيت والمذهب الزيدي حتى لا يخدعك كذاب رافضي فعد إليها لتجد أن من يسب صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم [ هالك عند الله مثبور معذب مدحور ] والإقدام على سبهم [ حمق ونقصان في الدين وجرأة على الله ] وراجع الأقوال لتجد أن من يسبهم [ فاجر، وطاح وضل وفاسق ولا تصح الصلاة خلفه. . . . . . . . ] " فيا من أفسد دينه بذم خير القرون وفعل بنفسه ما لا يفعله المجنون ! راجع أقوال وأحكام أهل البيت والزيدية لتجد نفسك قد شذذت عن طريقتهم ومشيت في غير منهجهم القويم وسلكت في غير صراطهم المستقيم " ( الشوكاني بتصرف ) وأثبت على نفسك بأنك رافضي غوي لا زيدي.