مريس في الشهر السابع عشر تستمر الحرب بين المقاومة الشعبية وبين المليشيا الانقلابية، ومئات الأسر تنزح من قراهم إلى، الكهوف والبعض إلى المدارس والبعض الآخر إلى قرى مريس الآمنة من قصف المليشيات والبعض الآخر يسكنون في مدينة قعطبة في منازل للإيجار. فعدد القرى التي نزح منها أهالي منطقة مريس بسبب القصف والدمار الذي تقوم به المليشيا الانقلابية (9) قرى الواقعات في شمال وغرب منطقة مريس بمحافظة الضالع . وﻳﻌيش النازحون في قرى منطقة مريس ﻇﺮﻭﻓﺎً ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺻﻌﺒﺔ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ غياب ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ، ﺳﻮﺍﺀً ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍلإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻭسط ﺗﺠﺎﻫﻞ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻟﻘﻀﻴﺘﻬﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ . أصبحت تسع قرى من منطقة مريس بالضالع ساحة للمواجهات بين المقاومة والمليشيا الانقلابية مما اضطر أهالي القرى للنزوح من منازلهم إلى الكهوف والمدارس والبعض لمنازل للإيجار وتركوا مزارعهم التي هي مصادر رزقهم، فأصبحت حياتهم صعبة في الكهوف، حيث يستخدمون ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺑﺪﺍﺋﻴﺔ ﻓﻲ إﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻛﺎﻟﻄﻬﻲ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍلأﺷﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﺤﻄﺐ ﻭﻧﻘﻞ أﺩﻭﺍﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ. أضرار وآلام النزوح شمال وغرب مريس ويؤكد الناشط الحقوقي محمد أبو طلعة ل "سبتمبر نت" أن المواجهات بين قوات اللواء 83 مدفعية مسنودة بالمقاومة الشعبية بمريس من جهة والمليشيات الانقلابية من جهة أخرى خلفت لنزوح 511 أسرة من 9 قرى وهي كالتالي" يعيس، القهرة، حجلان، الجدس، الرحبة ، الصلول ، سون ،المعصر، رمة" في منطقة مريس بالضالع. وأشار أبو طلعة- في حديثه- إلى أن انتهاكات متواصلة ترتكبها المليشيا الانقلابية بحق الأهالي في (9) قرى في منطقة مريس، ففي قرية يعيس، نزح مايقارب (52) أسرة، حيث يبلغ عدد أفرادها (200 شخص) كما تم نهب وتدمير أربع سيارات ودينة . وفيما يتعلق بقرية حجلان، فقد تضرر نحو (51) منزلاً نزح منها ما يقرب عن (50) أسرة عدد أفرادها (188) فرداً بينما تم تدمير ثلاث سيارات، وأعطبت بئر ارتوازية ولم تسلم مزارع القات التي تلف منها (41) مزرعة. وعلى غرار القريتين السابقتين تأتي قرية سون والذي تضرر ما يقرب عن (55) منزلاً ونزحت منها (120) أسرة بلغ عدد أفرادها (800) نسمة بينما تلفت (40) مزرعة قات، فضلاً عن العديد من المزارع التي منع الأهالي من ريها، وكذلك أحرقت المليشيا (8) سيارات وثلاث درجات نارية تابعة لأهالي قرية سون وتدمير وإحراق بئر ارتوازية وقتل (30) رأس غنم من الماشية. وفي قرية الرحبة غرب مريس تضرر نحو (40) منزلاً ونزحت منها (80) أسرة عدد قوامها (500) نسمة ، وتلف (40) مزرعة وتفجير مضختين مياه شرب . أما قرية الصلول، فقد تضرر نحو (25) منزلاً ونزحت (20) أسرة قوامها (140) فرداً بينما تلفت (40) من مزارع القات التابعة للقرية وأحرقت أربع سيارات . بينما نزحت في قرية الجدس (30) أسرة وعدد قوامها (280) نسمة وتلف 50 مزرعة وإحراق سيارتين ودينا وتدمير مضخة مياه كانوا يقومون بري المزارع القرية . وبالنسبة لقرية القهرة فقد تضرر (11) منزلاً ونزحت (12) أسرة قوامها (90) نسمة وتلفت (12) مزرعة قات بينما أحرقت ثلاث سيارات يملكها أهالي قرية القهرة وتدمير بئر ارتوازية ومعدة ثقيلة شيول. أما قرية "ادمه" فقد قصفت المليشيا الانقلابية 5منازل بقذائف المدفعية، كما أحرقت سيارتين وتلف أربع مزارع قات. وأضاف أبو طلعة إن المليشيات الانقلابية قصفت قرية "رمة" غرب مريس ودمرت (87) منزلاً منها 3 كلي و(14) جزئي بالغ وتم نهب 22 منزلاً، فيما نزح منها (100) أسرة عددهم (700) نسمة، و112 مزرعة في الأرض تم تلفها كما تم تدمير بئر الشرب في القرية . أما قرية المعصر، فقد قامت المليشيا الانقلابية بتلغيم مداخلها مما دفع أهليها للنزوح فقد نزحت منها (43) أسرة وعددهم (300) نسمة وتلف (50) مزرعة قات تم إتلافها، وهكذا بالنسبة لقرية صولان التي تضرر أربعة من منازلها فضلاً عن تلف خمس مزارع قات. ولم تتوقف انتهاكات الانقلابيين عند هذا الحد بل تعدتها إلى قرية "فرثان" التي