كشفت إحصائية أمنية عن تزايد حالات الانتحار في أوساط الشباب اليمني إذ بلغت شهر أكتوبر الماضي 44 حالة انتحار وشروع فيه سجلت في عدد من محافظات اليمن ،أودت بحياة 23 شخصا تتراوح أعمارهم بين 16-45 عاما اغلبها تنحصر في فئة الشباب. وذكرت إحصائية وزارة الداخلية اليمنية إن حالات الانتحار البالغة 24 حالة استخدم فيها المنتحرين الأسلحة النارية والسموم والحبال في وضع حدٍ لحياتهم،مرجعة أهم أسباب حالات الانتحار التي شهدها الشهر الماضي، في المشاكل الأسرية والاجتماعية والاضطرابات النفسية.ووفقا للإحصائية فإن الفترة ذاتها كانت قد شهدت 20 حادثة شروع بالانتحار لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 20-35 عاما غالبيتهم العظمى من النساء الشابات اللواتي يعانين من مشاكل زوجيه وأسريه ،وضغوطات نفسيه، موضحة إن حالات الشروع تمت بواسطة السموم ،والعقاقير ، والأمواس والسكاكين ،ولم يستخدم السلاح في أي منها.وظاهرة الانتحار في اليمن سجلت ارتفاعاً قياسياً في العامين الماضيين ، بين الذكور والإناث وأصبحت تشكل قلقا اجتماعيا ودينيا وامنيا .وطبقا لإحصائيات وزارة الداخلية للعام الماضي فان إجمالي عدد حالات الانتحار والشروع فيه في مختلف محافظات اليمن بلغت 465 حالة، منها 6 حالات انتحار للإناث و170 حالة شروع في الانتحار للإناث أيضا .وكانت عدد حالات الانتحار المسجلة لدى أجهزة الأمن خلال الأعوام الثلاثة (2004 - 2005 -2006) بلغ ألف و401 حالة من بينها 624 شخصا انتحروا بواسطة أسلحة نارية، و141 شخصا استخدموا وسائل أخرى كالسموم وغيرها.وتظهر الاحصائيات أن عدد الحالات التي تم رصدها منذ العام 1995 وحتى العام 2006 تزيد عن 2612 حالة انتحار معظمها لشباب وفتيات لم يتجاوزوا العقد الثالث من العمر.وعلى عكس ما تشير إليه الجهات الرسمية من أسباب لارتفاع في معدل الانتحار والتي تلخصها في الاضطرابات النفسية وغياب الوازع الديني وعوامل أخرى ناشئة عن مشكلات اجتماعية وأسرية او أزمات تطرأ على حياة الشخص، يعزوا بعض الباحثين هذه الزيادة الى الوضع الاقتصادي والمعيشي واتساع مساحة الفقر في أوساط مختلف فئات المجتمع هو ما يدفع الشباب إلى وضع حد لحياته, إذ يرون أن العوامل الاقتصادية من أهم الأسباب وراء الانتحار في اليمن الذي يعيش نحو 50 % من سكانه تحت خط الفقر المدقع بحسب البيانات الرسمية.أما بعض الأخصائيين في الأمراض النفسية فيعزون ظاهرة الانتحار بين اليمنيين إلى عادة مضغ القات، لكونه يسبب أمراضا نفسية أهمها "مرض انفصام الشخصية" وهو النقيض المباشر للاكتئاب، لكنه في حالات معينة يجتمع الاكتئاب والانفصام ويؤديان للانتحار, معتبرين أن انفصام الشخصية في اليمن يشمل شخصا من كل 40, أي أنه موجود تقريبا في كل أسرة يمنية.