ذكرت مصادر محلية بعدن أن جهود وساطة محلية قادتها عدد من الشخصيات الرسمية وأخرى في المقاومة الجنوبية، تمكنت من إنهاء الأحداث والتوتر المسلح الذي شهدته مديريتا خور مكسر وكريتر منذ فجر السبت وحتى ظهر اليوم ذاته، و خلفت قتلى وجرحى وإغلاقاً للطرقات والمدارس وإقلاق السكينة العامة، موضحة أن لجنة الوساطة جاء تشكيلها بتوجيهات من رئيس الجمهورية لاحتواء الموقف ونزع فتيل التوتر. وفي السياق ذكرت المصادر أن لجنة الوساطة التقت محافظ محافظة العاصمة عدن اللواء/ عيدروس الزبيدي، برفقة عدد من قيادات المقاومة في خور مكسر، وذلك لإنهاء المشكلة ومعالجة أسبابها. وعلى صعيد متصل أفاد شهود عيان بعودة الحياة إلى طبيعتها بشارع ساحة العروض ومحيط مقر إدارة الأمن العام وإدارة البحث بعدن بمديرية خور مكسر- عصر أمس السبت- بعد ليلة ساخنة شهدت اشتباكات بين عناصر من مقاومة خور مكسر، ورجال من قوات الأمن في المديرية والبحث الجنائي. الشهود أفادوا بعودة حركة المرور في المديرية، والشوارع المحيطة إلى طبيعتها، وكذا عودة حركة النقل بين المديرية وبقية المديريات، بعد توقفها على إثر الاشتباكات المسلحة التي تطورت إلى استهداف إدارة البحث الجنائي بقذيفة "آر بي جي" واعتقال عدد من مرافقي القيادي في المقاومة الجنوبية سليمان الزامكي ومداهمة منزله. مصادر مطلعة أكدت أن المواجهات المسلحة أسفرت عن عدد من القتلى في صفوف مسلحي المقاومة وجرحى من رجال الأمن الذين اشتبكوا مع المهاجمين لإدارة البحث الجنائي وإدارة أمن خور مكسر واعتقل عدد من المسلحين. في حين ذكرت معلومات غير مؤكدة أن مسلحي المقاومة اختطفوا جنوداً تابعين للأمن العام أثناء المواجهات. وكانت الاشتباكات المسلحة والتوترات الأمنية التي شهدتها مديرية خور مكسر، كانت مرتبطة بالاشتباكات المسلحة التي شهدتها إحدى حارات مدينة كريتر التي تدخّل الأمن لفضها واعتقل عدد من مسلحي المقاومة وأودعهم سجن إدارة البحث الجنائي، الذي تحول محيطه بعد ذلك إلى مسرح للمواجهات بين مسلحين من المقاومة ورجال الأمن. إلى ذلك ذكر المكتب الإعلامي بإدارة الأمن أن جنديين من حراسة إدارة البحث الجنائي أصيبا إثر قيام مسلحين خارجين على النظام والقانون-حد تعبير المكتب- بهجوم مسلح على مبنى إدارة البحث الجنائي المحاذي لمبنى إدارة أمن خور مكسر، حيث تم استهدافه بإطلاق قذيفة (ار. بي. جي) في محاولة من الخارجين عن النظام والقانون لإرباك المشهد وإقلاق الأمن والسكينة في مدينة عدن، محاولين إخراج مسلحين تم احتجازهم ليل السبت ممن قاموا بمحاصرة قسم شرطة كريتر وهم مدججون بالقنابل والأسلحة الرشاشة. الاشتباكات- التي شهدتها خور مكسر- استمرت حتى ظهر يوم السبت وفق إفادة شهود عيان بمديرية خور مكسر، سمعوا أصوات إطلاق النار في عدد من أحياء المديرية حتى ظهر يوم السبت. وأوضح الشهود أن أصوات المعدلات والرشاشات الثقيلة سمعت إلى شوارع وأزقة وأحياء المديرية مما تسبب في خلق حالة من الرعب والخوف لدى المواطنين قضى بإلزامهم منازلهم وعدم مغادرتها نظراً لاشتداد المواجهات التي استخدم