علي الشاطبي | قبل ال18 من يونيو 2004م , لم تكن جماعة الحوثيين قد ذاع صيتها بعد في اليمن , فيما كان ابناء "صعدة" منشغلين بأنتاج فاكهتي الرمان والعنب , كان الجميع يعمل على قدم وساق في اطار جمهوري خالٍ من التعصب الطائفي . حينها كان ثمة شخص يدعي حسين الحوثي , اعتقلته الأجهزة الأمنية بتهمة تشكيل فصيل مسلح يسعى لمنازعة الدولة صلاحياتها اطلق عليه حينها "الشباب المؤمن" , بعد سنوات من قتله في احد كهوف "مران" على يد قائد عسكري في الجيش يدعى "جواس" سيكون انصاره قد اخرجوه من "الكهف" وانطلقوا به صوب اكثر من محافظة في الشمال اليمني , ليحكموا سيطرتهم بعد مواجهات دموية . لاحقاً سيخوض مسلحي هذا الرجل المنتمي للمذهب الزيدي خمس مواجهات مع الجيش اليمني تم حصرها في مديريات محافظة "صعدة" , انتهت جميعها بإتفاق سياسي بين السلطة وهؤلاء "المتمردون" الذين صار لهم قائد ميدانياً يدعى عبد الملك بدر الدين ويكنى ب"ابو جبريل". لكن كيف تمكن انصار "السيد" المقبور ومقاتلي السلالة الإمامية كما كان يحلوا للإعلام الرسمي وصفهم الخروج من صعدة والوصول إلى مشارف البوابة الشمالية للعاصمة صنعاء " عمران" ؟ في منتصف ال2014 يرابض هؤلاء المقاتلين ذووي السحنة القمحية على بعد 50 كيلو متر من عاصمة اليمن , بعد سنوات قضوها واصابعهم على زناد الترقب داخل متارسهم في "مران" , كيف وصلوا إذا بهذه السرعة ؟ بعد ثورة شبابية في فبراير من العام 2011م انضم هؤلاء "المتمردون" إلى ساحات ثارت على نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح , قبل ان تمطر عليهم اعتذارات من الأطراف التي شاركت في الحرب عليهم لتصرخ معهم من على منصة ساحة التغيير بصنعاء بأن الشعب يريد إسقاط النظام , سقط صالح , ودخل الثوار القصر , لكن انصار "الصرخة" لم يبارحوا خيام "صمودهم" في صنعاء وبقية المحافظات . كانت اياماً معدودات فقط تفصل شركاء الثورة الحوثيين والإصلاحيين عن المواجهة , التي انفجرت شرارتها في "دماج" وتدحرجت صوب مديريات في محافظتي "حجة" و"الجوف" حسمت لصالح رجال مران , حينها فقط ادرك الحزب الأخواني بأنه وقع في شِراك قيادييه وطموحاتهم النزقة للسلطة . لقد سقطوا في اكثر مساحات مواجهاتهم دموية وقسوة بعد ان تخلى عنهم الجميع . لم يدرك الأخوان بأن جثة "السيد" ستلاحق بؤار قوتهم لتصل حتى معقلهم الرئيسي في "حاشد" وتستأصلها من جذورها , فروا نحو "عمران" المحافظة واغلقوها على انفسهم ولواء في الجيش اليمني موالٍ لهم , مخاطبين شياطين "مران" بأن مقبرتهم ستكون هناك , حتى نادى إعلامهم بأن تعالوا إذا استطعتم وستعرفون ايها "العملاء" المجوسيون بأن بيارق نصرنا لن يخفت هديرها . تحركت عجلة "انصار الله" صوب عمران , واخبار الأخوان تواصل إختلاق مواقع النصر في جبلي "المحشاش" و"الجنات" , تسارعت وتيرة سيطرتهم , وذات الأخبار يعاد صياغة عناوينها المثيرة وصورها الجالبة للزوار , بدت ملامح "الحوثة" تطل على مقر لواء الجيش , وإذا بعينهم الناقلة للأخبار تنشر خبراً عاجلاً عن ملامح الحضور الأخير " نعم لقد وصل الحوثي .. هاهو هناك يقتل بوحشية .. وطوي الخبر ببكاء على مقتل العشرات وقشيبي اللواء 310". الأضواء الآن تتجه صوب العاصمة "صنعاء" , مجلس الأمن يحذر .. الخارجية الأمريكية تدعوا لوقف التقدم والتزام التهدئة على الجانب السياسي , وهنا في" صنعاء " يواصل الإصلاح إطلاق التحذيرات من موقعة اخيرة لن يقم "للرافضة" فيها قائمة , مستعرضاً كم ان فكرهم "تفجيري" ورصاصاتهم قتلت الكثير من قواعده . "الولولة" .. انها افضل ما يمكن لجماعة الإصلاح تقديمه , مقابل قنابل محشوة بصلابة مقاتلين وبارود لا يترك شيئاً إلا ودمره . في الحرب بين الحوثي والإصلاح , انتصر الأول على الأرض , وانتصر الإصلاح إعلامياً , معادلة صعبة ومؤلمة لمواجهة قدم طرفيها انجع ما بجعبتهم . ... يتبع لاحقاً