أعلن شباب الثورة وناشطون في محافظة تعز, اعتصاما مفتوحا للمطالبة برحيل جماعة الحوثي المسلحة ابتداء من الليلة الفائتة. وقد انتفضت محافظة تعز- مساء أمس- بمسيرة ليلية حاشدة رفضا للإعلان الدستوري الذي أعلنته جماعة الحوثي ووصفت البيان بالانقلابي, وانطلقت المسيرة من شارع جمال ووصولاً إلى أمام مبنى المحافظة.. وفي المسيرة ردد المحتجون هتافات:" من تعز يعلن إقليم والحوثي للجحيم.. دستوركم لا يعنينا.. ياشلة الانقلاب أنتم الإرهاب. ورفع المحتجون يافطات تؤكد رفضهم للإعلان الدستوري الصادر عن مليشيات مسلحة كونه صادراً من جماعة انقلابية. وعند وصولهم أمام مبنى المحافظة قال الناشط/ أحمد الوافي, بأنهم سيعتصمون أمام مبنى المحافظة ولن يعودوا إلى منازلهم حتى تصدر قيادات السلطة المحلية والقيادات الأمنية والعسكرية موقفاً قوياً وصريحاُ ضد الانقلاب وعدم الاعتراف بأي شرعية للانقلابين.. وقال الوافي: نطالب محافظي تعز وإب بإعلان إقليم الجند رسميا. وفي السياق أكد الناشط/ ذي يزن السوائي- أحد أعضاء منسقية شباب وشابات تعز- أكد رفضهم ما يسمى بالإعلان الدستوري الغير الشرعي الذي فرضته جماعة الحوثي, مشيرا إلى أن الإعلان الدستوري هو انقلاب على ثورة 11فبراير وعلى الشعب اليمني، مردفا: ما هو حاصل اليوم هو مهزلة وانقلاب على مخرجات الحوار الوطني، مضيفا: نخن أبناء تعز نرفض أي سلطة غير شرعية. وأكد أن كل أبناء تعز سيخرجون لرفض سياسة القمع والإنقلاب ، لانه يعتبر تمهيد لإعاده البلد الى ماقبل 62ثورة سبتمبر . وأكد الناشط/ محمد رشاد الأكحلي, على التصعيد اليومي حتى تتحقق كافة أهداف الثورة الشبابية السلمية وبناء دولة مدنية يحكمها قانون لا مليشيات قادمة من جبال مران حسب تعبيره. وتأتي الانتفاضة الليلية بعد تظاهرتين حاشدتين نفذتهما حشود غفيرة بمحافظة تعز يوم أمس عقب صلاة الجمعة وانطلقت إحدى التظاهرتين من ساحة الحرية بتعز والأخرى من شارع جمال وسط المدينة, حيث جابت المسيرتان عدداً من الشوارع وصولاً إلى أمام مبنى المحافظة.. ورفع المتظاهرون لافتات نددوا فيها بالانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية والعملية الانتقالية ومخرجات الحوار واتفاق السلم والشراكة. وطالب المتظاهرون من الأحزاب السياسية باتخاذ موقف شجاع والانسحاب من التفاوض مع جماعة الحوثي والإقرار بأن ما جرى هو عملية انقلابية على مؤسسات الدولة الشرعية والتعامل مع الحوثي وفق هذا الأساس. واتهم المتظاهرون المبعوث الأممي إلى اليمن/ جمال بن عمر, بالسعي- من خلال الحوارات التي يعقدها مع القوى السياسية- لإيجاد غطاء شرعي "للانقلاب" الحوثي, مجددين مطالبتهم له بمغادرة اليمن، مشددين على أن الحل يكمن في استرجاع مؤسسات الدولة الشرعية من قبضة الميليشيات المسلحة وإزالة الأسباب التي أدت إلى استقالة الرئيس هادي واستقالة حكومته. وحذر المتظاهرون من أسموهم " الانقلابيين" من اتخاذ أي قرار انفرادي قد يكلفهم الكثير, وردد المتظاهرون هتافات أبرزها: "عليّ صوتك عالي عالي لا راعي ولا انتقالي".. ياحوثي اسمعنا وينك فبراير عيد وعلى عينك". وكانت حشود كبيرة من الثوار قد أدت بساحة الحرية جمعة"الوفاء لأبطال السبعين" تزامنا مع ذكرى فك حصار السبعين يوما على العاصمة صنعاء والتي يصادف ذكراها يومنا هذا, وأشار الثوار إلى أن هذه الذكرى تأتي في الوقت الذي أسقط فيه من وصفوهم "الملكيوين الجدد" العاصمة صنعاء في الواحد والعشرين من سبتمبر الماضي, لافتين إلى أن جذوة التآمر لا تزال مشتعلة في نفوس حاقدة على