تصاعدت التحذيرات الأممية إزاء انتشار وباء الكوليرا في اليمن المرهقة بالصراعات منذ أكثر من عاميين. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دو جاريك، في تصريح صحفي له، أمس الاثنين إن 7.6 مليون شخص يمني يعيشون في المناطق المعرضة لخطر انتقال وباء الكوليرا. وأكدت منظمة الصليب الأحمر، أن الكوليرا قتلت 180 على الأقل فى اليمن منذ 27 أبريل، والإبلاغ عن 11 ألف حالة إصابة أخرى مشتبه بها. وفيما قالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) إنها خصصت 2 مليون دولار لمكافحة مرض الكوليرا في اليمن وتوفير الماء المضاد للجفاف والأدوية المطلوبة لمكافحة هذا المرض.. أعلنت فرنسا تخصيص مليوني يورو للمساهمة في مكافحة الانتشار السريع لوباء الكوليرا في اليمن. وأشار (ستيفان دو جاريك)، إلى أن الأممالمتحدة" تدعم 33 مركزا لعلاج الإسهال في اليمن، كما افتتحت عشرة مراكز للعلاج بالإماهة الفموية، بالإضافة إلى ذلك، أنشأت مركزين للطوارئ في عدنوصنعاء، مع فرق الاستجابة السريعة لرصد ومعالجة مصادر المياه الملوثة". وفي سياق متصل كشف مصدر مسؤول في السجن المركزي في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الانقلاب عن إصابة 11 سجينا بوباء الكوليرا. وقال مصدر إن 11 حالة مصابة بوباء الكوليرا حتى الآن موجودة في السجن المركزي، حيث بدأ اكتشاف الحالات المرضية عند تعرض سجناء للإسهال والقيء الحادين، مشيراً إلى انعدام الاحتياطات الصحية في أكبر سجن مركزي في البلاد. وكشف رئيس لجنة الشئون الاجتماعية والعمل بمحلي الأمانة حمود النقيب أمس الاثنين أثناء اجتماعه بمجموعة من التجار عن انعدام الغذاء داخل السجون اليمنية قائلاً: السجناء في السجن المركزي لا يملكون غير وجبه واحدة وهي الأرز والكدمة (نوع من أنواع الخبر) فقط لإبقائهم على قيد الحياة داعياً إلى سرعة دعم السجون اليمنية للمواد الغذائية قبل حصول مجاعة داخل السجون اليمنية. مضيفاً: زرنا السجون وشهدنا أوضاعاً مأساوية تتطلب تدخل التجار والدولة لإنقاذهم من كارثة صحية على وشك حدوثها. وذكرت منظمة الصحة العالمية في بيان أن ما يقارب 7.6 مليون شخص يعيشون في مناطق متأثرة بمرض الكوليرا (الإسهال المائي الحاد)، وأكثر من 3 ملايين نازح معرضون تعرضاً خاصاً لخطر الإصابة بالكوليرا. وتفاقمت الظروف الصحية لهؤلاء السكان نتيجة لنقص الغذاء وازدياد حالات سوء التغذية وانعدام فرص الحصول على خدمات صحية ملائمة بسبب الحرب القائمة. وطالبت وزارة حقوق الإنسان منظمة الصليب الأحمر الدولية، بالتدخل السريع لإنقاذ حياة أكثر من 45 مختطفا في سجون مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية معرضون للموت بعد اصابتهم بمرض الكوليرا بصنعاء. وقال وزير حقوق الإنسان/ محمد عسكر- في رسالة للصليب الأحمر- أن المختطفين في سجون المليشيا لم ينالوا الرعاية الصحية اللازمة بعد إصابة اكثر من 45 منهم بالكوليرا في سجن هبرة وسجن الأمن السياسي بصنعاء". وأضاف" إن المختطفين يتم وضعهم في عنابر تمتلئ بالمجاري في بدروم السجن ما زاد من عدد المصابين بالأمراض الوبائية"..مشيراً إلى أن المليشيا نقلت المختطفين مِن أساتذة الجامعات والمعلمين الى عنبر في بدروم السجن للإمعان في تعذيبهم وإذلالهم. ولفت وزير حقوق الإنسان إن المليشيا الانقلابية في سجن الأمن السياسي قامت بمنع إدخال المياه النظيفة للمختطفين ليومين متتاليين..مناشداً المنظمة الدولية بسرعة الاطلاع على حالة المختطفين والإفراج عنهم في أسرع وقت. ويأتي ذلك في وقت أوضح منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، جيمي ماكغورلدريك، في مؤتمر صحفي بصنعاء ، إن 1.4 مليون يمني فقدوا قدرتهم الشرائية بشكل تام، جراء انعدام مصادر الدخل، على خلفية النزاع المتصاعد منذ أكثر من عامين. وأضاف من أمس، أن ذلك "يشمل مليون و200 ألف موظف في القطاع العام (الحكومي)، والذين لم يعودوا يتقاضون رواتبهم، وأصبحوا بدون دخل منذ سبعة أشهر". وأوضح المسؤول الأممي أن الاقتصاد أصبح يستخدم بين طرفي النزاع ك"أداة ضغط شديدة"، والدليل على ذلك "نقل مقر البنك المركزي إلى عدن (العاصمة المؤقتة)، وعدم سداد رواتب الموظفين بالإضافة إلى الصعوبات التي تواجهها العمليات المصرفية". وجدد "ماكغولدريك" التأكيد على أن الأممالمتحدة "تواجه نقصاً شديداً في التمويل لتغطية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة"، لافتاً إلى أن ما تم تمويله من خطة الاستجابة الإنسانية "لم يتجاوز 20% من المطلوب"، وأن تعهدات مؤتمر جنيف (عقد في 25 إبريل/نيسان الماضي)، لم تصل بعد. وقال "اليمن سيتحول من دولة عُرضة للمشاكل، إلى دولة مصدر لها، في حال واصل المجتمع الدولي الوقوف في موقف المتفرج مما يجري على الأرض". وأكد منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية المقيم في اليمن، أن الإحصائية الفعلية لحالات الكوليرا تفوق الأرقام المعلنة. وأوضح ماكغولدريك أن الإحصائية المعلنة هي "وفاة 115 شخصا، والاشتباه في إصابة 8600 آخرين، وهذه الأرقام ستزداد خلال الأيام القادمة". وأشار ماكغولدريك إلى أنه "رصد حالات في 25 مديرية في 11 محافظة يمنية، وأن احتمالات بإضافة 50 مديرية أخرى، وأن فرق ميدانية من الصحة والمياه والنظافة تقوم بتوزيع المواد في المناطق اللازمة ومكافحة تفشي الوباء". و اكد ماكغولدريك على “ضرورة التدخل الدولي السريع لمواجهة انتشار وباء الكوليرا.