تخشى مليشيات الحوثي وصالح على تواجدها ومصيرها في محافظة ذمار "جنوبي صنعاء" بعد فشلها في إجتياح بلدة "عتمة" الصغيرة للمرة الثانية، رغم الترسانة العسكرية، والحشود المسلحة التي تمتلكها المليشيات، مقابل أسلحة شخصية يمتلكها رجال المقاومة الشعبية في مديرية "عتمة" ذات التضاريس الجغرافية الصعبة. وتحاول مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح منذ عشرة أيام اجتياح مديرية عتمة بهدف أحكام السيطرة عليها. لكن محاولاتها لم تثمر بأي نجاح ملموس على الأرض. خلفية الحرب فيما يواصل رجال مقاومة عتمة بقيادة الشيخ عبد الوهاب معوضة التصدي للمليشيات على أطراف المديرية، ملحقين بالمليشيات خسائر فادحة جعلتها تعيد حساباتها مجددا حول فكرة السيطرة على محمية عتمة الطبيعية. وقال المنسق الإعلامي لجبهة عتمة "سليمان راشد" في تصريح خاص ل "أخبار اليوم" أن الاشتباكات اندلعت بين الطرفين في منتصف شهر فبراير الحالي، بعد قيام المليشيات الانقلابية باختطاف أحد وجهاء عتمة، واستحدات نقاط تفتيش جديدة وإرسال تعزيزات عسكرية صوب المديرية في خرق واضح لاتفاق الصلح الموقع بين الطرفين بعد الحرب الأولى في أواخر عام 2015م. وأضاف "سليمان": "تشهد مديرية عتمة اشتباكات يومية في ثلاث جبهات قتالية بالمديرية تحاول المليشيات الانقلابية التوغل داخل بلدة عتمة". وتابع:" لكن رجال المقاومة تمنعهم من ذلك وتصد هجماتهم المتواصلة، ملحقين بهم خسائر فادحة في العتاد والمقاتلين. وهو الأمر الذي دفع المليشيات، وفقا ل"سليمان"، إلى قصف القرى والمناطق بشكل عشوائي وتفجير منازل المواطنين في بعض المناطق الخاضعة لسيطرتها، كجزء من الانتقام عن الخسائر التي مٌنيت بها. خسائر الانقلابيين وأكد المنسق الإعلامي أن خسائر جماعة الحوثي وصالح خلال العشرة الأيام الماضية في الاشتباكات مع رجال مقاومة عتمة أكثر من 192 قتيلا وعشرات الجرحى، إضافة إلى "15" أسيرا بينهم القيادي الحوثي "عبد المؤمن الجرموزي". مشيراً إلى تمكن رجال المقاومة من إعطاب "ثمان" آليات عسكرية واغتنام أخرى، وعدد من الأسلحة الخفيفة والذخائر المختلفة. بالمقابل سقط حوالي 10 قتلى وجرح آخرين من أبناء عتمة خلال المواجهات في الأيام الماضية. وشارك طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية بغارات جوية استهدفت مواقع تستخدمها المليشيات الانقلابية للتمركز فيها وقصف قرى ومناطق عتمة. جرائم المليشيا ويوضح "سليمان" أن مليشيات الحوثي وصالح مارست كل الجرائم والانتهاكات في المناطق التي سيطرت عليها مثل سوق الثلوث المركزي الذي انسحبت منه رجال المقاومة الشعبية لدوافع أخلاقية وبطلب من أهالي السوق، لكن المليشيات استغلت الأمر وعززت من سيطرتها على السوق وفجرت المنازل ونهبت المحلات التجارية. وأشار إلى أن الحوثيين وقوات صالح فجروا أربعة منازل في سوق الثلوث المركزي خلال الأسبوع الماضي، ونهبوا "سبعة" محلات تجارية، وإحراق محطة بترولية، كلها في سوق الثلوث وتتبع رجال المقاومة الشعبية من أسرة آل معوضة. الوضع الإنساني وتحشد المليشيات الانقلابية المزيد من مقاتليها من مدينة ذمار وجبل الشرق إلى تخوم مديرية عتمة غربي ذمار، وتحكم من حصارها الخانق على المديرية بإقامة نقاط تفتيش منتشرة على مداخل المديرية الثلاثة، مخلفة وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار، وسط موجة نزوح واسعة لعشرات الأسر القريبة من مناطق الجبهات القتالية خوفا من القصف العشوائي الذي تشنه المليشيات. وعلى الصعيد الإنساني ذكرت مصادر محلية بمحافظة ريمة القريبة من مديرية عتمة أن عشرات الأسر وصلت إليها هربا من المواجهات المسلحة والقصف العشوائي الذي تشنه المليشيات الانقلابية تجاه منازلهم.