منعت مليشيات حزب الله، الأربعاء، وفداً روسياً مكوناً من أربعة ضباط، من دخول منطقة وادي بردى غربي دمشق، يصحبه وفد من وجهاء الوادي المحاصر من قبل النظام السوري والمليشيات الداعمة له. وأشار موقع الهيئة الإعلامية في وادي بردى على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلى أنه وبعد أن "تواصل وجهاء من وادي بردى مع الجانب الروسي، ودعوتهم لإرسال وفد إلى الوادي للاطلاع على الأوضاع، والعمل على وقف إطلاق النار، والتفاوض والبدء بإدخال ورشات صيانة نبع عين الفيجة، وافق الجانب الروسي وأرسل وفداً من أربعة ضباط روس برفقة وجهاء من الوادي موجودين خارج الوادي".
وأضاف: "كان من المفترض أن يوافيهم وجهاء وفعاليات من داخل الوادي عند حاجز دير قانون التابع لحزب الله، ولكن ما حدث هو أن حاجز مليشيا حزب الله الإرهابية منع الضباط الروس من الدخول وعادوا أدراجهم إلى دمشق".
وتسود حالة من التوتر في وادي بردى، حيث تحاول قوات النظام انتزاع ما تبقى من المناطق الخاضعة للمعارضة المسلحة، لا سيما عقب إجلاء المدنيين من أحياء حلب الشرقية، في وقت يرى البعض أن وضع المنطقة سيخضع للتفاهمات الدولية بشأن حل الأزمة السورية برمتها.
وكثف طيران النظام غاراته خلال الأيام الماضية وسط معارك عنيفة يحاول خلالها التقدم نحو بلدة عين الفيجة، كما بدأت قوات النظام والمليشيات المساندة له عملية عسكرية باتجاه مدينة دوما بالغوطة الشرقية. وذكرت مصادر من المعارضة أن النظام واصل خرقه للهدنة، واستهدف طيرانه بشكل مكثف بلدة عين الفيجة في وادي بردى وبلدات مجاورة، كما تتواصل المعارك بأطراف البلدة بين قوات النظام والمليشيات المساندة له وفصائل المعارضة المسلحة. وأشارت مصادر المعارضة إلى أن المحطة الرئيسية لينبوع عين الفيجة خرج عن الخدمة بعد القصف الجوي والمدفعي لقوات النظام، في خرق واضح للهدنة الموقعة مع فصائل المعارضة المسلحة برعاية تركية روسية.
وكانت طائرات النظام شنت، الأحد، 13 غارة بصواريخ فراغية على الأحياء السكنية في بلدات عين الفيجة ودير قانون ودير مقرن بمنطقة وادي بردى، كما ألقت مروحيات النظام براميل متفجرة على قرية كفير الزيت وجبال وادي بردى، مما أسفر عن جرح العديد من المدنيين، ودمار واسع في الممتلكات.
وتسعى قوات النظام وحزب الله اللبناني للتقدم نحو منطقتي دير مقرن وعين الفيجة في وادي بردى، رغم اتفاق إطلاق النار الموقع منذ أيام، ويتذرع النظام السوري بأن منطقة وادي بردى لا تشملها الهدنة بسبب وجود جبهة فتح الشام فيها.
واستقدمت قوات النظام وحزب الله تعزيزات كبيرة إلى منطقة الديماس المجاورة لوادي بردى، في وقت استمرت فيه الاشتباكات في محوري الحسينية والضهرة، بالتزامن مع قصفهما مواقع المعارضة المسلحة والطرقات الرئيسية بالمدفعية.