فيها أسلحة خفيفة وثقيلة. وأدت الاشتباكات- التي خلقت واقعاً مرعباً في المدينة- إلى تعليق الدراسة في عدد من كليات جامعة حفاظاً على سلامة الطلاب، حيث أعلنت كلية اللغات بجامعة عدن- صباح السبت- عن تأجيل الامتحانات إلى يومنا هذا الأحد حفاظاً على سلامة الطلاب. هذا وتضم مديرية خور مكسر أربع كليات لجامعة عدن هي(التربية والطب والصيدلة واللغات والآداب) وتم تعليق الدراسة في الكليات الأربع بسبب الاشتباكات شهدتها المنطقة. وفي تطور لافت إثر الاشتباكات، التي اندلعت في المدينة، أفاد شهود عيان عن محاولة مسلحين اعتلاء سكن "بقشان الخيري" في مديرية خور مكسر والكائن بجانب فندق الذيباني، والذي يسكنه أكثر من 350 طالباً. وأفاد الشهود أن المسلحين حاولوا اقتحام السكن والتمركز عليه، غير أن الطلاب رفضوا ذلك وقاموا بمنع المسلحين مما أدى إلى محاصرة السكن من قبل المسلحين. هذا ورفضت إدارة سكن اتحاد طلاب حضرموت "بقشان" فتح الباب مما جعل المسلحين يقومون بتهديد إدارته باقتحامه، الأمر الذي دفع بعض المواطنين إلى التواصل مع إدارة الأمن خوفاً على حياة الطلاب من المسلحين. وأشارت مصادر مطلعة أن قوة أمنية قدمت إلى المنطقة- وفق بلاغ المواطنين- واشتبكت مع المسلحين الذين كانوا يحاصرون سكن بقشان الخيري للطلاب الحضارم الدارسين بعدن، ليفر بعد ذلك المسلحون من المنطقة. وعلى صعيد متصل أقدم محتجون غاضبون في مديرية الشيخ عثمان ودار سعد، بقطع الطرقات بإضرام النار فيها وإلقاء الحجار على الطريق مما تسبب بقطع الطريق الرئيسي لخط عدنتعز، على إثر احتجاز عدد من أفراد المقاومة جراء الأحداث الذي شهدتها مديريا كرتير وخور مكسر يوم السبت. إلى ذلك أصدرت قيادة السلطة المحلية بمحافظة عدن بياناً بخصوص الأحداث التي جرت في مديرية خور مكسر. وقالت السلطة المحلية- في البيان الذي تناقلته مواقع إخبارية محلية-: "منذ الوهلة الأولى ومحافظ العاصمة عدن اللواء عيدروس الزبيدي وشلال علي شائع- مدير أمن العاصمة- يقومون بمتابعة الوضع ويعملون بشكل مستمر لإنهاء التوتر بالطرق المتعارف عليها وتم التواصل مع الجهات العليا ومع الشخصيات الوطنية ومسوؤلي الحزام الأمني لنزع فتيل الأزمة التي قام بعض العناصر المحلية بافتعالها وحاولت أطراف معادية استغلالها وتأجيجها لنشر الفوضى . وأضاف البيان "نؤكد على الدور الايجابي للمحافظ وبتعاون مدير الأمن اللواء شلال وقيامهم بالتواصل مع رئيس الجمهورية- القائد الأعلى للقوات المسلحة- والذي أكد على الدعم لجهودهم وضرورة فرض الأمن وهيبة الدولة والمعالجة الفورية لما حدث من تطور كان سيؤدي إلى خلق حالة من الفوضى والإرباك في العاصمة عدن. كما قال البيان "يؤكد محافظ العاصمة عدن بأن الأوضاع تحت السيطرة وأن الأمور مطمئنة و أن الأجهزة الأمنية ستستمر بدورها في حماية العاصمة عدن ومؤسساتها وأرواح أبنائها. وستعمل على تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية في حفظ الأمن والاستقرار والقضاء على أي محاولة تهديد لعدن وأبنائها وتعكير أمنها وتهديد السلم الاجتماعي فيها.