تعاني المدارس الحكومية في محافظة ذمار, اختلالات واسعة تكشف عن مستوى الانهيار الذي وصلت إليه العملية التعليمية بالمحافظة في ظل غياب الرقابة والمحاسبة وعلى وجه الخصوص المدارس الواقعة في الأرياف.. وتشكو المدارس عجزاً كبيراً في المعلمين الميدانيين، فيما كشوفات الرواتب مكتظة بطابور طويل من المعلمين لا حضور لهم إلا عند استلام الرواتب حسب تقارير ميدانية حصلت عليها "أخبار اليوم". وتلقت الصحيفة نسخة من شكاوى مواطنين في قرية الشصر مخلاف يعر تطالب مدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة, بإقالة مدير مدرسة الشصر وشقيقه وكيل المدرسة، مشيرين إلى أن المذكورين لا يؤديان عملهما في الإشراف على التدريس ومراقبة الدوام، والتعليم وينشغلان في مزاولة مهنة بيع القات في سوق المثلث بمدينة ذمار، وفي نهاية كل شهر يقومان بأخذ الجزية من المدرسين المنقطعين ويتركان الحبل على الغارب". وأشارت شكوى المواطنين إلى أن الشقيقين مدير المدرسة والوكيل يقومان بتأجير مبنى المدرسة المذكورة للأفراح والمناسبات مقابل مبالغ مالية، ويتم اعتماد طلاب من عدة مديريات ومنحهم شهادات دراسية نهاية كل عام دون أن يدخل هؤلاء الطلاب المدرسة. وأفاد المواطنون أنهم تقدموا بمجموعة من الشكاوى إلى إدارة مكتب التربية بالمديرية والمحافظة من أجل التدخل لإيقاف العبث بمستقبل أبنائهم الذين يعانون من ضعف مستواهم التعليمي لكن لم يتم التجاوب مع شكاواهم". وكان مكتب التربية بمديرية عنس قام بتكليف الموجه الإداري والمالي عبدالله اللسامي بالنزول إلى مدرسة الشصر بمخلاف يعر ورفع تقريرا عن وضع المدرسة، حيث تضمن التقرير الميداني المرفوع بتاريخ 12-1-2015م ، - حصلت الصحيفة على نسخة منة – مجموعة من النقاط أهمها انخفاض المستوى التعليمي للطلاب وسوء الإدارة، و2 مدرسين فقط هما من يقومان بتغطية المدرسة من الصف الأول إلى الصف السادس في حين يضم كشف الراتب 12 معلما بينهم معلمة واحدة، بينما رفض مدير المدرسة إطلاعه على حافظة الدوام، والتي تضم 6 معلمين فقط، حسب شكاوى المواطنين.. وكشف التقرير عن غياب مدير المدرسة وشقيقة وكيل المدرسة وعدم حضورهما للدوام على مدى الشهر إلا فيما ندر، وانقطاع المعلمة الوحيدة في المدرسة عن العمل والتي هي زوجة مدير المدرسة, وحسب معلومات للصحيفة فإنها تستلم راتبها نهاية كل شهر رغم انقطاعها عن الدوام. ويشكو المدرس محمد الغصيني, من تعرضه للتعسف من قبل مدير المدرسة، مؤكدا أنه مستمر في عمله وبحسب الجدول المدرسي وتوقيعاته في حافظة الدوام يوميا، ويتحمل عبء المدرسة ومعه زميله علي الكبسي فقط.. إلا أن مدير المدرسة هدد بالاستغناء عنه ووضع بديل له، كما منعه من التوقيع على حافظة الدوام على خلفيه مطالبته بانتظام بقية المعلمين الغائبين والمحسوبين على المدرسة. وكان مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة ذمار أحمد الوشلي أعلن عن استكمال تصحيح الاختلالات في قطاع التربية وتبين أن هناك 3200 من الكوادر التربوية في المحافظة لا يقومون بأي أعمال في الميدان، مشيرا إن أولئك المنقطعين يتسلمون رواتبهم بتواطؤ مدراء مدارس ومدراء بعض مكاتب التربية بالمديريات، والذين يرفعون أولئك المنقطعين ضمن كشوفات المنتظمين، في وقت تفيد التقارير الميدانية- التي حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منها- أن هناك معلمين منقطعون وماتزال أسماؤهم مستمرة في كشوفات الراتب.