الدولة العميقة ومن يدعمها هدفهم إضعاف الإنتقالي والمكاسب الجنوبية    اعضاء مجلس السابع من ابريل لا خوف عليهم ويعيشون في مأمن من تقلبات الدهر    تحميل لملس والوليدي إنهيار خدمة كهرباء عدن مغالطة مفضوحة    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    بريطانيا تُفجر قنبلة: هل الأمم المتحدة تدعم الحوثيين سراً؟    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    متهم بقتل زوجته لتقديمها قربانا للجن يكشف مفاجأة أمام المحكمة حول سبب اعترافه (صورة)    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    إشاعات تُلاحق عدن.. لملس يُؤكد: "سنُواصل العمل رغم كل التحديات"    ما معنى الانفصال:    مقتل عنصر حوثي بمواجهات مع مواطنين في إب    برشلونة يتخطى سوسيداد ويخطف وصافة الليغا    اليمن تجدد رفضها لسياسة الانحياز والتستر على مخططات الاحتلال الإسرائيلي    البوم    غروندبرغ يحيط مجلس الأمن من عدن ويعبر عن قلقه إزاء التصعيد الحوثي تجاه مارب    شهداء وجرحى جراء قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على شمالي قطاع غزة    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    السعودية: هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    مباحثات يمنية - روسية لمناقشة المشاريع الروسية في اليمن وإعادة تشغيلها    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    احتجاز عشرات الشاحنات في منفذ مستحدث جنوب غربي اليمن وفرض جبايات خيالية    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    دموع ''صنعاء القديمة''    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    ماذا يحدث في عدن؟؟ اندلاع مظاهرات غاضبة وإغلاق شوارع ومداخل ومخارج المدينة.. وأعمدة الدخان تتصاعد في سماء المدينة (صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    رسالة صوتية حزينة لنجل الرئيس الراحل أحمد علي عبدالله صالح وهذا ما ورد فيها    تحرير وشيك وتضحيات جسام: أبطال العمالقة ودرع الوطن يُواصلون زحفهم نحو تحرير اليمن من براثن الحوثيين    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    بسمة ربانية تغادرنا    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفاصيل 5 ساعات حرب بين القاعدة وأميركا في اليمن
20 غارة أميركية بالتنسيق مع الحكومة اليمنية وإنزال جوي وهجوم بري بحري بمشاركة طائرات أباتشي وبدون طيار وقوات من المارينز..
نشر في أخبار اليوم يوم 04 - 03 - 2017

قرابة 30 غارة جوية شنتها طائرات أميركية في ثلاث محافظات يمنية، بحسب مصادر محلية، في حين وزارة الدفاع الأميركية تقدرها بأكثر من عشرين ضربة نفذتها طائراتها في محافظات أبين والبيضاء وشبوة باليمن. وكذا عملية إنزال جوي لقوات أميركية تعد الثانية على الأرض اليمنية منذ تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب منصبه في 20 يناير/كانون الثاني الماضي.
سلسلة غارات نفذتها طائرات أمريكية، بدون طيار وأخرى عمودية من نوع أباتشي، على أهداف ومواقع يشتبه أنها تابعة لتنظيم القاعدة في الثلاث المحافظات، وأسفرت إحداها عن مقتل أربعة من القاعدة في شبوة، وخمسة آخرين في أبين بينهم قيادي في التنظيم، بينما لم تسفر الغارات التي استهدفت مواقع في البيضاء عن أي إصابات.
تصعيد أميركي محموم ضد تنظيم القاعدة في اليمن، الذي توعده ترامب بحرب لاهوادة فيها، يضع الولايات المتحدة في مواجهة مقلقة مع التنظيم، بإستراتيجية مكثفة لمكافحة التنظيم.. وتأتي هذه الضربات التي كانت الإدارة الأمريكية السابقة أذنت بها ضمن تلك الإستراتيجية، رغم أنه لم يعرف بعد هدف العملية، ولا نتائجها.
