استعادت المعارضة المسلحة أمس الأحد نقاطا عدة في بلدتين بوادي بردى غربي دمشق، وصدت هجمات أخرى بالمنطقة، بينما قتلت قوات النظام 12 شخصا من المدنيين جراء القصف، كما قصفت بلدات أخرى في حماة والقنيطرة. وقالت مصادر إعلامية إن المعارضة استعادت بهجوم معاكس نقاطا في بلدتي بسيمة وعين الخضراء بعد ساعات من سيطرة قوات النظام وحزب الله اللبناني عليهما. كما صدت المعارضة هجوما لقوات النظام في محاور أرض الضهرة وكفير الزيت ودير مقرن، بينما قالت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري إنها حققت تقدما هناك. وكانت قوات النظام وحزب الله قد شنت هجوما مباغتا في وقت متأخر أمس الأول، سيطرت خلاله على كامل بلدتي بسيمة وعين الخضراء، وباتت على مشارف بلدة عين الفيجة التي يقع فيها المصدر الرئيسي لمياه الشرب في دمشق. وفي هذا السياق، قالت مصادر بالمعارضة إن قوات النظام قصفت قرية دير قانون في وادي بردى وأسقطت 12 شهيدا وعشرين جريحا حالتهم حرجة جدا، حيث استهدفت دبابة تجمعا للمدنيين في صالة الريم. وأوقفت هجمات النظام وحزب الله عمل فرق الصيانة التي كان يفترض أن تصلح منشأة ضخ المياه في عين الفيجة، والتي دخلت المنطقة قبل يومين بموجب اتفاق أولي مع المعارضة، إلا أنها تعرضت بمجرد وصولها إلى المنشأة للاستهداف من قبل قوات النظام، وفق مصادر المعارضة. وفي تطورات أخرى، قالت وكالة مسار برس إن قوات النظام قصفت بالمدفعية بلدات مورك ولحايا بريف حماة وجباتا الخشب بالقنيطرة، وأضافت أن قتلى وجرحى سقطوا في انفجار سيارة مفخخة بقرية أنيفية شرق مدينة الباب شرقي حلب. وفي سياق أخر فقد قالت المصادر إن المعارضة السورية المسلحة الموجودة بالعاصمة التركية أنقرة أمس الأحد ستستأنف اجتماعاتها لحسم موقفها من المشاركة في مفاوضات أستانا المزمع عقدها في ال23 من الشهر الجاري، وذلك بعدما عبرت الهيئة العليا للمفاوضات عن دعمها لمحادثات أستانا. وأضافت المصادر أن المعارضة السورية أجلت مؤتمرها الختامي الذي كان مقررا انعقاده أمس الأول لإعلان موقفها النهائي بسبب استمرار المشاورات مع حركة أحرار الشام التي لم توافق حتى الآن على المشاركة في المفاوضات. وكانت وسائل إعلامية قد حصلت في وقت سابق على مسودة توافقت عليها فصائل المعارضة المجتمعة بأنقرة، باستثناء حركة أحرار الشام التي ربطت مشاركتها في مفاوضات أستانا بتحقيق وقف إطلاق نار شامل وحقيقي في البلاد، فضلا عن نشر مراقبين في المناطق المهددة، وعلى رأسها منطقة وادي بردى بريف دمشق الغربي. غير أن المصادر رجحت أن تعلن فصائل المعارضة المسلحة يوم أمس مشاركتها بمفاوضات أستانا دون شروط معلنة، مع ضمانات تحصل عليها من روسيا وتركيا لوقف إطلاق النار. وقالت المعارضة إن القصف الروسي في إدلب وتصعيد النظام وحلفائه في وادي بردى يعكس "عدم جدية موسكو في وقف إطلاق النار"، مما جعل بعض الفصائل تتردد في المشاركة في مفاوضات أستانا. ومن المقرر أنه قد توجه وفد تركي أمس الأحد إلى روسيا حاملا نتائج الاجتماعات مع المعارضة، وأسماء وفدها لمحادثات أستانا إذا تم الاتفاق على المشاركة فيها. وكانت الهيئة العليا للمفاوضات السورية قد أعربت عن أملها بأن تكون محادثات أستانا المرتقبة فرصة لبناء الثقة من أجل التوصل إلى حل سياسي ينهي نزيف الدم السوري، وأكدت دعمها للوفد العسكري المفاوض واستعدادها لتقديم الدعم اللوجستي له. وأكدت الهيئة العليا رغبتها في استئناف مفاوضات الحل السياسي بجنيف دون أي شروط مسبقة، ما دامت مفاوضات أستانا منطلقة من مرجعية بيان جنيف لعام 2012 والقرارات الدولية ذات الصلة، وشددت على ضرورة الحضور العربي والدولي في مفاوضات الحل السياسي، مع تأكيد أن أي مبادرة سياسية يجب أن تنطلق من أجندة واضحة وجدول زمني محدد.