فيما تتواصل التحقيقات في قضية المواطن الحميدي الشمري المحتجز لدى السلطات اليمنية، كشفت مصادر امنية مطلعة لصحيفة ال«القبس»الكويتيه تفاصيل مثيرة للتحقيقات التي اجراها الفريق الأمني الكويتي في صنعاء، والذي شكل بأمر من النائب الأول لمجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك، وغادر الى اليمن قبل يومين برئاسة مدير مديرية الاستخبارات في الجيش العميد فيصل الصولة.تحقيقاتوذكرت المصادر ان الفريق الأمني اطلع اولا عقب وصوله صنعاء على الاجراءات التي اتخذتها السفارة الكويتية هناك، بعد ان اتهمها المواطن الحميدي بتجاهل قضيته والتعسف في حقه، مشيرا الى ان مسؤولي السفارة وعلى رأسهم السفير اثبتوا ومن خلال الكتب الرسمية انهم متابعون للقضية عن كثب منذ بدايتها، وان السفارة بعثت بكتاب رسمي الى المحكمة اليمنية التي تنظر القضية، وطالبت فيه بالافراج الفوري عنه بعد صدور حكم البراءة بساعات، وكان ذلك يوم 12 اكتوبر الماضي.واضاف المصدر ان الدائرة القنصلية في سفارتنا لدى اليمن بعثت كتابا آخر بتاريخ 17/10/2009 تطالب فيه بالافراج عن الحميدي، نظرا إلى حالته الصحية المتدهورة، اضافة الى كتاب تقدم به القنصل سعود الحربي في جلسة النطق بالحكم نفسها يطالب فيه بالافراج الفوري عن المواطن.إفراجوزاد المصدر بالقول: بالفعل تم الافراج عن الحميدي يوم 17 اكتوبر الماضي بعد ان تقدمت السفارة بتعهد خطي بعدم صرف اي وثيقة سفر له تمكنه من مغادرة اليمن الا بعد صدور حكم محكمة الاستئناف.ولفت المصدر الى أن السفارة تسلمت الحميدي وأسكنته في فندق شيراتون صنعاء، ومن ثم شرع هو بالضغط على مسؤولي السفارة والالحاح عليهم لتمكينه من مغادرة اليمن والعودة الى الكويت بحجة أنه مريض جداً، لكن السفارة رفضت طلبه وأبلغته بضرورة الالتزام بالتعهد الرسمي الذي وقعته لدى الجهات اليمنية المختصة.يوم الحادثوسرد المصدر تفاصيل أخرى مثيرة، قائلاً «ان السلطات اليمنية أبلغت الفريق الأمني الكويتي الذي يحقق في القضية، أن المواطن الحميدي اتصل بذويه وأبلغهم بأنه تعرض لاطلاق النار وبدورهم ابلغوا السفارة الكويتية لدى اليمن بذلك، حيث انتقل السفير فوراً الى مستشفى جامعة العلوم التكنولوجية اليمنية واطمأن على صحة الحميدي، وتبين أنه مصاب بجرح سطحي، كما انتقل السفير برفقة وكيل وزارة الداخلية اليمني المساعد لشؤون الأمن العام الى الموقع الذي ابلغ الحميدي أنه تعرض فيه لاطلاق النار وتبين عدم وجود أي آثار لاطلاق النار حيث لم يعثر على أي أظرف فارغة، وكذلك تبين أن المكان يعج بالمارة ويضم مكاتب لشركات نفطية عالمية وأنه مراقب من قبل الشرطة اليمنية على مدار الساعة، بالاضافة الى أن المارة لم يدلوا بأي معلومات من شأنها اثبات ما ادعاه الحميدي من اطلاق للنار.هروبوأردف المصدر قائلاً: ان وكيل وزارة الداخلية اليمني أحال الموضوع الى الادارة العامة لمكافحة الارهاب والجريمة المنظمة التي باشرت بدورها التحقيق في البلاغ وتوجه فريق منها برفقة السفير الكويتي الزمانان الى المستشفى وتبين ان الحميدي هرب من المستشفى بمساعدة اصدقائه الخليجيين، وتحديدا من الباب الخلفي، لافتا الى ان ادارة المستشفى سلمت الفريق الامني اليمني تقريرا طبيا يفيد بان الحميدي مصاب بجرح سطحي في الفخذ الايسر وان الاوردة الدموية غير مصابة ولا توجد كسور في عظمة الفخذ، مما يعني ان الجرح بسيط وغير ناتج عن اطلاق نار.حراسةوزاد المصدر بالقول «ان الحميدي توجه بعد ذلك الى سفارتنا في صنعاء، حيث تم تسكينه مرة ثانية في فندق شيراتون صنعاء مع فرض حراسة امنية مشددة عليه.وقال المصدر «ان فريق التحقيق اليمني توجه الى الحميدي واستمع الى اقواله حول الحادث، وذكر فيها «ان 4 اشخاص مسلحين اطلقوا عليه اعيرة نارية اصيب على اثرها في رجله، وان هناك شخصا عراقيا يدعى مهند محيبس علي (زودهم برقم هاتفه)، للشهادة حيث انه رأى الواقعة»، لكن السلطات اليمنية استدعت الشاهد الذي تبين انه من ارباب السوابق وسبق ان حكم عليه في قضايا تزوير والاتجار في العملات، وانكر معرفته بالحادث او انه رأى حادث اطلاق النار، فضلا عن ان السلطات اليمنية توصلت الى وجود اتصالات بين الشاهد العراقي والحميدي قبل اسبوعين، مشيرا الى ان سلطات التحقيق انتقلت الى مسرح الجريمة ولم تعثر على آثار دماء واحالت المركبة التي نقلت الحميدي للمستشفى للفحص، ولم يعثر بها على آثار دماء.بلاغ كاذبوتابع المصدر ان السلطات اليمنية اعتقلت الحميدي امس الاول ووجهت اليه تهمة ازعاج السلطات والبلاغ الكاذب بعد ان تبين ان حادثة اطلاق النار مفتعلة ولا اساس لها من الصحة، وتوقع المصدر ان يكشف الفريق الامني الكويتي عن تفاصيل اخرى جديدة في القضية التي اخذت بعدا اعلاميا مثيرا مخالفا للحقيقة.