القاعدة في وجه أميركا
صعد الجيش الأمريكي من هجماته على مواقع تنظيم القاعدة في اليمن، بعد توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لما وصفها ب"التنظيمات المتشددة" بحرب لا هوادة فيها. وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) شنها أكثر من 20 ضربة جوية الخميس، قائلة إنها استهدفت ثلاثة مواقع مختلفة.
وكانت طائرات أمريكية من دون طيار قد شنت قرابة 30 غارة جوية، يوم الخميس، على عدة مناطق في محافظتي البيضاء وأبين باليمن، يعتقد أنها قد تكون تابعة لعناصر من تنظيم القاعدة. وتداول ناشطون صورا لآثار ومخلفات العملية التي نفذتها القوات الأمريكية أول من أمس الخميس على عدة مناطق في أبين والبيضاء وشبوة لمحاربة مشتبهين في تنظيم القاعدة.
وأكد مسؤولان أمريكيان الخميس، إن الولايات المتحدة نفذت ضربات جوية في اليمن مستهدفة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب فيما قد تكون أول عملية منذ هجوم لقوات خاصة أمريكية في يناير كانون الثاني ضد التنظيم. وبحسب وكالة رويترز لم يقدم المسؤولان مزيدا من التفاصيل. وقال سكان ومسؤولون محليون ل "رويترز" إن أربعة يشتبه بأنهم أعضاء في تنظيم القاعدة قتلوا في هجوم بطائرة بدون طيار على مبنى في جنوب اليمن يوم الخميس.
ونفذت قوات البحرية الأمريكية المارينز فجر الجمعة هجومين على أهداف يشتبه بأنها تابعة لتنظيم "القاعدة" في محافظتي شبوة وأبين جنوبي اليمن لليوم الثاني على التوالي. وقال البنتاغون مساء الخميس إن طائرات أميركية نفذت أكثر من عشرين ضربة في محافظات أبين والبيضاء وشبوة باليمن. وأضاف أن الضربات استهدفت "متشددين وعتادا والبنية التحتية"، وأنها نفذت بالتنسيق مع الحكومة اليمنية. وقد أسفرت تلك الغارات عن قتلى وجرحى وتدمير ثلاثة منازل ومحطة وقود ومخزن أسلحة ومصنع.
في محافظة أبين جنوبي اليمن، قصفت الطائرات الأمريكية مواقع للقاعدة في جبل موجان ونفذت انزالاً جوياً هو الثاني خلال أربع وعشرين ساعة حيث سمعت أصوات اشتباكات بين مقاتلي القاعدة والجنود الأمريكيين هناك لنصف ساعة تقريبا وفق ما أفاد سكان محليون لوكالة رويترز، التي نقلت عن سكان ومسؤولين محليين في اليمن أن أربعة يشتبه في أنهم عناصر بالقاعدة قتلوا في غارة استهدفت مبنى في منطقة الصعيد بمحافظة شبوة. ونقلت وكالات أخرى عن مصادر محلية الخبر نفسه، مؤكدة أيضا مقتل أربعة أشخاص يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة، وذلك عندما قصفت طائرة مسيرة فجرا منزل عضو في التنظيم بوادي يشبم بمديرية الصعيد.
وشنت الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عشرات الضربات الجوية باستخدام طائرات بدون طيار مستهدفة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي تعتبره أحد أخطر أفرع هذا التنظيم. وأبلغ الرئيس دونالد ترامب الكونجرس يوم الثلاثاء أن هجوم القوات الخاصة، شهر يناير المنفرط، في منطقة يكلا بمحافظة البيضاء أسفر عن الحصول على معلومات مخابراتية قيمة "ستؤدي إلى مزيد من الانتصارات في المستقبل.
شبوة.. هدوء حذر بعد فشل محاولة إنزال جوي
شنت مقاتلات أمريكية، فجر الجمعة، 5 غارات على مواقع مفترضة لتنظيم القاعدة بمديرية الصعيد في محافظة شبوة، وغارات أخرى على مديرية عزان وفقاً لمصادر محلية. ووقع هجوم في منطقة الصعيد التابعة لمحافظة شبوة التي تقطنها قبيلة العوالق التي ينتمي إليها أنور العولقي، أمريكي الجنسية، الذي قتل عام 2011 في عملية بطائرة أمريكية بدون طيار.
