يريد المدرب جوزيه مورينيو تدشين عهده في صفوف مانشستر يونايتد من خلال قيادته الفريق إلى إحراز باكورة ألقابه معه وذلك عندما يواجه ساوثهامبتون في نهائي كأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة اليوم الأحد. وإذا ما أخذنا في عين الاعتبار النجاحات التي حققها المدرب الفذ على مدى 17 عاماً في مجال التدريب، فإن إحراز لقب كأس الرابطة سيكون تفصيلاً صغيراً في السجل المرموق لمورينيو الذي أحرز دوري أبطال أوروبا مرتين وبطولة الدوري المحلي في إنكلترا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال. لكن هذا التفصيل يبقى هاماً لأن إحراز اللقب سيثبت بأنّ مانشستر يونايتد بقيادة مورينيو هو على الطريق الصحيح لاستعادة مكانته محلياً ولاحقاً أوروبياً بعد أن خسر بعضاً من هيبته بعد رحيل المدرب الأسطورة السير اليكس فيرغسون. كما يريد مورينيو إسكات منتقديه الذين اعتبروا بأنّ خسر فلسفة الفوز الذي طالما تميز بها خلال مسيرته التدريبية خصوصاً بعد إقالته من تدريب تشيلسي الموسم الماضي، واستلم مورينيو منصبه مدرباً جديداً لمانشستر يونايتد رسمياً في تموز/يوليو الماضي ونجح في تدعيم الفريق بلاعبين من الطراز العالمي من أمثال النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والفرنسي بول بوغبا المنتقل إلى صفوفه مقابل صفقة قياسية. وإذا نجح مانشستر يونايتد في إحراز لقب كأس الرابطة، فإنّ مورينيو سيصبح أول مدرب في تاريخ النادي يحرز لقباً في موسمه الأول مع الشياطين الحمر وقال رداً على ذلك: "اعتقد بان الفوز باللقب هو أهم بالنسبة إلى النادي أكثر مني شخصياً، حققت الكثير من الأشياء الجيدة في مسيرتي ولن أتأثر بتفصيل صغير كهذا"، وأضاف: " الفوز سيكون هاماً جداً لأفراد الفريق وأنصاره الذين يستمتعون بالعروض الذي يقدمها الفريق"، وأحرز مانشستر يونايتد لقب هذه المسابقة أربع مرات آخرها عام 2010. أما ساوثهابمبتون الذي أحرز آخر لقب له في إحدى مسابقات الكؤوس عام 1976 ضد مانشستر يونايتد بالذات فيريد تكرار هذا الإنجاز ويقول مدربه الفرنسي كلود بويل وهو الآخر يشرف على الفريق في موسمه الأول: "الأجواء المحيطة بالفريق رائعة لكن من المهم جداً بالنسبة إلينا أن نحافظ على تركيزنا خلال المباراة". وسيغيب عن مانشستر يونايتد لاعب وسطه الأرميني هنريك مخيتاريان الذي تعرض للإصابة خلال مباراة فريقه ضد سانت إتيان الأربعاء في الدوري الأوروبي، ويحوم الشك حول مشاركة المخضرم مايكل كاريك. ويستطيع مانشستر التعويل على قوة ضاربة في الهجوم مؤلفة من إبراهيموفيتش، وعلى الشابين الفرنسي أنطوني مارسيال وماركوس راشفورد بالإضافة إلى صانع الألعاب خوان ماتا. في المقابل، أبلى المهاجم الايطالي مانولو غابياديني بلاء حسناً منذ انتقاله في موسم الانتقالات الشتوية إلى صفوف ساوثهامبتون قادماً من نابولي مقابل 17 مليون جنيه بتسجيله ثلاثة أهداف. وأشاد به مدربه بويل بقوله: "يتمتع مانولو بصفات فنية عالية، وهو يمنح حلولاً كثيرة لزملائه من خلال خلق المساحات وراء خط الدفاع المنافس". ويعتقد ريان جيجز، نجم مانشستر يونايتد السابق، أن الفوز بكأس رابطة الأندية المحترفة الإنجليزية، أمر بالغ الأهمية للفريق، من أجل تدشين عصر جديد من الإنجازات، تحت قيادة المدرب جوزيه مورينيو. وسيكون نهائي يوم الأحد، الأول لمانشستر يونايتد، دون أن يكون ريان جيجز، مرتبطا به، علمًا بأن الجناح السابق، كان مساعدًا للويس فان جال الموسم الماضي، ولهذا قدم تحليلاً محايدًا لفرص يونايتد في المباراة، وكان الفوز بكأس إنجلترا، العام الماضي، هو أول إنجاز لمانشستر يونايتد، في المرحلة التي تلت اعتزال المدرب الأسطوري أليكس فيرجسون، عام 2013. وتسير الأمور مع الفريق على نحو جيد، بأول موسم له تحت قيادة مورينيو، الذي استلم تدريب الفريق الصيف الماضي، خلفًا للهولندي لويس فان جال، وقال جيجز، في تصريحات لوكالة "برس أسوسييشن سبورت" اليوم السبت: "أعتقد أنه من المهم دائمًا الفوز بلقب ما"، وأضاف: "كأس الرابطة أول لقب فزت به مع مانشستر يونايتد، وعلى ما أعتقد ينطبق الأمر أيضًا على واين، روني، وكريستيانو رونالدو. هو لقب يمنح اللاعبين فكرة عن شعور تحقيق الإنجازات مع الفريق". وتابع: "الفوز يمنحك الثقة، ويخفف عنك الضغط كونك فزت بشيء ما، ومع سعي مانشستر يونايتد للمركز الرابع حاليًا بالدوري، فإن الظفر بكأس الرابطة، أو كأس إنجلترا، سيمنح اللاعبين شعورًا بالأمان"، وأكد "هذا لا يعني، أن الضغط سيزول كليًا، لكنه أفضل بكثير من الشعور بضغط مضاعف، نتيجة عدم فوزك بشيء ما"، وأردف: "أعتقد أنه لقب مهم للغاية، خصوصًا هذا الموسم. سيجعل الفوز بلقب ما، مع التأهل لدوري الأبطال، الموسم الحالي نجاحًا بالنسبة للجمهور، خصوصًا مع سعي النادي لمواصلة البناء، الموسم المقبل". وأكد "نحن في الطريق الصحيح لتحقيق ذلك. مازلنا في وضع جيد بكأس إنجلترا، والدوري الأوروبي"، وقال: "لن يكون الأمر سهلاً. أثبت ساوثهامبتون، خلال هذه المسابقة، أنه بوسعه الأداء بشكل جيد. من الواضح أنه قد يتأثر بغياب اثنين من لاعبيه في العمق، لكنه ما يزال فريقًا منظمًا يجيد تنفيذ الهجمات المرتدة"، وأكد "المباريات النهائية ليست سهلة على الإطلاق، واختتم : "شاهدنا الموسم الماضي عندما كاد يونايتد، أن يخسر نهائي الكأس، أمام كريستال بالاس، كما فاز الفريق على إيفرتون بهدف متأخر بنصف النهائي. لن تسير الأمور بسهولة لكن كمشجع ليونايتد، أتمنى إحراز اللقب".