بعد مرور 52 يوما ، برهن اللاعب آنخل دي ماريا عمليا على أنه العنصر الذي افتقده المنتخب الأرجنتيني في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. وحرمت الإصابة دي ماريا من المشاركة مع المنتخب الأرجنتيني في نهائي المونديال البرازيلي ليخسر الفريق صفر/1 أمام نظيره الألماني في 13 يوليو الماضي على استاد “ماراكانا” الأسطوري بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية. وبعد 52 يوما من هذه المواجهة المثيرة التي حسمت في الوقت الإضافية للمباراة، سجل دي ماريا هدفا وصنع ثلاثة أهداف للتانجو الأرجنتيني ليقود الفريق إلى الفوز 4/2 مساء أمس الأول الأربعاء على المنتخب الألماني بالذات وفي عقر داره بمدينة دوسلدورف الألمانيا. وقال يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني إن فريقه لا يزال متعطشا لتحقيق المزيد من النجاح. ولكن دي ماريا هو من برهن أمس على أن ما يقوله لوف ليس مقنعا حيث قدم اللاعب عرضا اتسم بالسرعة والدقة في التمرير والتركيز التام أمام مرمى المنافس ليسجل هدفا ويصنع ثلاثة أهداف لزملائه. وقال خيراردو مارتينو المدير الفني الجديد للمنتخب الأرجنتيني “قلت إن دي ماريا من بين أفضل خمسة أو عشرة لاعبين في العالم”. ويتفق لوكاس بيجليا زميل دي ماريا في المنتخب الأرجنتيني مع هذا حيث قال “ليونيل ميسي من كوكب آخر ويأتي بعده كريستيانو (رونالدو)، إنه (ديماريا) ليس من أفضل 15 لاعبا في العالم ولكنه من أفضل ثلاثة لاعبين في العالم. من جهته سئل دي ماريا بعد نهاية المباراة أمام المانشافت من التلفزيون الأرجنتيني عن ما هو إحساس فلوريتنينو بيريز رئيس ريال مدريد بعد رؤيته للمستوى الهائل الذي قدمه، ليرد: ذلك أصبح من الماضي.. أنا حاليا في مانشستر يونايتد وآمل بأن أتأقلم سريعا مع الدوري الإنجليزي، وبدأ يظهر بشكل كبير تأثير غياب دي ماريا عن تشكيلة ريال مدريد حيث أنه كان يعطي توازنا كبيرا للفريق من الناحية الدفاعية والهجومية والعديد لا يرى أن الكولومبي خاميس رودريغيز بإمكانه تقديم نفس المستوى الذي كان يقدمه الأرجنتيني. وأنهى دي ماريا الموسم الماضي وهو في صدارة أفضل اللاعبين اللائقين بدنيا حيث لعب دورا بارزا في فوز الريال على برشلونة في نهائي كأس ملك إسبانيا وفي الفوز على أتلتيكو مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا. كما سطع دي ماريا في بطولة كأس العالم حيث كان مع ميسي مصدر الخطورة الرئيسية في صفوف التانجو الأرجنتيني حتى تعرض لإصابة عضلية حرمته من خوض الدور قبل النهائي أمام هولندا والنهائي أمام ألمانيا وهو ما لا يزال يؤرق اللاعب ومشجعي التانجو الأرجنتيني. وقال مارتين ديميكيليس مدافع المنتخب الأرجنتيني “ما الذي كان سيحدث إذا لعب دي ماريا ؟ .. بلا شك، ستظل الهزيمة في نهائي المونديال البرازيلي موجعة. وكان المستوى الرائع الذي ظهر عليه دي ماريا في الموسم الماضي دافعا له على المطالبة بزيادة في راتبه بالريال ولكن الريال لم يعر انتباها لهذا ووافق على بيعه إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي رغم معارضة البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم الريال لرحيل دي ماريا عن الفريق. وحصل الريال على 75 مليون يورو من صفقة انتقال دي ماريا إلى مانشستر يونايتد ولكنه خسر موهبة النجم الأرجنتيني. وأوضح دي ماريا أن الشيء الوحيد الذي طالب به هو العدالة وأن الأولوية دائما كانت للبقاء في الريال ولكن، لسوء الحظ، لم يكن هو النجم الذي يحظى بإعجاب الجميع. ويواجه دي ماريا الآن تحديثا صعبا حيث أصبح عليه دور هائل في المساهمة بإعادة بناء فريق مانشستر يونايتد وإعادة الفريق إلى المنافسة بعدما خرج الفريق صفر اليدين من جميع بطولات الموسم الماضي.