وعبر سكان عن اعتقادهم بأن طائرات أمريكية بدون طيار استخدمت في الضربة التي نفذت الخميس. واستهدفت الغارات منزل سعد عاطف أحد قياديي القاعدة في شبوة إضافة إلى مصنع يمتلكه، مشيرة إلى أنها أسفرت عن مقتل 6 أشخاص من أسرة واحدة فيما التهمت النيران منازل فيها نساء وأطفال.
وأفادت المصادر المحلية أن قوات المارينز الأمريكية حاولت القيام بعملية إنزال جديدة في المنطقة أسوة بما تم القيام به في منطقة قيفة بمحافظة البيضاء أمس الأول الخميس إلا أن عملية الإنزال فشلت وفقاً لتلك المصادر. وقال سكان محليون أنه عند الساعة العاشرة من مساء يوم الخميس شنت طائرات يعتقد أنها بدون طيار غارات عنيفة على مواقع للتنظيم القاعدة بمناطق متفرقة بمديرية الصعيد.
وساد هدوء نسبي مديرية الصعيد بشبوة بعد غارات عنيفة استهدفت مواقع مفترضة لتنظيم القاعدة دون خسائر، وذلك بعد ليلة شديدة القصف بالقنابل والصواريخ ولعلة الرصاص عاشها سكان وادي يشبم بمديرية الصعيد وتحديدا قرية شعبة آل عتيق بمحافظة شبوة. ونفى سكان محليون الأنباء التي تحدثت عن سقوط ضحايا مدنيين. مؤكدين أن القصف لم يخلف أية أضرار تذكر.
وبحسب المصادر بدأت العمليات عند الساعة الثانية عشر واستمرت قرابة الساعتين، لكنها لم تسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية تذكر. ونقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان قولهم أن القصف كان بالقرب من منازل عناصر تنظيم بمنطقة شعبة آل عتيق بوادي يشبم. وأضاف الشهود أن عناصر التنظيم فرو سيرا على الأقدام إلى الجبال باتجاه منطقة المسحاء، فيما استمرت الطائرات بمطاردتهم.
البيضاء.. غارات تخلف قتلى وجرحى والسكان يفرون
نفذت طائرات أميركية غارات جوية على مواقع يشتبه تمركزها وتواجد عناصر تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء وسط اليمن. ونقل مراسل الجزيرة في اليمن عن مصادر محلية أن طائرات أميركية مسيّرة وأخرى عمودية شنت سلسلة غارات على مديرية القريشية بمحافظة البيضاء، مخلّفة قتلى وجرحى.
وأفادت المصادر بأن معظم سكان المنطقة نزحوا فور سماعهم تحليق الطيران تحسبا لعملية إنزال جوي للقوات الأميركية، كما حدث في قرية "يكلا" بالبيضاء أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات بينهم مدنيون.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن ثلاثة مسلحين آخرين قتلوا في منطقة قيفة بمحافظة البيضاء، وأن غارات أخرى استهدفت مسلحين في منطقة الصومعة بالمحافظة نفسها. ونقلت قناة "روسيا اليوم"، عن مصادر محلية إفادتها أن الطائرات يعتقد أنها أمريكية، موضحة أن "الغارات الجوية جاءت بعد تحليق مستمر للطيران الأمريكي منذ مساء الأربعاء في مديرية الصومعة بمحافظة البيضاء.
وقالت مصادر للوكالة الألمانية "د ب أ"، إن أغلب سكان منطقة مديرية الصومعة رحلوا بعد سماعهم تحليق الطيران، خوفا من عملية إنزال جوي أخرى تقوم بها القوات الأمريكية كما حدث في قرية "يكلا" بالبيضاء، والتي أسفرت عن مقتل 30 شخصا بينهم عشر نساء وأطفال، حسبما أفاد مسؤولون أمريكيون. ونفذت قوات البحرية الأمريكية في شهر يناير من العام الجاري عملية إنزال بمحافظة البيضاء، حيث استهدفت عناصر من التنظيم بينما قتلت ما يا قرب 30 من المدنيين اغلبهم نساء وأطفال.
