قدّم زعيم الحركة الحوثية المسلحة عبدالملك الحوثي مبادرة جديدة بشأن أحداث عمران والتي سقطت مؤخراً بيد مسلحيه. وأعلن الحوثي، في خطاب متلفز بذكرى استشهاد الإمام علي بثته قناة «المسيرة» مساء الخميس، الإفراج عن 250 أسيرا من أحداث عمران. ونصح العقلاء في حزب الإصلاح بأن يتدارسوا مع قيادتهم مراجعة سياسة حزبهم، وأن يتخلوا عن التفكير القاعدي التكفيري الذي يسهم في عزل هذا الحزب شعبياً، كما نصحهم أن يلتفتوا إلى شعبهم ويتبنوا خطاباً عقلانياً بعيداً عن التفكير الذي يعزلهم عن الشعب. ونصحهم أيضاً بعدم تكرار ماحدث في عمران واستيعاب الدروس من الماضي، وعدم تكريس الجرعات على الشعب اليمني. وقال عبدالملك : «للمتحدث عن الكهوف أقول له : اقرأ سورة الكهف واستفد منها جيداً ففيها هدى وبصائر»، في إشارة منه إلى حديث الدكتور طارق عثمان الأثوري حول قوات سيد الكهوف، حيث أعاد رئيس الإصلاح محمد اليدومي نشر ماكتبه الأثوري في صفحته على موقع فيس بوك. وأكد الحوثي أن حياة ومواقف الإمام علي كانت كلها دروس وعبر، ومصدر من مصادر الهداية، ومصاديق للقرآن، منوهاً بأن حياته ومواقفه وأعماله كانت تجليات لهدى الله سبحانه وتعالى. وأوضح أن الإمام علي ولد واستشهد في بيت الله، وأنهم يسلكون وادي علي حتى وإن سلك الناس وادياً آخر. وأشار إلى أن ما تميز به الإمام علي، وباختلاف مع بقية المسلمين في حياة النبي صلوات الله عليه وعلى آله، أنه لم يحدث أبداً ان تدنس بدنس الجاهلية. وقال : «بمثل ما حضي الإمام علي عليه السلام بعناية خاصة من جانب الرسول واهتمام كبير بتربيته وتهذيبه كان لدى الإمام علي عليه السلام قابلية عالية وتفاعله كان بشكل كبير ، وكل جهد تربوي من رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله يثمر في الإمام علي عليه السلام ثمرة كبيرة». وأضاف : «كان الإمام علي عليه السلام فارس الإسلام ورجل الإسلام وبطل الإسلام الذي تصدى في كل ميادين القتال وساحات الصراع لصناديد الكفر وطغاة الشرك وكل الطغاة والمستكبرين، مستدركاً : لقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يكون من يتولى تربية علي عليه السلام منذ الطفولة هو الرسول صلوات الله عليه وعلى آله». وأردف : «الرسول قال : (إلا أنه لا نبي بعدي) علي لا يؤدي هذا الدور كنبي لا لا ؛ لأن النبوة ختمت بخاتم الأنبياء وسيد الأنبياء محمد صلوات الله عليه وعلى آله ولكنه يؤديه من موقعه في كمال إيمانه ككمال كوصي يؤديه من موقعه ككمال إيمان، مشيراً إلى أن الأنبياء والرسل يعملون على إقامة الدين وبالتالي يتحركون في إطار مشروع عملي للنهوض بالدين في واقع الناس وفي واقع الحياة». وبيّن أن الله جعل دينه في معالمه وركائزه وطبيعة المشروع نفسه على النحو الذي يضمن سلامته للأجيال فللدين رموزه، منوهاً بأنه إذا أراد الناس أن يكونوا مرتبطين بالمنهج بدون أعلام ورموز فإنه سيكون لديهم قابلية للتضليل. ومضى الحوثي قائلاً : «أليست أمريكا متجهة إلى توليفة جديدة للدين الإسلامي لم يكتفوا بتحريف الدين وتزييفه على مدى عقود من الزمن لم يكتفوا بهذا»، مضيفاً : «بما أن عملية فصل الناس عن الدين بالكامل وإزاحة الدين بالكامل مسألة صعبة يعمدون إلى توظيف مفاهيم الدين وقلبها من خلال علماء السوء ، دائماً ما يتم قلب مفاهيم الدين وتزييفها من خلال علماء السوء…القدوات والأعلام والهداة هم يمثلون الضمانة في التطبيق الصحيح والتطبيق السليم للدين والحفاظ على مفاهيمه من التحريف». واستدرك : «المنهج الإلهي ما كان ليقوم ولا لينتشر ولا ليلقى القابلية في واقع البشر بدون رموزه وبدون أعلامه الذين قاموا بدور متعدد من التبيين والتوضيع وإقامة الحجة ومن خلال التجسيد لهذه القيم وإبرازها عملياً في الواقع ليرى الناس جمالها وعظمتها». وحول مايجري في غزة أكد عبدالملك أن الأنظمة والحكومات الجائرة أسهمت على حد كبير في أن يصل الوضع إلى ما وصل إليه في فلسطين، مبدياً أسفه الشديد من عدم إشادة الجانب الرسمي بالخروج الشعبي الجماهيري في مظاهرة التضامن مع فلسطين. وجدد مطالبته للشعب اليمني بالخروج يوم غدا خروجاً مشرفاً بمستوى الأحداث وبمستوى المسؤولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ولجمع التبرعات للمقاومة الإسلامية.