النظام الجمهوري تريد إعادة اليمنيين إلى حكم الكهوف والاستبداد. حسب قولهم وفي الغضون كشفت مصادر خاصة ل"أخبار اليوم" عن قيام مجاميع حوثية مسلحة بإدخال أسلحة خفيفة ومتوسطة إلى مدينة تعز عن طريق منطقة "الحرية"" وحسيد" وهي المناطق الريفية التي تربط محافظة تعز بمحافظة الحديدة. ويأتي ذلك في وقت تداول ناشطون بمحافظة تعز تسريبا لوثيقة أمنية من قبل مدير شرطة تعز العميد الركن/ مطهر الشعيبي تتضمن توجيها لقادة الوحدات الأمنية ومدراء المناطق الأمنية والمديريات وأقسام الشرطة وطالب التعميم هذه الجهات بالتواجد في مقر أعمالها بصورة مستمرة وتنسيق مهامهم وأعمالهم مع من وصفها ب"اللجان الشعبية"(جماعة أنصار الله) حسب ما ورد في مذكرة التعميم, وقد أبدى ناشطون تخوفهم من وجود مخطط لتسليم المحافظة للحوثيين عن طريق قيادات أمنية. وفي السياق اعترف العميد الشعيبي بصحة تلك الوثيقة وجاء في بيان صحفي أن المذكرة- التي تم تسريبها وتداولها في بعض الوسائل الإعلامية بخصوص توجيه فروع الأجهزة الأمنية بالمحافظة بالتنسيق والتعاون مع اللجان الشعبية التابعة لجماعة "أنصار الله"- تم إلغاؤها عقب تحريرها مباشرة وأشار البيان إلى أنه كان قد تم التواصل في حينه مع وزير الداخلية لإبلاغه بذلك عطفا على توجيهاته بهذا الخصوص في تاريخ 21/1/2015م. وأكد الشعيبي في البيان أن الأجهزة الأمنية تقوم بواجبها على الشكل المطلوب وفقا للاتفاق مع جميع المكونات والقوى السياسية بالمحافظة, مبديا استغرابه من تسريب المذكرة في هذا الوقت رغم إلغاءها في حينه, لافتا إلى أن التحقيقات جارية في هذا الموضوع مع من قام بتسريب المذكرة الملغية. وأهاب البيان بجميع قيادات ومنتسبي الأجهزة الأمنية القيام بواجبهم وفقا للقانون والتحلي باليقظة الأمنية وحفظ الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمواطنين. ودعت المكونات الثورية بتعز إلى مسيرة جماهيرية حاشدة صباح اليوم, استمراراً لعملية التصعيد الثوري وللمطالبة باستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب ودعوة الأحزاب المتحاورة مع الحوثيين إلى الانسحاب من أي حوار وتفاوض يشرعن للانقلاب ويُقر به. وفي العاصمة صنعاء اعتقلت ميليشيات الحوثي مساء الجمعة خمسة ناشطين، من ساحة التغيير بصنعاء، بعد ساعات من إعلان ما يسمى ب"الإعلان الدستوري الحوثي". وقال نشطاء إن مسلحين حوثيين اعتقلوا مراسل قناة يمن شباب امين دبوان، وكذا الناشطين يحيى السواري وياسر الشيباني ويحيي حمران ومحمد الفقية، من ساحة التغيير بصنعاء، واقتادوهم إلى جهة مجهولة. ونشرت جماعة الحوثي العشرات من المسلحين في ساحة التغيير تحسباً لأي تظاهرات مناوئة لإعلانهم الدستوري. وكانت مديريات العاصمة صنعاء قد خرجت بعد صلاة الجمعة أمس في مظاهرات حاشدة رفضا للانقلاب والسيطرة على مؤسسات الدولة من قبل المليشيات الحوثية . وتجمعت ناشطون من مديريات شمال العاصمة صنعاء في شارع مذبح ونفذوا وقفه احتجاجية أمام النائب العام ورددوا شعارات تطالب بإنهاء سيطرة المليشيات على مؤسسات الدولة ووقف الحوار مع الحوثي. كما خرج عشرات الآلاف من سكان جنوب العاصمة صنعاء في مظاهرة حاشدة جابت شوارع شميلة, رافعين لافتات تؤكد على ضرورة إخلاء صنعاء من مليشيات الحوثي قبل أي حوار مع جماعة العنف والإرهاب. وعبر المتظاهرون في المسيرات عن أهمية التهيئة للحوار والمتمثل بخروج المليشيات من العاصمة صنعاء والمدن الأخرى وتسليم الأسلحة المنهوبة للدولة والتعبير عن المطالب بالطرق السلمية والحضارية.