تأكيد أميركي على تنفيذ الضربات
كشف مسؤولان أمريكيان، أمس الجمعة إن الجيش الأمريكي نفذ سلسلة أخرى من الضربات الدقيقة في اليمن ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. غير أن أحد المسؤولين نفى ل"رويترز" مشاركة قوات برية أمريكية في أحدث العمليات. في حين أكد سكان محليون خوض جنود أمريكيون معركتين مسلحتين منفصلتين مع متشددي القاعدة في اليمن. وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "جيف ديفيس" قد قال الخميس أن القوات الأمريكية نفذّت سلسلة من الضربات الدقيقة في اليمن ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية، أو القاعدة في جزيرة العرب، في الصباح الباكر من يوم 2 مارس (توقيت اليمن). وأصدر ديفيس بيانا، جاء فيه أن القوات الأمريكية نفذت سلسلة من الضربات الدقيقة في اليمن ضد القاعدة في شبه جزيرة العرب، في الصباح الباكر من يوم 2 مارس.
وكشف المتحدث باسم البنتاجون عن مشاركة الحكومة اليمنية في الضربات، والتنسيق مع الرئيس هادي، مؤكدا أن الحكومة اليمنية هي شريك قيم في مكافحة الإرهاب، وقال:" نحن نؤيد الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة من خلال قتال منظمات إرهابية معروفة مثل القاعدة في جزيرة العرب".
وأشار البيان " إلى أن أكثر من 20 غارة استهدفت مسلحي القاعدة في جزيرة العرب والمعدات والبنية التحتية في محافظات أبين، والبيضاء، وشبوة. وأكد البنتاجون عزمه على مواصلة ضرب قواعد ارتكاز تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب. وقال بيان إعلامي صدر عن البنتاجون برقم 83 لسنة 2017 إن المقاتلات الأمريكية قد وجهت في الثاني من الشهر الجاري أكثر من 20 ضربة جوية دقيقة ومركزة استهدفت العتاد والبنية التحتية لعناصر تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب في مدن أبين والبيضاء وشبوة في اليمن.
وكشف الناطق العسكري الأمريكي عن أن الضربات تمت بصورة مشتركة مع القوات اليمنية وبتنسيق كامل مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي وصف الناطق حكومته بأنه "متعاونة جدا في الحرب على الإرهاب. وقال "أن الإدارة الأمريكية تثمن كثيرا ما تقوم به حكومة اليمن من جهد حقيقي لبناء الاستقرار في المنطقة وضرب معاقل تنظيمات الإرهاب المعروفة هناك وفي مقدمتها تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب".
وأشار البيان إلى أن ما تلقاه تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب من ضربات على مسرح العمليات اليمني في الثاني من الشهر الجاري سيفقد التنظيم قدرته على تنسيق شن أية هجمات إرهابية خارجية والحد من قدرة التنظيم على استخدام الأراضي التي يسيطر عليها في اليمن كملاذ آمن يتم فيه التخطيط لأعمال الإرهاب، حيث نالت عمليات الإغارة الجوية المنفذة الخميس من العناصر البشرية المنتمية للتنظيم ومن عتادهم وأسلحتهم الثقيلة، كما نالت الضربات الجوية ذاتها من بنية التنظيم التحتية ودمرت مواقع ارتكازه.
ونوه البنتاجون، في بيانه، إلى أن تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب قد استفاد من فراغ السيطرة الحكومية في بعض مناطق اليمن للتخطيط، وإصدار التنظيم التوجيهات لتنفيذ عمليات إرهابية أو الإيعاز بها للعناصر المتعاونة معه ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، وأن القوات الأمريكية ستواصل العمل المشترك مع حكومة اليمن لإلحاق الهزيمة بالقاعدة في شبه جزيرة العرب وتقويض قدرة هذا التنظيم الإرهابي على العمل في الأراضي اليمنية.
