فتح مانشستر يونايتد باب المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز على مصراعيه من جديد، بعدما أسقط ضيفه تشيلسي بهدفين دون رد، في القمة التي جمعت بينهما لحساب الجولة 33، لينتقم جوزيه مورينيو بذلك من نظيره أنطونيو كونتي الذي تفوق على في مباراتين سابقتين هذا الموسم. هزيمة تشيلسي جعلت الفجوة بينه وبين توتنهام هوتسبر أقرب ملاحقيه تتقلص إلى 4 نقاط فقط، مع تبقي 6 مباريات على نهاية الموسم، ستشهد مواجهات صعبة لتشيلسي خاصة خارج ملعبه أمام إيفرتون، أما مانشستر يونايتد فقد عزز آماله في بلوغ المربع الذهبي، حيث صعد للمركز الخامس متجاوزًا إيفرتون، بعد أن رفع رصيده إلى 60 نقطة بفارق 4 نقاط فقط عن مانشستر سيتي (الرابع)، علمًا بأن اليونايتد لديه مباراة أقل، كما سيواجه السيتي نفسه لاحقًا. وشهدت تشكيلة المدرب جوزيه مورينيو عدة تغييرات، إذ فضل اللجوء لطريقة 3/5/2، وعدم الدفع من البداية بهدافه هذا الموسم إبراهيموفيتش بداعي الإجهاد، فيما غاب عن أنطونيو كونتي حارسه الأساسي تيبوا كورتوا بسبب الإصابة، كما اضطر لإشراك فيكتور موسيس كجناح أيسر بسبب إصابة ماركوس ألونسو، مع الاعتماد على سيزار أثبيليكويتا في مركز الجناح الأيمن، وغلب الطابع التكتيكي المباراة تمامًا، إذ لم يندفع أي من الفريقين هجوميًا، وفضل مورينيو اللعب على إغلاق مناطقه، ليجعل تشيلسي يخرج من الشوط الأول بلا أي تسديدة على المرمى للمرة الأولى في هذا الموسم. جاءت بداية المباراة سريعًا بنجاح مانشستر يونايتد في أخذ الأسبقية وأسرع هدف له في البريميرليج بعد مرور 8 دقائق فقط، بعد كرة خاطئة من ماتيتش، افتكها أندير هيريرا، وأرسل تمريرة على طبق من ذهب لراشفورد، الذي تحرك بشكل مميز في ظهر دافيد لويز وأسكن الكرة داخل شباك الحارس البديل أسمير بيجوفيتش. واستهل مانشستر يونايتد الشوط الثاني بنفس القوة أيضًا، ليظهر نجم المباراة الأول، أندير هيريرا، في ثوب المسجل لا صانع الألعاب، معززًا تقدم اليونايتد بهدف ثان، بعد أن استغل فشل دفاع تشيلسي في إبعاد الكرة عن مناطقه، ليطلق تصويبة قوية، اصطدمت بقدم كورت زوما وغالطت بيجوفيتش. وتدخل كونتي بإجراء بعض التغييرات الهجومية لتنشيط هجومه، بالدفع بفابريجاس وويليان، في المقابل دفع مورينيو بمايكل كاريك لتحصين خط الوسط أكثر فأكثر، ونشط تشيلسي هجوميًا بعد تغييرات كونتي، إلا أن أقدام لاعبي مانشستر يونايتد ظلت راسخة، دون أن يحدث جديد، إلى أن أطلق الحكم صافرته، معلنًا إنهاء سلسلة النتائج السلبية لليونايتد أمام تشيلسي، محققًا فوز لم يتحقق في آخر 8 مباريات جمعت بينهما. من جهته حقق ليفربول فوزًا صعبًا جدًأ على مستضيفه وست بروميتش بهدف نظيف من توقيع "فيرمينو" وذلك في المباراة المثيرة المقامة على أرضية ميدان "ذا هاوثورنس"، وقفزت عناصر المدرب "يورجن كلوب" بهذا الفوز للمركز الثالث متقدمة بنقطتين على مانشستر سيتي الذي لا يزال يملك مباراة ناقصة، فيما تجمد رصيد وست بروميتش عند النقطة ال44 في المركز ال8. ووجد ليفربول صعوبات كبيرة في الوصل لمرمى الحارس "فوستر"، فويست بروميتش كان منضبطًا تمامًا على المستوى التكتيكي والدفاع أبعد جل الكرات المرسلة نحو العمق وهو ما جعل الفرص الحقيقية تتأخر لما بعد ال20 دقيقة الأولى، ففي الدقيقة ال27، انقض "كوتينو" في الجهة اليسرى لمنطقة الجزاء على إحدى العرضيات بضربة أكروباتية رائعة، لكنها افتقدتا لشيء من الدقة وابتعدت قليلاً عن المرمى ثم تبعه "أوريجي" في الدقيقة ال33 بقذيفة صاروخية رائعة من على بعد 25 مترًا، لكن الحارس "فوستر" تعملق في التصدي لها. واستمر ضغط الرديز في الدقائق القادمة، لكن بدون نجاعة كبيرة، فيما كان أصحاب الأرض يردون عبر بع التسديدات من بعيد وخاصة من "ناصر الشادلي"، لكنها لم تكن بالخطورة الكافية لتهديد "مينيوليه"، ومن ضربة حرة مباشرة في الوقت المبدد، انقض "لوكاس" على الكرة برأسه محولاً إياها "لفيرمينو" الذي أسكنها برأسية مميزة في الشباك وذلك وسط فرحة كبيرة من المدرب "يورجن كلوب"، وتحسن أداء الريدز كثيرًا في الشوط الثاني، فقد أصبح أكثر شراسة وبناؤه للمحاولات كان أكثر من رائع، إذ اعتمد على العمل الجماعي وتناقل الكرات ببينيات مميزة جاعلة "أوريجي" يستقبل في الدقيقة ال55 الكرة في الجهة اليسرى ليراوغ بمهارة ويرسل تسديدة مقوسة رائعة، لكنها لم تكن بالدقة الكافية، وعقب دقيقتين، تناغم "فينالدوم" بشكل مميز مع "فيرمينو" الذي منح في النهاية عرضية بالمسطرة "لميلنر" المنفرد في الجهة اليسرى، لكنه سدد ببشاعة مضيعًا هدفًا محققًا على فريقه. واستمر الضغط الليفربولي الرهيب في الدقائق القادمة بتسديدات متالية من "فينالدوم" و"كوتينيو" من على مشارف منطقة الجزاء، لكنها لم تكن مركزة على المرمى، وكاد من هجمة مرتدة في الدقيقة ال79، أرسل "روندون" بينية رائعة نحو "فيلبيبس" المنفرد في الجهة اليسرى، لكنه فوجئ لحظة التسديد بخروج "مينوليه" واستماتته الرائعة منقضًا على الكرة. ورغم المحاولات الكثيرة لوست بروميتش في الدقائق المتبقية، إلا أنه لم يتمكن من التعديل أمام يقظة "مينيوليه" ودفاعه، لينتهي بذلك اللقاء على أنغام فرح "كلوب " ولاعبيه.