طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بفتح تحقيق عاجل في الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الانقلاب ضد المدنيين في اليمن.. وأشار المرصد إلى حوادث استهداف عشرات المدنيين العزل في مدينة "تعز" جنوبي اليمن من قبل جماعة "الحوثي" والميليشيات المسلحة التابعة للرئيس اليمني السابق علي صالح، لافتا إلى أن تلك القوات لا تعبأ بمبدأ التمييز بين المدنيين والمقاتلين، عدا عن كونها استهدفت العديد من الأعيان المدنية منها أحياء سكنية مأهولة بالقذائف وهو ما يعد "جريمة حرب" بحسب نظام المحكمة الجنائية الدولية. ونقل المرصد الأورومتوسطي (يتخذ من جنيف مقرًا رئيسًا له) عن شهود عيان قولهم "إن قذيفتين صاروخيتين سقطتا على تجمع للمواطنين قرب "نادي الصقر" في حي "بير باشا" المكتظ بالسكان والمارة، ما أسفر عن مقتل 4 مدنيين، وإصابة ما يقرب من 8 آخرين بجراح مختلفة، في حصيلة أولية وفقًا لمصادر محلية يمنية. وأكد الشهود أن القذائف -والتي فيما بدا أنها عشوائية - سقطت على المدنيين في منازلهم وعلى الأسواق المكتظة بالمواطنين. وأوضح المرصد أن مدينة "تعز" جنوبي اليمن تتعرض لقصف عشوائي ممنهج يستهدف المدنيين فيها بشكل متعمد، إضافة لاستمرار الحصار الذي تفرضه قوات "الحوثي" والميليشيات المسلحة التابعة للرئيس السابق صالح على المدينة. وحذر الأورومتوسطي من أن استهداف المدنيين بشكل متعمد يمثل مخالفة للقانون الدولي، حيث نصت المادة (8 (2) ه - 1) من نظام روما على أن "تعمد توجيه هجمات ضد السكان المدنيين بصفتهم هذه أو ضد أفراد مدنيين لا يشاركون مباشرة في الأعمال الحربية" يعد جريمة حرب. وطالب المرصد الأورومتوسطي في نهاية بيانه المجتمع الدولي ومجلس الأمن، بضرورة العمل على إيقاف الانتهاكات المستمرة بحق الإنسانية في اليمن بشكل عاجل من خلال التحرك لإنهاء حالة النزاع المسلح، داعيًا إلى اتخاذ خطوات فاعلة بما يؤدي إلى تقديم مجرمي الحرب للعدالة وعدم إفلاتهم من العقاب. وانتقد مصدر مسؤول في الحكومة، صمت المجتمع الدولي إزاء الجرائم التي ترتكبها الميليشيا الانقلابية بحق مواطني مدينة تعز منذ قرابة 3 أعوام. وقال المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن الميليشيا الحوثية تواصل ارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل في تعز وآخرها في 27 أغسطس في منطقة بئر باشا، حيث قصفت الأحياء السكنية بالهاون والكاتيوشا الأمر الذي أسفر عن استشهاد 4 مدنيين وإصابة 6 آخرين. واعتبر المصدر صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الجرائم والمجازر أمراً مثيراً للاستغراب والتعجب. وطالب المصدر المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والصحفيين وسفراء الدول الشقيقة والصديقة إدانة هذه المجازر والضغط عليهم لإيقاف الاعتداء على المواطنين الأبرياء ورفع الحصار عن مدينة تعز. وقال " إن على العالم الحر رفع صوته وإدانة ما يحدث وان تعز تدفع فاتورة الانقلاب.. فلم يعد بيت بداخلها إلا وقد فقد شهيداً أو جريحاً.. مؤكدا سعي الحكومة اليمنية لمقاضاة كل المتورطين في هذه الجرائم".