ذريعة المعلومات القيمة وتوظيف العمليات
دون تنسيق مسبق مع الحكومة الشرعية في اليمن، نفّذت واشنطن عملية عسكرية، نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بمحافظة البيضاء، في مهمة اعتبرها مسؤول رفيع في وزارة الدفاع اليمنية "الخيار الخاطئ"، و"العملية الفاشلة"، وأن المستفيد الوحيد منها هو تنظيم القاعدة.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية كشفت عن حصولها على معلومات قيّمة من غارة نُفذت في اليمن، شهر يناير الماضي، حول "القاعدة"، منها معلومات عن عمليات تصنيع المتفجرات وأنشطة الاستهداف والتدريب للتنظيم. وقال مسؤول أمريكي كبير، الثلاثاء 28 فبراير/شباط، إن تلك المعلومات ذات أهمية كبيرة في ضوء التهديد الذي يشكله هذا التنظيم منذ فترة طويلة. ويضم التنظيم واحدا من أكثر صناع القنابل إثارة للخوف في العالم، وهو إبراهيم حسن العسيري. ويشكل التنظيم مصدر قلق دائم للحكومة الأمريكية، منذ محاولته، في 2009، تفجير طائرة ركاب متجهة إلى ديترويت يوم عيد الميلاد.
واعتبر محللون أن العملية تخدم التنظيم؛ بالنظر إلى الطريقة التي نُفّذت بها وخلّفت ضحايا مدنيين سيلقون مساندة وتعاطف الرأي العام، كما اعتبر البعض موعد تحرّك التنظيم والمناطق التي يتحرّك فيها يرتبط بقوى الانقلاب، التي تواجهها الشرعية في حرب مفتوحة على أكثر من جبهة. مشددين على ضرورة عدم إغفال أثر العملية الأمريكية على التنظيم في محافظة البيضاء، وكيف أنها حفّزته على الانتقام وتوسيع نشاطه.
وفي وقت سابق، جدد البيت الأبيض دفاعه عن عملية الإنزال التي نفذها الجيش الأمريكي في منطقة يكلا بمحافظة البيضاء الشهر الماضي، والتي أسفرت عن مقتل جندي أمريكي، وتحطم مروحية، ومقتل عدد من عناصر "القاعدة" ومدنيين. وقال شون سبايسر، المتحدث باسم البيت الأبيض، الاثنين، إن عملية الإنزال تلك أدت إلى "جمع كثير من المعلومات التي ستساعد في ضمان أمننا". وأشار إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية تجري حاليا 3 عمليات تقييم للعملية والظروف التي جرت فيها، منوها بأن قرار إجراء تقييم لعملية الإنزال تم اتخاذه لثلاثة أسباب، هي: وقوع ضحايا أمريكيين؛ ومقتل مدنيين؛ وتعرض المعدات لأضرار مثل تحطم المروحية.
وسبق أن حذّرت مجموعة الأزمات الدولية من أن الفرع اليمني لتنظيم القاعدة "أقوى من أي وقت مضى"، لافتة إلى أنه قد يفيد من عمليات عسكرية شبيهة بأول عملية أمريكية أمرت بها إدارة الرئيس دونالد ترامب، وأسفرت عن مقتل مدنيين في محافظة البيضاء وسط البلاد.
مجموعة "إنترناشونال كرايزيس غروب" أوضحت في تقرير بعنوان "القاعدة في اليمن: قاعدة في طور التوسّع"، كيف استفاد تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" ومنافسه تنظيم الدولة من الفوضى والحرب في اليمن منذ العام 2014، وهو العام الذي شهد الانقلاب المسلّح لمليشيا الحوثي والمخلوع صالح على مؤسسات الدولة.
وأشارت إلى أن تلك الجهود ستُقوّض في حال أقدمت بلدان- كالولايات المتحدة- مهتمّة بقتال القاعدة في جزيرة العرب والفرع الناشئ لتنظيم الدولة، على اتخاذ إجراءات عسكرية تتجاهل السياق المحلّي، وتتسبب بخسائر كبيرة بين المدنيين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.