تضرر فيها منزلان وأتلفت أربع مزارع للقات بينما احترقت سيارتان وقرية الجرب التي دمّرت فيها المليشيا مخزناً زراعياً وأتلفت مزرعتين للقات مروراً بقرية الحنكة، حيث قصفت المليشيا فيها منزلاً واحداً تضرر بأضرار جسيمة، وكذلك، الأمر في قرية "الجروف" التي دمّرت المليشيا الانقلابية أحد منازلها بالإضافة إلى تلف مزرعة قات . الطفولة والحرمان من التعليم وأضاف الحقوقي أبو طلعة: إن الأطفال والنساء في مريس الأكثر تضرراً من حرب المليشيات الانقلابية، مشيراً إلى أن ما يقارب عن( 800) طالباً وطالبة هم إجمالي الطلاب المشردين من قرى -رمه – وحجلان – يعيس – صالان، لم يلتحقوا بتعليمهم حتى الآن فيما أغلقت المدارس أبوابها في قرى مناطق المواجهات بشمال وغرب مريس . وضع إنساني صعب النازح صالح عبدربه، يقول: ﺍﻟﺤﺮﺏ حولتنا ﺇﻟﻰ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﺗﺎﺋﻬﻴﻦ ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﺒﺔ ﺩﻭﺍﺀ ﻭﺭﻏﻴﻒ ﻋﻴﺶ وماء ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺫﺍﺕ العلاﻗﺔ ﺗﻨﺎﺳﺘﻨﺎ ﻭﻛﺄﻧﻨﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﺑﺸﺮﺍً ﻳﺴﻜﻨﻮﻥ ﺍﻟﻜﻬﻮﻑ. وأضاف: إن في ﻛﻬﻮﻑ ﺟﺒﺎﻝ مريس ﺗﻌﻴﺶ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﺎ ﻭﻗﺮﺍﻫﺎ ﺇﺛﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ في الشريط الحدودي الواقع بين مديرية دمت ومديرية مريس شمال الضالع ﺃﻛﺜﺮ ﻣنذ 4 أشهر ﺑﻴﻦ الجيش الوطني والمليشيا الانقلابية، ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎﺏ ﺩﻭﺭ الشرعية ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺗﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ﻟﻬﺆلاﺀ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ، ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻠﻒ أياً ﻣﻦ المجالس المحلية ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﺃﻣﺎﻛﻨﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﻠﻤﺲ ﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺗﻬﻢ ﻭﺗﻔﻘﺪ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ. المواطن النازح/ أحمد عبدالقوي اليعيسي، نموذج لحالة النازحين والمشردين والمهجرين قسراً من مساكنهم في قرى شمال منطقة مريس، فهو يبلغ من العمر 42 عاماً يوجد لديه ثلاث من الأسر النازحة التي يسكن في أحد الكهوف بوادي ماسر منذ 17 شهراً بعد أن دمّرت المليشيا الانقلابية منزله الواقع في منطقة التماس بقرية يعيس شمال الضالع. وقال اليعيسي: بعد أن دمرت المليشيات منزلي لم أجد سوى الكهف مأوى أعيش فيه أنا وأسري الثلاث لممارسة الحياة بشكل طبيعي رغم الوضع الإنساني الصعب والقصف الذي تشنه المليشيا الانقلابية. يقول نازح في الستين من عمره ﺇﺧﻮﺍﻧﻜﻢ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ من النزوح، إنها غصة القهر ومنتهى الألم، منازلنا دمّرت بقصف المليشيا الانقلابية، مضيفاً بأن الأﻭﺿﺎﻉ المعيشية للنازحين ﻗﺎﺳﻴﺔ فقد ﺳﺎﺀﺕ ﺃﺣﻮﺍلهم ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﻭﺗﺪﻫﻮﺭﺕ ﺃﻭﺿﺎعهم ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺻﻞ ﺑبعضهم ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻀﻮﺭ ﺟﻮﻋﺎً ﺩﻭﻥ ﻣﺄﻛﻞ ﻭﻻ ﻣﺸﺮﺏ . النازح قايد صالح، يقول: المسؤولون والقائمون على الإغاثة ﺑﺎﻋﻮﻧﺎ ﻟﻠﻔﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺨﺠﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻨﺎ ﻛﻨﺎﺯﺣﻴﻦ، ﻻ ﻧﻤﻠﻚ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﺮﻓﻊ ﺃﻛﻒ ﺍﻟﻀﺮﺍﻋﺔ ﻟﻠﻤﻮﻟﻰ ﻋﺰ ﻭجل، ﻓﻬﻮ ﺍﻷﻗﺪﺭ ﻭﺣﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﻊ ما بنا من بلاء. ﻟﻔﺘﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ لمأساة ﻧﺎﺯﺣﻲ مريس.. هم ﻭﻃﻨﻲ ﻳﺆﺭﻕ ﻛﻞ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺷﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺣﻼً ﻟﻬﺎ، ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﺳﻬﺎﻡ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻟﻬﻢ ﻟﺤﻴﻦ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﺎﺭﻫﻢ ، فهذه ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ تلقى ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ ﻭﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺯﻱ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮﻱ .