تعاني محافظة أبين من انعدام الخدمات الأساسية، من مياه شرب وصرف صحي وكهرباء، رغم الأهمية التي تمثلها المحافظة، إذ تعد أبين خاصرة الجنوب والمحافظة التي لم تكن هانئة مذ العام 2011م.. فهي أحدى المحافظات الجنوبية الكائنة على الشريط الساحلي لبحر العرب الذي يمتد إلى أكثر من (300) كيلو متراً، وتبعد عن العاصمة مسافة (427) كيلو متراً، وتتصل المحافظة بمحافظتي شبوة والبيضاء من الشمال، والبحر العربي من الجنوب، ومحافظة شبوة من الشرق، ومحافظتي لحج وعدن من الغرب. تحديات عدة تعانيها المحافظة التي ينتمي إليها رئيس الجمهورية/ عبد ربه منصور هادي، علاوة على افتقارها إلى الاحتياجات الضرورية، نتيجة ما مرت به من أزمات متواصلة عانتها، والتي ألت إلى تدمير للبنى التحتية من منازل المواطنين، لازالت ظاهرة للعيان لهذه اللحظة.. فأبين بلا ماء ولا كهرباء ولا نظافة ولا خدمات صحية ولا مشتقات نفطية ولا إدارة محلية ولا مشاريع خدمية، ناهيك عن البيوت المدمرة جراء حربين عصفت بالمحافظة: القاعدة والحوثي، وتجاهل صرف "التعويضات". تدهور خدمة الكهرباء وتزايد ساعات الانطفاء منذ أكثر من شهر وأبناء محافظة أبين، يشكون من تدهور خدمة الكهرباء، في ظل الحر الشديد وارتفاع درجة الحرارة التي تشهدها المدينة، يرافقه تزايد ساعات انقطاع التيار الكهربائي عن معظم أحياء المدينة لساعات طويلة. الوضع الصعب الذي تعيشه أبين عكسته مواقع التواصل الاجتماعي سخطاً عارماً من تردي الخدمة التي تقدمها مؤسسة الكهرباء التي يرى المواطن في المحافظة أنها أصبحت من سوء لأسوأ. ومنذ الأسبوع الماضي ومديريات محافظة أبين تشهد انقطاعات مستمرة للتيار الكهربائي، حيث يصل انقطاع التيار لساعات طويلة تصل إلى 4 ساعات مقابل ساعة واحد فقط، تحت مبررات تضعها إدارة كهرباء أبين في انعدام الوقود المشغل للمحطات وعدم توفيرها، علاوة على ما تعانيه المحطات الخاصة بالمحافظة من تردي في معداتها وآلياتها. الكوليرا مقصلة الموت في أبين تعيش محافظة أبين وضع صحي كارثي، نتيجة انتشار وتفشي وباء الكوليرا وضعف دور الرعاية الصحية، حيث أصبحت حياة المواطنين في خطر، خصوصاً بعد أن تسبب وباء الكوليرا بوفاة حالتين خلال اليومين الماضيتين. ويأتي انتشار وباء الكوليرا، في ظل أوضاع صعبة تعيشها المحافظة على كافة المستويات، ولا سيما القطاع الصحي وتدهور المستشفيات الحكومية، نتيجة ما تتعرض له من إهمال من قبل الحكومة، بحسب شكوى سكان محليون. وكشفت مصادر محلية ل"أخبار اليوم" عن أن امرأتين من سكان العبيدة بمنطقة الكود غرب مدينة زنجبار لقيتا حتفهما نتيجة للحرارة العالية، في ظل انعدام تام لخدمة التيار الكهربائي عن مديريتي زنجبار وخنفر في الأيام الأخيرة، بسبب خروج عدد من المولدات عن الخدمة. الحادثة التي حمل عدد من أهالي ساكن العبيدة السلطة المحلية مسؤولية وفاة الامرأتين بعد أن صار كبار المسؤولين ينعمون بخدمة الطاقة البديلة من الطاقة الشمسية في حين يموت الفقراء ليس من الجوع بل من اشتداد الحرارة وعدم توفر خدمة التيار الكهربائي وانتشار الكوليرا. الدكتور/ عيدروس الميسري، وهو طبيب في مستشفى لودر، قال أن وباء الكوليرا بدا بالانتشار والتفشي قبل حوالي أسبوعين في عدد من مديريات محافظة أبين. وأشار، في تصريح خاص ل"أخبار اليوم"، إلى أن هناك مئات الحالات التي وصلت إلى مستشفيات ومراكز المديريات منها حالات ايجابية وأخرى سلبية. وأكد الميسري أن هناك دعم من منظمة الصحة العالمية والهلال الأحمر الإماراتي، ولكنه دعا إلى عمل حلول لسرعة إيصاله. قلق من تفاقم تردي الخدمات في ظل معاناة مستمرة وتدهور في الأوضاع الحياتية والأمنية والخدماتية٬ وغياب سلطة الدولة٬ أصبحت محافظة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي٬ تعاني من تردي الأوضاع الأمنية والخدماتية، وانعدام شبه كلي لأبسط مقومات الحياة الكريمة من كهرباء ومياه وخدمات صحية٬ ومعها أصبحت تعيش المحافظة وضع صعب. الناشط المدني زياد المحوري شكا ل"أخبار اليوم" أن محافظة أبين تعيش أوضاعا صعبة، في ظل تنصل من السلطة وغياب كبير للجانب الأمني في المحافظة٬ وترد كبير للخدمات٬ وسط انتشار كثير من الأمراض الوبائية بين أوساط المواطنين خصوصا الأطفال. وأكد المحوري أن الغياب الواضح لخدمة الكهرباء في المحافظة أوقع المحافظة في موجة عارمة من التردي في جميع الخدمات وخاصة خدمة الكهرباء التي باتت سبباً في موجة غضب شعبية نظير ترديها، علاوة على ما تعانيه الخدمات الأساسية من تردي في المحافظة. فيما تقول المواطنة أمل خالد، ربه منزل، إن أبين تعاني من مشاكل وهموم كثيرة، فقد كانت من أكثر المحافظاتاليمنية تعرضاً للتدمير خلال السنوات الماضية. وأوضحت أن المحافظة شهدت خلال السنوات الأخيرة عدداً من الأحداث، أبرزها حرب أبريل 2012، وهي الحرب التي سببت في دماراً كبيراً للبنية التحتية، فيما أسهمت الحرب الأخيرة التي شنتها مليشيات الحوثي في انهيار ما تبقى، حد قولها. وأشارت إلى أن من المشاكل التي تعانيها مدينة زنجبار عاصمة المحافظة، مشكلة المياه التي باتت هماً إضافياً يعاني منه السكان إثر تدمير حرب الانقلابيين البنية التحتية. وأضافت: "إذ تنقطع المياه بشكل متواصل عن هذه المناطق لأسباب كثيرة أهما انقطاع التيار الكهربائي المستمر كون معظم المولدات تعتمد على الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى منع الانقلابيين في صنعاء الميزانية التشغيلية للمحافظة". انهيار صحي فاضح رغم الأهمية التي يحتلها مستشفى مدينة لودر في المحافظة، ورغم الخدمات الجبارة التي يقدمها للسواد الأعظم من أبناء مديريات المنطقة الوسطى بمحافظة أبين، إلا أنه يعاني الكثير، ويفتقر لأبسط المقومات. لعل أهم تلك المقومات التي يفتقر إليها المستشفى، غياب الكادر المتخصص في التخصصات كافة، وعدم توافر الأدوية بالشكل المطلوب، وكذلك عدم وجود أمصال للأمراض. ويرى مواطنون إن الصحة في محافظة أبين تعاني الكثير من المشاكل، وتفتقر للكثير من المقومات، بسبب الصراعات الدائرة في البلد والتي ألقت بظلالها على الجانب الصحي وأثرت سلباً عليه. استمرار إغلاق المحاكم مما لاشك فيه أن استمرار إغلاق المحاكم والنيابات ومراكز الأمن يترجم ببساطة غياب القانون والعدل بين المواطنين.. فسيادة القانون على القوي والضعيف وعلى الغني والفقير هو معيار قوة الدولة لحفظ حقوق ومصالح المواطنين وحرياتهم الأساسية. غير أن الواقع الحالي في أبين أدى إلى ظهور مشاكل عدة تتمظهر في تداعي المجتمع ولجوء أصحاب الحقوق المهدورة إلى الصمت والعزلة الداخلية والانفصال عن العالم المحيط بمن حولهم. السلطة المحلية وإدراك حجم المعاناة يوضح وكيل محافظة أبين/ عبد العزيز الحمزه إن التحالف العربي يدعم اليمن في جانب المرتبات والأجور، فيما جانب الموازنة المعني بإدارة المشاريع الاستثمارية لإدارة التنمية والمفتقر إلى الموازنة لم تستطع الدولة أن توفر لها مصدر دخل ثابت حتى يستطيع المواطن أن يعيش باستقرار في جانب الخدمات الحكومية. وعن ما يبديه المواطن من شكوى في جانب تردي الخدمات وخاصة الكهرباء تحدث الحمزه ل"أخبار اليوم"، قائلاً: حتى موضوع الشكوى قد توهم من خلال الحديث انه في كهرباء، ولكنها ضعيفة". وأكد وكيل المحافظة أن الكهرباء تكاد تكون مقطوعة بشكل نهائي، لكن السلطات المحلية، بحسب الحمزه، وخاصة محافظ المحافظة خلال زيارته الأخيرة قرابة الشهر الكامل كان ملف الكهرباء من أهم الملفات والتي كان يبحثها مع أكثر من جهة ومع أكثر من طرف وفي مقدمته رئيس الحكومة- الدكتور/ أحمد عبيد بن دغر، الذي وعد أن يولي ملف الكهرباء في محافظة أبين اهتمام كبيراً. وأضاف: "أنني منذ ثلاثة أسابيع موجود في لودر ومودية والوضيع، هذه المناطق التي انتشر فيها الكوليرا ومنذ بداية انتشار الوباء ونحن نبذل جهود مع أكثر من طرف، وهناك دور لعدد من المنظمات كمنظمة الصحة العالمية واليونيسف وعدد من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الأهلية كالهلال الأحمر اليمني والكويتي والإماراتي ومركز الملك سلمان، حيث كانت لهم جهود ساعدت في التخفيف من انتشار المرض". وتابع: "وقد كانت حالات الاشتباه تصل إلى مئة وخمسين واليوم عدد الحالات تصل إلى أقل من عشر أو خمسة عشر حالة وكذلك في مستشفى لودر، وهناك جهود تبذل من قبل الحكومة والسلطة المحلية، ولكن تبقى جهود دون الطموح لا للسلطة المحلية ولا للمواطن". واختتم الوكيل الحمزه تصريحه ل"أخبار اليوم"، بالقول: "ما نود قوله للمواطن في أبين أننا نبذل كل ما بوسعنا من جهود، ونحن جزء من هذا المواطن ونعاني ونشعر وندرك ما يعانيه، ونعده إننا لن نألو جهداً في بذل قصارى جهدنا بحسب الإمكانيات المتاحة.