علي الشاطبي | كما لو اننا في اواخر ال1967 , ومعركة انتصار جديدة ستخطها صنعاء بصمود اسطوري يلحق الهزيمة بمحاصريها . اليوم ذات المشهد يتكرر في ال2014 , مسلحون قبليون يحنون لماض ملكي يخيمون على ابواب صنعاء من جديد , هي معركة إذا من اجل الجمهورية وشهدائها ,إذ ليس ثمة فرق شاسع بين الشعب الذي احتضن الثوار في ثورة ال1962م وشعب ال2014, هذه المرة سيكون كل اليمنيين على خط المواجهة , لن يكون هناك متخاذل يقبع في قبوة , بإنتظار وصول مليشيات التخلف لتطرق بابه بإن ارفع رأسك قليلاً لتحية "السيد" قبل ان يُمرغ بالتراب لا مفر من صياغة انتصار يليق بحق اليمني في العيش والكرامة , وقبل كل ذلك حقه في الحرية , انها اولى المواجهات بين الجمهورية ونافخي الروح الملكية منذُ الستينات , حتى اللحظة لا اتذكر ان خطراً تهدد اليمن الجمهوري من بقايا المشروع الإمامي وان صُبغ بمطالب حقوقية عادلة للمواطن اليمني كما اليوم , فالموطن يعرف تمام المعرفة فداحة إستغلاله وقوداً لإحياء نظام بائد, انتفض عليه في ثورة عظيمة , فمن غير المعقول ان يستدعي قاتليه في صورة احرار ثائرين . المواجهة بين الجمهورية ومدعي الحق الإلهي لن تقتصر على حصار , وآلاف المُسيرين الذي يجولون في الشوارع صارخين ضد كل شيء , هي تجليات لِموقِعه فاصله , اما ان ينتصر فيها اليمنيون وهذا خيارهم الوحيد, او ينتصر مشروع ملالي إيران وعمائم الموت , ليس ثمة من توصيف آخر يمكننا ان نفند به خُطب الحوثي ومزاعمه بالإنتصار للمغلوبين في هذا الوطن سوى جرائمه التي اقترفها بحق الوطن وجيشه وسلامة اراضيه , هي معاناة تضاف إلى قائمة طويلة لأوجاع الناس يجري تسويقها كبضاعة مقايضة وإستغلال بشع . جمهورية السيد الإيراني التي ينادي بها ستسقط على ابواب صنعاء لا محالة , ان لم يعد إلى رشده ويسلك الطريق الصحيح الذي وفرته له ديمقراطية شهداء الجمهورية , لا يمكن بتاتاً ان تمرر جرع الملكية تحت راية المستضعفين والفقراء حتى وإن دججت بالسلاح وتكومت كسحابة موت فوق صنعاء , التاريخ سيوقفهم .. دماء الشهداء .. قصائد البردوني , روح علي عبد المغني , قومية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ستوقفهم . صنعاء قدِر لها انها تنتصر دائماً وابداً .